التونسيون الجدد
تاريخ النشر: 15/03/12 | 5:55وظيفة الإمام من أشرف الوظائف، فقد كانت وظيفة نبي الله صلى الله عليه وسلم، وهو ضامن كما صح في الخبر عنه عليه السلام، ومن تأمل في النصوص الشرعية الدالة على فضل الإمامة، استعظم قدرها، فهي ليست مجرد جودة تلاوة، أو حسن صوت، بل فقه وعلم، ومعلوم أنه صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله).
ومن لوازم إتقان القراءة فقه آياتها، ومعرفة أحكامها المتعلقة بها من حيث معرفة معانيها وما يتصل بها من أحكام عقدية أو فقهيه وغيرها.
فإذا أردنا أن نقتفي منهج الحبيب صلى الله عليه وسلم فلنجتهد أن نتعلم فقه القرآن، وفقه الصلاة، وشيء من فقه الحياة، كأسرار التعامل مع النفوس، والتواصل مع الآخرين، ليكون الإمام بذلك سائراً على خطى الإمام الأول صلى الله عليه وسلم .
وفي أغرب قرارٍ يمكن أن يتخذَه نظامٌ استبدادي في العالم .. ففي عام 2008 أعلن وزير الداخلية التونسي آنذاك الهادي مهنِّي أنه سيتم عمل بطاقة مغناطيسية لكل مصلٍّ لتنظيم الصلوات في المساجد. وقال مهني- في مؤتمر صحفي في العاصمة التونسية ، إنه طبقًا لما نشرته جريدة صوت الحق والحرية التونسية وعملاً بالسياسة القومية التي ينتهجها صانع التغيير (يقصد رئيس الدولة زين العابدين بن علي)، وسعيًا منه لترشيد ارتياد المساجد، ودفعًا للفوضى..
فإن مصالح وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل مَن يتقدم بطلبها بطاقةً تمكنه من ارتياد أقرب مسجد من محل سكناه أو من مقرِّ عمله إذا اقتضت الحاجة
وأضاف: “فمِن هنا وصاعدًا يتعيَّن على كل تونسي الحصول على بطاقة مصلٍّ، وأن يودِعَها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطني، وستَحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده، وحسب الإجراءات الجديدة يتعيَّن وجوبًا على المصلِّي اختيار أقرب مسجد لمكان إقامته أو لمركز عمله، أما اذا كان المسجد المختار غير جامع فيجب على المصلي التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة.
وأوضح: لذا يجب على أئمة المساجد أن يتأكدوا من أن جميع المصلين داخل قاعة الصلاة حاملون لبطاقاتهم، كما يتعيَّن على كل إمام طَرْدُ كل مصلٍّ لا يحمل بطاقةً أو على بطاقته اسم مسجد آخر غير الذي يصلي فيه.
وقال مهني: إن البطاقةَ شخصيةٌ، ولا تجوز إعادتها، ويمنع التنازل عنها للغير، أما اذا قرر صاحب البطاقة الانقطاع عن الصلاة فإنه مطالَبٌ بتسليم بطاقته لأقرب مركز شرطة، وأكد أن لكل مصلٍّ الحق في أن يرتاد لأجل أداء صلواته الخمس مسجدًا واحدًا، فقط ما عدا الرخص الخاصة المسلَّمة في الحالات الاستثنائية، فإذا كان المسجد لا يقيم صلاة الجمعة فإنه يمكنه الحصول على بطاقة خاصة بصلاة الجمعة إذا عنَّ له أن يطلبها.
وقال وزير الداخلية إنه يمكن للسيَّاح المسلمين أن يطلبوا بطاقةَ مصلٍّ عند نقاط شرطة الحدود، مضيفًا أن بطاقة السائح المصلي هذه تكون صالحةً لكل مساجد الجمهورية، ويتم إرجاعها لشرطة الحدود قبل مغادرة التراب التونسي!!
وأشار إلى أنه سيتم تزويد كل المساجد بآلات مغناطيسية لتسجيل الحضور؛ حيث يتعيَّن على كل مصلٍّ تسجيل حضوره عند الدخول إلى المسجد وعند خروجه منه، ويقوم الإمام بجمع أوراق تسجيل الحضور وتقديمها شهريًّا إلى الدائرة الحكومية التي يتبع لها المسجد، ويُعفى الأجانب من تسجيل حضورهم.
