الولاء لأم الفحم أولا
تاريخ النشر: 14/03/12 | 7:59يخطئ من يظن , ولا ينطلي على أحد الادعاء الذي يقول : أن الذي يطرح البديل في أم الفحم لإدارة شؤون البلدية يجب أن يكون معاديا للحركة الاسلامية بشكل خاص أو للمشروع الاسلامي بشكل عام . مفهوم المشروع الاسلامي الكبير والذي نحن جزء لا يتجزأ منه في هذه البلاد والتحديات, والتطلعات ,و لمن لا يعلم أكبر بكثير من مجرد إدارة بلدية في مدينة عربية كأم الفحم مثلا ,لا بل نُسيء للمشروع الاسلامي الكبير في حال راهنا على نجاح المشروع الاسلامي بنجاح كتلة أو حزب في انتخابات بلدية !.
ولذلك رأيت من الواجب وقبل كل شيء أن أؤكد على أن الولاء لأي دين ,وبغض النظر, مطلوب ومفهوم ,والولاء لوطن أو بلد أيضا,أما الولاء لشخص أوحزب أوحركة.. قد نتفهمه..حتى لو كان جنونيا..هو شأنهم!!..لكن بشرط أن لا يكون أكثر من الولاء للدين الاسلامي نفسه أو الوطن أو البلد !.
مشروع طرح البديل في مدينة أم الفحم فيه الكثير من الحساسية ,لدرجة أن بعض المواطنين ,بل شريحة معينة, يتعاملون معه بقمة العاطفية وعدم الواقعية ولا يريدون أن يتخيلوا ولو للحظة واحدة أن هذا الأمر قد يحصل ,وفيما لو حصل فبالنسبة لهم زلزال مدمر أو بركان هائج, إن لم يكن أيضا نهاية الدنيا واقتراب الساعة وخروج الشمس من المغرب بدل المشرق !.
قد يتخيل البعض أننا نتحدث عن قصة أو فيلم سينمائي من النوع الخيالي , مع أنه واقع ,بل بديهي من وجهة نظر بعض الأخوة والأخوات في مدينة أم الفحم .!.
هذا الخلط أو المزج بالنسبة لموضوع الولاء ,أو ما يسمى الولاء الأعمى (ويسمى بالأعمى لأن صاحبه لا يرى من الحقيقة إلا ما يخدم سيده أو حزبه أو مصلحته الشخصية..) قد يضر أم الفحم ومستقبلها ,وقد يضر حتى الجهة أو الشخص أو الحزب الذي تُقدم له ولاءك على الولاء للبلد أو الوطن .
وأكثر ما يقلقني , وأحيانا يضحكني ,أن أغلب المواطنين في أم الفحم بينهم وبين أنفسهم مقتنعون على أن الإصلاح والتغيير حاجة ملحة, لكن كما ذكرت سابقا ,يترددون ,وقد يعتقد البعض إن اختار البديل فكأنما اقترف إثما أو معصية !. ولذلك كان من الواجب أن تقوم فئة من الفحماويين الغيورين على بلدهم وعلى مستقبلها ,وبغض النظر عن الحساسيات والعواطف ,وتحكم العقل والمنطق ,وتدفع نحو غد مشرق ومستقبل أفضل كله أمل وأمن وأمان واستقراربعد أن فقد المواطن الفحماوي ابسط حقوق الانسان والعيش الكريم.وقد يسأل البعض ماذا لو ؟ نقول له : إن قدر الله وحدث التغيير, نعاهد الله والمواطنين نخن الذين نطرح البديل على فعل كل ما يلزم بمهنية عالية وصدق وأمانة وشفافية مطلقة,ليلا ونهارامن أجل عيون أم الفحم ,ولو قدر الله أيضا وأختار غير ذلك ,لن نغضب ,بل سوف نحمده ونشكره ونشكر كل المواطنين حينها ,على أن عافونا بإرادتهم من هذه المهمة الصعبة والمعقدة ,وعندها نكون مرتاحين الضمير,ولأننا اردنا اصلاح أم الفحم وتغيير الواقع المتأزم , ولم نرضى لأنفسنا الوقوف جانبا ومكتوفي الأيدي وأم الفحم تنزف دما على مرمى ومسمع..! وهذا أقل الواجب .
بقلم :تيسير سلمان محاميد-أم الفحم