كيف تكون أول العتقاء من النار في رمضان
تاريخ النشر: 15/07/14 | 10:11إلى الصادقين الذين انتظروا من الله نفحة.. تجدد الحياة وتبعث القلوب من الرقدة والغفلة.. أتاكم رمضان فيه من الله عفو ورحمة.. فجددوا عهودكم ووفوا وعودكم . واجعلوا لله رغبة..
ها هي الأيام تمر والعمر يمضي وأشرق رمضان جديد على النفوس والأرواح المتعبة.. أشرق ليضيف إلى رصيد أيامك القليلة التي تحياها وليقف شاهدا معك أمام الله تعالى… والقلب يحب الموعظة في رمضان أكثر من غيره والروح تألف النصيحة في رمضان أكثر من غيره..
فهيا اقلع عن ذنوبك وانزع نفسك من أحضان الدنيا واعتق رقبتك من أسر الهوى وذكر نفسك بجنة عرضها السماوات والأرض تنتظرك وتشتاق لسعيك…
ثلاثون يوما وثلاثون ليلة كل يوم وليلته يناديك اغتنمني فإني لا أعود.. تفرغ لربك وارغب لمولاك واثأر من شيطانك..
أخي .. “إن لله عتقاء من النار في رمضان في كل يوم وليلة”
إنه الأمل أن تعتق في أول يوم من رمضان لتحيا حياة هانئة تنعم فيها بمعاني الصيام والقيام و طعم العبادات ونور القربات وأخيرا تحقق المراد من الصيام “لعلكم تتقون”
ولم لا؟!.. لم لا نعتق عتقا يغير حالنا بعد رمضان فلا نسرف على أنفسنا في الذنوب ولا نمل من أن نستغفر ونتوب.. عتقا يجعل حياتنا كلها رمضان..
عدة أسباب بتطبيقها تكون بإذن الله أول العتقاء من النار
1- حدد هدفك.. وليكن هذا هدفك أن أعتق في أول يوم من رمضان ولتتحد نفسك في أن تنال هذا الهدف وابدأ من الآن بالإلحاح في الدعاء أن يعتقك الله في أول يوم من رمضان وليكن لك شعارا مثل “أملي أن يرضى الله عني” أو “وعجلت إليك ربي لترضى” أو “وإلى ربك فارغب” أو كن عالي الهمة بشعار “لن يسبقني أحد”.
2- أخلص نيتك لله وحده.. فلن تؤجر إلا بالاخلاص فلا صيام لمن لم يبيت نيته وشرط المغفرة الإيمان والاحتساب فمن صام رمضان ومن قام رمضان ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه واحتسب كل طاعتك لتؤجر على كل نية وكل احتساب
3- استقبل رمضان بتوبة نصوح.. عن كل الذنوب والمعاصي وانو ألا تفعل ذنبا في رمضان وألا تعود لذنب بعد رمضان
4- طهر قلبك .. فلا غش ولا غل ولا ضغينة ولا بغضاء ولا حقد ولا حسد بل اعف وسامح وابشر بأن يجازيك الله بمثل ذلك
5- لا تضيع دقيقة من وقتك .. ولا تنشغل بغير الله فليكن يومك وليلك كله لله لديك قراءة قراءن وذكر للرحمن وصيام وقيام وصلاة وصدقة وبر ودعاء وخير كثير
6- اختر قائدا ورفقة .. لتكون عبادتك صحيحة لتتعاون على البر والتقوى وتنافس في أعمال الخير
7- انو التبتل والخلوة والاقتصاد من الأكل والنوم .. وكن كريما جوادا فقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كالريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان فلا تحرم فقيرا ولا مسكينا ولا ضعيفا عطفك وكرمك وتصدق كل يوم ولو باليسير
8- لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .. فلا ترفث ولا تفسق ولا تصخب ولا تجهل وكن صائما وليصم سمعك وبصرك بل وليصم قلبك عن غير الله في رمضان
9- تحر كل أبواب الخير .. والزم سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وابك على خطيئتك وتقصيرك وكن مع المستغفرين بالأسحار.
10- إياك وشياطين الإنس وإياك والمعصية.. فالمعصية في رمضان ليست كالمعصية في غيره فالجنة مفتحة أبوابها والنار مغلقة أبوابها ومردة الشياطين مصفدة وما عليك إلا نفسك..فلا تعص.
11- احرص على أسباب المغفرة.. فرغم أنف من أدركه رمضان ولم يغفر له وكن ذا همة في عبادتك فلا ترض بأقل من ختمتين للقرءان أو ثلاث وصم صوم القلب والجوارح وليس صوم البطن وصل كل صلواتك في أول صف في أول جماعة في المسجد وصل رحمك فلن يدخل الجنة قاطع وادع بما شئت ولمن شئت وتصدق ولو بالقليل.
وإليك نيات الصيام
– بع نفسك لله .. ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ”
– لا مثيل لعملك .. فقد قال – صلى الله عليه وسلم – لطلحة ” عليك بالصوم فإنه لا عدل له ” أي لا مثيل له
– عمل لله .. فكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لله جل وعلا وهو سبحانه يجزي به
– أن يكفر الله فتنتك .. فالأهل والمال والولد والجار فتنة يكفرها الصيام والصلاة والصدقة
– مغفرة ما تقدم من ذنبك .. فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
– طلب الشفاعة .. فالقراءن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة
– اغتنام صلاة الله وملائكته عليك .. فالله وملائكته يصلون على المتسحرين وعلى ميامن الصفوف
– يبعدك عن النار .. فالصوم جنة ” وقاية وحماية ”
– الري يوم العطش .. فصوم الصيف يورث السقيا يوم العطش وصوم الشتاء غنيمة باردة
– الدخول من باب الريان .. فلن يدخل منه إلا الصائمون
– حسن الخاتمة .. فمن ختم له بصيام يوم دخل الجنة
– اغتنام دعوة عند الافطار .. فللصائم عند فطره دعوة لا ترد
– أن تكون من الأبرار .. ” إن الأبرار لفي نعيم ” فهم يقومون الليل ويصومون النهار
– الحصول على فرحتين موعودتين .. فرحة عند الفطر وفرحة بالصوم عند لقاء الله
– تطيب ريحك .. فخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
– اغتنام ليلة القدر .. فهي خير من ألف شهر
– أن تكون مع الصديقين والشهداء .. “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ”
أخيرا .. أن ترفع درجتك في الجنة .. فأنت أدركت رمضان وصيامك وصلاتك وصالح عملك تسبق به من مات قبلك فاغتنم ما حل بك من خير.