قامت الدنيا ولم تقعد في حينه وخاصة الحركات الإسلامية في العالم على ما يجري في تونس ، وشجبوا واستنكروا ذلك حتى أنهم كفّروا من قام بهذا العمل .
وها هم التونسيون الجدد في بلد الإسراء والمعراج يحاولون أن يتبنوا تلك التوصيات الجهنمية ، ويعملون على اتخاذها وخاصة لوظيفة الإمام والمؤذن الذين ينتمون لجمعية التكافل الاجتماعي التابعة للحركة الإسلامية والتي تتبنى بعض الأئمة والمؤذنين وتؤمن لهم أجرهم الشهري ، وبعد عمل سنين في هذه الجمعية تبين أن الإمام والخطيب والمؤذن مرهونا بهذه الجمعية ، وانه سيوقع على اتفاق عمل مع الجمعية وذلك حسب شروط ما انزل الله بها من سلطان ولا حتى في نظام زين العابدين البائد ، حيث يُطلب من الأمام أن يوقع على الاتفاق بان يكون لكل صلاة نسبة معينة من الأجر الكلي ومن ضمن الأجر نسبة لزيارة بيوت العزاء وصحبة مسيرة البيارق للأقصى وحضور الدرس الديني في المسجد وغيرها من الطلبات الموثقة في النموذج الشهري الذي يستلمه الإمام ، وكل إمام لا يأتي لإحدى الصلوات مثلا يخصم منه النسبة التي خصصت لتلك الصلاة وغيرها من الفعاليات ، حتى وصل الأمر إلى كل من لا يسلم النموذج في وقته يخصم منه مبلغا معينا ، نعم نحن لا ننسى جهود الجمعية وقيامها يهذه المهمة ولكن من ناحية أخرى إن كنت مسئولا فلا تكن ظالما وان لا تنسى أن الدين المعاملة ، وأيضا علينا أن لا ننسى أن الأجر الذي يتلقاه الإمام أو المؤذن هو من المصلين وغيرهم من الناس والخيرين وأيضا علينا أن لا ننسى أن لكل مسجد لجنة خاصة به وهي في النهاية تقبل تعيين الإمام من قبل الجمعية أو لا تقبله فان قبلته فالجمعية موكلة بإعطائه الأجر وان لم تقبل وهي التي عينت إماما للمسجد التي تعتني به باجره أولا على الله ثم من جهود وتبرعات المصلين أنفسهم .
أتساءل هنا واسأل الكادر الفقهي والأكاديمي في الحركة الإسلامية عن هذه النسب التي تعطى أو تخصم من الإمام هل انزل الله بها قرآنا أو حديثا نبويا ، النظام والتواصل والحضور مطلوب من الإمام ولا اعتقد جازما أن الإمام يأتي إلى المسجد لينال أجره من الجمعية أو من غيرها فهو يأتي أولا وأخيرا لوجه الله ولرضاه ، أما أن يكون نسبا مخصصة لكل صلاة من الصلوات ولكل فعالية من فعاليات الإمام في المسجد ، هنا قد وصل الأمر إلى ما وصل إليه زين العابدين وأعوانه في تونس والذي قامت الدنيا ولم تقعد من قبل الحركات الإسلامية لفعلته هذه ، وهنا أسال وأنادي أصحاب المسؤولية في الحركة الإسلامية وغيرها من الأكاديميين أمثال الدكتور رائد فتحي والدكتور حسين وليد والدكتور نور الدين عزات والدكتور مشهور فواز والشيخ خالد غنايم والدكتور عبد الرحيم خليل والشيخ كمال خطيب والشيخ رائد صلاح وغيرهم من الأكاديميين والمسؤولين إلى الوقوف وقفة على أساس الكتاب والسنة لينظروا في هذه المسالة ، والتي نالت من بعض أئمة المساجد وتم فصلهم من جمعية التكافل لعدم توقيعهم على هذه الاتفاقية وذلك لعدم تناسقها مع الشرع الحنيف أهكذا يتم التكريم.والاحتفاء بالمساجد المثالية، بالإمام المثالي، بالمؤذن المثالي، بالخطيب المثالي، حيث تجد في بعض المساجد تميزاً واضحاً في تهيئة المسجد، وفي نظافته، وجودة محتوياته، وانضباط إمامه ومؤذنه، وتنوع فعالياته، وتفاعل جماعته. نسأل الله الهداية للجميع .
.