ندوة عن العلاج بالفن في صالة العرض للفنون ام الفحم
تاريخ النشر: 15/03/12 | 7:14عُقدت يوم السبت الماضي ندوة مُكثفة في صالة العرض للفنون , جمعية الصّبار في ام الفحم تحت عنوان العلاج بالفن لأولاد في ضائقة . وذلك بمشاركة معلمين مستكملين في مجال التعليم الخاص من أم الفحم وضواحيها. وهذه الندوة عبارة عن تعاون مشترك ومثمر بين الكلية الأكاديمية العربية في حيفا وصالة العرض للفنون في أم الفحم ومركز تطوير كوادر المعلمين ( פסגה ) في باقة الغربية ومركز الدعم التعليمي ( מתי”א ) في أم الفحم .
أُفتتحت فعاليات الندوة المكثفة لمحاضرة للسيد سعيد أبو شقرة حول تطورات صالة العرض للفنون في أم الفحم ودور الفنون المهم في حياة أطفالنا للتطوير وتنمية قدراتهم الإبداعية , ومن ثم قام المستكملون بجولة قصيرة لكل من أقسام وأجنحة صالة العرض للفنون . بعد ذلك تولى المحاضر محمد سعادة إغبارية فعاليات الندوة , حيث تلخصت في الحفاظ على البيئة وبناء مُجسمات إبداعية من الخردوات . إذ عمل وأبدع كل معلم على إنتاج لوحة فنية مبدعة من الخردوات الموجودة في الأحياء والطرقات .
والعلاج بالفنّ هو نوع من العلاج بالتحليل النفسي الذي يستعمل صناعة الفنّ والإبداع لزيادة الحالة العاطفية. ويجمع العلاج بالفنّ نظريات وتقنيات نفسية تقليدية ومتخصّصة حول السمات النفسية للعملية المبدعة، خصوصا الملكيات العاطفية لمواد الفنّ المختلفة. بدأ العلاج بالفنّ أولا في إنجلترا في الأربعينات نتيجة لعمل الفنان أدريان هيل. حيث استعمل هيل فنّه كوسيلة لتمضية الوقت على نحو خلاق بينما كان في المستشفى مصابا بالسلّ وشجّع المرضى الآخرين للبدء بالرسم أيضا. بالإضافة إلى تحويل تفكيرهم عن المرض ساعد الفن المرضى على إبداء مخاوّفهم والمشاهد التي شهدوها في المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية. وفقا لجمعية العلاج بالفنّ الأمريكية، فإن العلاج بالفنّ يستند إلى الاعتقاد بأن العملية الإبداعية التي تدخل في جعل الفنّ علاجا ووسيلة لتحسين حياة. ومن خلال الإبداع الفني والتحدّث عن الفنّ مع معالج فنّي، يمكن للشخص أن يزيد من الوعي النفسي، ويتحمّل الأعراض، والإجهاد، والتجارب المؤلمة، ويزيد من القدرات الإدراكية، ويتمتّع بحياة الإبداع الفني.المعالجون بالفنّ هم أشخاص محترفون تدرّبوا على كلا من الفنّ والعلاج ويحملون درجة علمية في علاج بالفنّ أو في مجال ذو صلة. يعمل المعالجون بالفنّ مع الأطفال، والمراهقين، والبالغين.
