خطبة عيد الأضحى المبارك من كفرقرع بعنوان ‘‘من معاني عيد الأضحى‘‘
تاريخ النشر: 17/11/10 | 14:46بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر صلاة وخُطبة عيد الأضحى المبارك، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘من معاني عيد الأضحى‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر.. الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً. الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله أصحابه الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته، وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر ما ذكره الذاكرون، والله أكبر ما هلل المهللون، وكبر المكبرون، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد من سعى بين الصفا والمروة من المرات.”.
وأردف الشيخ قائلاً:” عيد الأضحى المبارك يذكرنا بذكريات عظيمة.. علَّنا نأخذ منها العظة والعبرة، ونتعلم منها ما يجب أن نتعلمه من درس فالمسلم لا يحتفل بالعيد بالبهجة، والسرور، والزينة وكفى، ولكنه يتأمل في معنى هذه المناسبة ومغزاها، ومن المعلوم أن كلا العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى يأتيان بعد عبادتين هما ركنان من أركان الإسلام؛ فعيد الفطر يأتي بعد صوم شهر رمضان، وهو يمثل مجاهدة النفس للشهوات والأهواء، وعيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج بما تمثله من جهاد النفس والبدن معًا.”.
وتابع الشيخ:” وأولى هذه الذكريات هي المحنة التي تعرَّض لها أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- حينما رأى في المنام أنه يذبح ولده الغالي إسماعيل -عليه السلام-، ورؤيا الأنبياء حق، ولا بد أن تنفذ.. إنها محنة ما بعدها إبتلاء، لكن قوة الإيمان بالله تعالى والرضا بقضائه يهون أمامهما كل شيء؛ فعزم إبراهيم -عليه السلام- على تنفيذ أمر ربه، ومن العجب أنه لم يفعل ذلك خلسة أو أثناء نوم ولده وفلذة كبده، ولكنه أشركه في الأمر بكل إيمان الأنبياء وحنان الأبوة: ((يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى…)) ، ويقينًا أنه يعلم سلفًا رد ابنه على سؤاله، فهو نبت طيب من نبت طيب، وإلا ما جرؤ على توجيه هذا السؤال، حيث إنه موقف يتجمد فيه اللسان، وتتوقف فيه أحبال الصوت عن عملها في مقياسنا نحن البشر، لكنهم رسل الله عز وجل.
ويرد الإبن البار على أبيه ثابت الإيمان: ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرْ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين))؛ وأمّا قولُه: ((إِنْ شَآءَ اللهُ)) لأنَّه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون. فوالله لولا اللهُ ما اهتدَيْنا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا.
ما أروعه من رد في موقف تشيب له الرؤوس ويذهب فيه عقل الحليم، لكنها قوة الإيمان؛ فكل شيء يهون في سبيل رضى الله تعالى، فهو صاحب النعمة يمنحها لحكمة ويسلبها لحكمة أيضًا يعلمها هو.
لكن الله اللطيف بعباده بعد أن علّم إبراهيم -عليه السلام- درس قوة الإيمان والإذعان لمشيئته، أراد أن تقر أعين الأب بإبنه الغالي ويواصل مسيرة الحياة، حيث سيخرج من نسله أعظم أنبياء الله على الإطلاق محمد (صلى الله عليه وسلم) قال تعالى: ((فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم)). إخوةَ الإيمان، حَرِيٌّ بالشَّبابِ المسلمِ الناشىءِ اليومَ أنْ يأخُذَ العِبْرَةَ العظيمةَ مِنْ هذه القِصَّة، وأنْ يكونَ نِعمَ العَوْن لأبيهِ عَلَى تَنْفيذِ أوامِرِ اللهِ سبحانَه وتعالى، وأنْ يكونَ بَارًّا بِأُمّه وأبيه عملاً بقوله تعالى: ((وَبالوالِدَيْنِ إِحسَانًا))..”.
