أيها الصائم صن لسانك واحفظ صيامك
تاريخ النشر: 15/07/14 | 13:44“كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش”.
لقد أمر الشارع الحكيم بحفظ اللسان، إلا من خير، سيما في حال الصيام في رمضان وغيره، فقد صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”، وصحَّ عنه كذلك وقد سئل: أي المسلمين أفضل؟ فقال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وصحَّ عنه أنه قال: “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب”، ورضي الله عن ابن مسعود حيث قال: “ما من شيء أحق بالسجن من اللسان”.
يتعين حفظ اللسان في كل زمان ومكان، سيما للصائم في رمضان وغيره من الآتي:
أولاً: الدعاء والاستغاثة بغير الله -عز وجل-، لا بملك مقرب، ولا بنبي مرسل، ولا بعبد مكرم، لأن الدعاء هو العبادة، ولا يحل صرف شيء من العبادة لغير الله، وهذا من أخطر صور الشرك الأكبر.
ثانياً: الحلف بغير الله، لا بنبي، ولا برسول، ولا عبد صالح، ولا بالآباء، ولا بالطلاق، فمن حلف بغير الله فقد أشرك، والحلف بالله كاذباً أخف من الحلف بغير الله صادقاً.
ثالثاً: السباب والشتم واللعن، فهي من الكبائر، روي الترمذي وحسنه عنه -صلى الله عليه وسلم-: “ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء”، وفي صحيح مسلم: “لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة”.
رابعاً: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، قال -تعالى-: “وَلا يَغتَب بَّعضُكُم بَعضًا”، وقال: “هَمَّازٍ, مَّشَّاء بِنَمِيمٍ“، وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا يدخل الجنة نمَّام”، وصح عنه كذلك أنه قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.
خامساً: التجسس على مسلم مستور الحال، قال -تعالى-: “وَلا تَجَسَّسُوا”.
سادساً: الغش، قال -صلى الله عليه وسلم-: “من غشنا فليس منا”.
سابعاً: أن يتحدث الإنسان بكل ما سمع: “بحسب المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع”.
ثامناً: شهادة الزور.
تاسعاً: الطعن في الأنساب والافتخار بالأحساب.
عاشراً: الإكثار من المزاح والكذب فيه، كان -صلى الله عليه وسلم- يمزح ولا يقول إلا صدقاً.
أحد عشر: أن يري الإنسانُ عينيه ما لم تريا.
الثاني عشر: أن يكذب ليضحك الآخرين. القائل والمستمع والمتلذذ بذلك كلهم في الإثم سواء.
وتذكر أخي قول رسولك -صلى الله عليه وسلم-: “كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”، وقوله: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه”.
أعاننا الله و إياكم على صيانة ألسنتنا وحفظ صيامنا.