يقوم العلاج التحليلي باستخدام الفن على أساس التنفيس عن اللاشعور وذلك عن طريق ميكانيزم أو أليه الإسقاط في عملية التعبير الفني ويمكن أن يكون هذا العلاج هو العلاج الأولي أو العلاج المساعد وقد بدا حديثا ً. ويستند العلاج عن طريق الفن إلى منهج التحليل النفسي في فهم القلق ومشاعر الذنب وديناميات الكبت والإسقاط والتوحد والإعلاء والتكثيف كذلك تستند على أساس تقدير أن الأفكار والمشاعر الاساسيه للإنسان في اللاشعور يعبر عنها في صور أكثر مما يعبر عنها في كلمات ويفترض ذلك أن كل فرد سواء قد تدرب فنيا أو لم يتدرب يملك طاقه كامنة لإسقاط صراعا ته الداخلية في صور بصرية ويكون الاتصال بين المعالج والمريض اتصالا رمزيا .وبذلك ينقل خبراته لا شعوريا إلى صور، وثمة ميزه أخرى وهي انه من الأيسر لهذه الصور اللاشعوريه أن تتفادى كبت الرقيب لها عما هو الأمر للتعبير اللفظي ونظرا أن الخبرات الداخلية للمريض تترجم بسرعة إلى صور بدلا من كلمات فإنها تيسر التنفيس عن المادة العميقة المكبوتة . ويعتقد البعض أن هذا النوع من العلاج لا ينطبق إلا على من تتوفر لديهم القدرة الفنية إلا أن هذا غير صحيح . والمعالج في العلاج عن طريق الفن لا يفسر عادة الفن التلقائي للمريض ولكنه بدلا من ذلك يشجعه على أن يكشف لنفسه مدلولاته ومعانيه وحتى إذا لم يستطع المريض في البداية فهم مدلولات هذه الرسوم الرمزية إلا انه من الممكن باستخدام التداعي الحر واستدعاء الظروف التي يتم فيها الرسم مساعدته على الكشف عن معناه ويبدأ في التحرر من قبضة الصراع ويقدر على النظر في مشكلته بموضوعيه متزايدة .
يقوم المريض فيها بمزاولة الفنون التشكيلية بشتى أنواعها مثل الرسم باستخدام الألوان الشمعية والمائية والزيتية، كذلك الحفر على النحاس والقصدير والخزف وغير ذلك، ويقوم المشرف على الفنون بتلك الوحدة بتحليل تلك الرسومات ومدى ما وصلت إليه حالة المريض النفسي. الهدف من العلاج هو التعرف على الجسد والنفس من خلال العمل، أما الإنجاز فهو إنتاج جانبي، فالبصيرة لا العقلنة هي الهدف الأول والتعديل السلوكي من خلال التعليم والبصيرة معاً هو النتاج الجانبي. إن ما يُستخدم في العلاج بالفن من خلال رسومات المريض وخطوطه وألوانه حديث غير ناطق يقدمه المريض النفسي لإيصال رسالة أحيانا تكون موجهة إلينا كمعالجين وأحيانا تكون ضائعة المعالم. وأن هذا العلاج يضيف بعداً جديداً بضرورة التغلب على الاغتراب عن الجسد في حياتنا المعاصرة.
إن العلاج النفسى يقوم أساسا على حوار يتم بين طرفين (مريض – معالج)، هذا الحوار يتم غالبا من خلال تبادل الكلمات، أى ينشأ حوار لفظى بين المريض والمعالج، حيث يطلق المريض العنان للسانه كى يعبر عما يجول بخاطره من ذكريات وأحداث ومشاعر وانفعالات كأول خطوة نحو تحقيق الاستبصار بطبيعة مشكلاته والتعرف على أسبابها متقدما نحو الشفاء. غير أنه فى كثير من الأحيان نجد المرضى يتوقفون عن الحوار اللفظى ويلوذون بالصمت طوال الجلسة العلاجية، وبالرغم مما فى الصمت من لغة، فإن الصمت الطويل خلال الجلسات المتعددة إنما يهدد عملية العلاج النفسى ويحول دون تقدمها، بل قد يؤدى إلى فشلها، كذلك فإن المرضى من الأطفال أيضا لا تمكنهم اللغة من إقامة حوار يعكسون من خلاله طبيعة مشكلاتهم ومن ثم لجأ المعالجون النفسيون إلى وسائل أخرى يمكن الاستعانة بها لإقامة الحوار وتحقيق التواصل مع المرضى وخاصة مع الأطفال لعل أهمها فى رأينا استخدام الرسم فى العلاج النفسى، سواء كعامل مساعد أو رئيسى فى العملية العلاجية.ويعد الرسم عمل فنى تعبيرى يقوم به الطفل، وهو بديل عن اللغة، وهو شكل من التواصل غير اللفظى، وأيضا شكل من أشكال التنفيس، فالأطفال عن طريق الرسم يعكسون مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم والآخرين، ومن ثم كانت الرسوم وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء السلوك المشكل، وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الحر الذى يقوم به الطفل أن نصل رأسا إلى لاشعوره، والتعرف على مشكلاته وما يعانيه، وكذلك التعرف على ميوله واتجاهاته ومدى اهتمامه بموضوعات معينة فى البيئة التى يعيش فيها، وعلاقته بالآخرين سواء فى الأسرة أو الرفاق أو الكبار.
هاذاشيءمضحك