وأضاف الشيخ:” وحَرِيٌّ أيضا بالشبابِ المسلمِ أن يطيعَ والدَيهِ فيما لا معصيةَ فيه، فلا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق. وحريٌّ بالأبِ المسلمِ اليومَ أنْ يكونَ ءاخِذًا بِيَدِ وَلَدِهِ إِلى طريقِ الخيرِ والهدى والفلاحِ إلى مجالسِ عِلْمِ الدّينِ لِيَقطِفَ ثمرةً عظيمةً طيّبةً ويَرَى ءاثارَ هذه المجالسِ الطيبةِ العَطِرَةِ على وَلَدِهِ، فَحَرِيٌّ بالأَبِ أنْ يَعْتَنِيَ بِوَلَدِهِ بالتربيةِ الإسلامِيّةِ وأن يَحُثَّهُ على التَّخَلُّقِ بالأخلاقِ الحميدةِ فيحصِدُ بعدَ ذلك بإذنِ اللهِ ولدًا بارًّا مُعِيْنًا له على طاعةِ الله..”.
وأردف الشيخ قائلاً:” وثاني هذه الذكريات في عيد الأضحى المبارك هي ذكرى حجة الوداع؛ حيث خطب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فيها خطبته الجامعة، حيث وضع بها أعظم دستور عرفته البشرية على هدي كتاب الله تعالى، وتطبيقًا لما جاء فيها بكلمات غاليات جامعات مانعات، أدمت مقدمتها قلوب المؤمنين وقرحت مآقيهم لا شك وهم يسمعون رسولهم يودِّع هذه الدنيا، وقد كان سندهم ونورهم طوال السنين لكنه -صلى الله عليه وسلم- طمأنهم في نهاية خطبته، وهو يقول لهم:” وقد تركت فيكم (أي مرجعية عظيمة ودستور من كتاب الله تعالى وسنة نبيكم)، ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا، أمرًا بينًا: كتاب الله وسنة نبيه”.
يبدأ – صلى الله عليه وسلم – خطبته بقوله: “أيها الناس.. إسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا”.
ثم يضع أسس الفلاح والنجاح للمسلمين، ويحدِّد معالم المجتمع الراقي “أيها الناس.. إتقوا ربكم.. إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت”.
لقد بلَّغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا إلى المسلمين كافة حتى قيام الساعة، فهل يعمل المسلمون بهذا البلاغ اليوم؟! واقعنا يقول غير ذلك، فكم من المبادئ التي إنطوت عليها خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع أن الإنسانية متساوية القيمة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)).
وأضاف الشيخ:” (المساواة الإسلامية) الناس سواسية لا فرق بين أحمرهم وأبيضهم وأسودهم، وغنيهم وفقيرهم، وقويهم وضعيفهم ووسيمهم، لا فرق بين واحد منهم إن أكرمكم عند الله أتقاكم، هذا أول مبدأ لحقوق الإنسان، البشرية متساوية، من أي جنس، من أي طائفة، من أي لون، من أي ثقافة، الكبير والصغير، والحاكم والمحكوم ، والقوي والضعيف..”.
وتابع الشيخ:” الإيمان بالله واليوم الآخر ضمان لسلامة الإنسان: البند الثاني النفس الإنسانية ما لم تكن مؤمنة بربها، مؤمنة بوعده ووعيده، مؤمنة بأنه يعلم سرها وجهرها، النفس الإنسانية إن لم تكن كذلك تدور حول آثرتها، ولا تبالي بشيء في سبيل غايتها، بل ربما بنت مجدها على أنقاض الآخرين، ربما بنت غناها على فقرهم، بنت عزها على ذلهم، بنت حياتها على موتهم، لذلك قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع:((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ظ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ))، حقوق الإنسان والشمولية في ذلك، وهنا تتجلى مقاصد الإسلام الخمس: حفظ النفس والمال والعِرض والدين والعقل..”.
وقال الشيخ أيضاً:” خطورة الربا: والمال أيها الإخوة قوام الحياة، وينبغي أن يكون متداولاً بين كل الناس، وأنه إذا ولد المالُ من دون جهد حقيقي يسهم في عمارة الأرض، وإغناء الحياة، فتجمَّع في أيد قليلة، وحرمت منه الكثرة الكثيرة، عندها تضطرب الحياة، ويظهر الحقد، ويلجأ إلى العنف، ولا يلد العنف إلا العنف، والربا يسهم بشكل أو بآخر في هذه النتائج المأساوية التي تعود على المجتمع البشري بالويلات، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع: ((أَلَا وَإِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ، لَا تَظْلِمُونَ، وَلَا تُظْلَمُونَ، غَيْرَ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ)).
وتابع الشيخ:” النساء شقائق الرجال، ولأن المرأة مساوية للرجل تماماً، من حيث إنها مكلفة كالرجل في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، ومساوية له من حيث إستحقاقها الثواب والعقاب، وأنها مساوية له تماماً في التكليف والتشريف، لهذا قال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع: ((أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) .
وأردف الشيخ قائلاً:” اتقوا الله في دماءِ المسلمين: لكن الفقرة الخامسة تشير إلى ما آلت عليه حال المسلمين في آخر الزمان، فعَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:((اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، فَقَالَ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)). كم قتيل في الوسط العربي المسلم((إسْتَنْصِتِ النَّاسَ، فَقَالَ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ))، أنظروا أيّها الأخوة الكرام؛ إلى الوحدة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة، وحدة وترابط، نبذاً للإختلاف والفرقة..”.
وشدد الشيخ على ضرورة:” التمسُّك بالكتاب والسنة؛ وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال: ((إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا؛ كتاب الله وسنة نبيه))؛ ((وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابَ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّه، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وَأَدَّيْتَ، وَنَصَحْتَ، ثُمَّ قَالَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَيَنْكُبُهَا إِلَى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ)) .
وإختتم الشيخ خطبته الأولى بالقول:” أن دماء المسلمين تسفك بأيدي المسلمين أو بمعاونتهم، والمعين على ارتكاب الجريمة شريك فيها لا محالة، والمعاونة على الجريمة ليست من الضرورة أن تكون بالفعل، لكن الصمت هو معاونة على الجريمة كذلك وإشتراك فيها.
فهل نحن المسلمين اليوم نقيم هذه الشعيرة العظيمة كما أقامها الأولون من الأجداد ؟…و هل نحن نقدر مغزاها و نقدر نعم الله علينا و التي لا تعد و لا تحصى ؟…و هل نطبق تعاليم ما جاء في خطبة الوداع على أنفسنا و أسرنا و مجتمعاتنا؟..”.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أما بعد: أيها الإخوة الموحدون:
وإعلمُوا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).
وتابع الشيخ:” عبادَ الله إننا بهذه المناسبةِ العظيمةِ، عيدِ الأضحى المبارك، نؤكدُ عليكم صِلَةَ الأرحام، ومواساةَ الفقراءِ والأيتامِ، والإحسانَ إلى الأراملِ والمساكين، فقد قال عليه الصلاة والسلام:” أَطْعِمِ الطَّعامَ، وَصِلِ الأَرْحَامَ، وَصَلّ بِالليلِ والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلِ الجنَّةَ بِسَلام”.
وَتَذَكَّرُوا أنَّ قَطِيعةَ الرَّحِمِ مِنَ الكَبَائِر، فَلَو كانتْ رَحِمُكَ لا تَصِلُكَ فَصِلْهَا، فَلَكَ بِذَلكَ ثَوابٌ عَظِيم، فقد قال عليه الصلاة والسلام “صِلْ مَنْ قَطَعَك”، فَخُذْ أَخِي المسلم بِيَدِ أولادِك لِيَزُورُوا أَرْحَامَهُم، لِيَزُورُوا جَدَّهُم وَجَدَّتَهُم وأعمامَهم وأخوالَهم وأولادَ أعمامِهِم وأولادَ أخوالِـهم فَيَعتَادُوا مُنْذُ الصّغَرِ على صِلَةِ الأَرحام، ولا تَقُلْ أَنَا لا يَزُورُنِي أحدٌ فَأَنَا لا أَزُورُهُم، بَلْ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَاعْفُ عَمّن ظَلَمَك، وَأَحْسِنْ إِلى مَنْ أَسَاءَ إليك، واللهُ الموفقُ للصواب..”.
وإختتم الشيخ خطبته بالقول:” رغم الآلآلم والأحزان.. في النقب والقدس (المسجد الأقصى والعيسوية وأبو ديس والشيخ جراح) والمثلث والجليل، إلا أنه لا بُد أن نفرح، هذه الأمة يحق لها أن تفرح، ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظنها لا تفرج.
وأردف الشيخ قائلاً:” العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد، كما وأوجه دعوتي في كل مناسبة وفي كل عيد أن يا قاطع الرحم ويا قاطعت الرحم إتقوا الله تعالى، وأصلحوا ذات بينكم… نسأل الله العظيم أن يُوحد كلمة المسلمين لنصرة دين رب العالمين…”.
لازم كل عيد اتساوا هيك