قوانين الأرض وشريعة السماء
تاريخ النشر: 20/11/10 | 22:55بقلم: يوسف جمل
فاطمة مصلح في برنامج من الناس على قناة الجزيرة عربية تعيش في حدود الـ48 وتحمل هوية وجنسية إسرائيلية زوجة لمصري مع وقف التنفيذ وذلك لأن قوانين وضعية من وضع بني البشر وأعذار وحجج وعراقيل وأسباب وتفسيرات متعددة تعطل لم الشمل للزوجين الذين تزوجا بحسب شريعة السماء .
ولماذا مع وقف التنفيذ ؟
لأنه يخشى على أن يكون هذا الزواج نوع من التطبيع !!
وأي تطبيع في ذلك يخشى منه بينما نرى ذلك واضحاً جلياً في أمور أصعب وأشد .
نرى التطبيع على جميع المستويات والأصعدة , إن كان في الصناعة وفي التجارة والسياحة والتعاون الأمني والعسكري والسياسي والاستيراد والتصدير والزراعة وغيرها .
أم لأنه يخشى على هجرة بعض المئات من المصريين !!
وأي هجرة يخشى منها بينما أعداد كثيرة من المواطنين المصريين تهاجر إلى أوروبا وإلى دول الخليج تحت اسم العمالة لتبحث عن رزق كتبه الله لها فيها , ومصر أم الدنيا التي تعج وتكتظ وتزدحم بسكانها ولا يضيرها نقصان في ملايينها طالما أن النصيب والقدر قد حكم بهذا .
أم لأنه يخشى على أولاد المصريين أن يجندوا في صفوف الجيش وتكون كارثة لهم في أن يواجهوا إخوة لهم في حروب مستقبلية ,.
وكيف ولم يجندوا وهم يعتبروا أبناء لأمهات عربيات مسلمات أو آباء عرب مسلمين وهم بطبيعة الحال لا يتجندون في صفوف الجيش .
وأي خوف وأي كارثة يخشى منها طالما أن هناك معاهدة سلام بين الدولتين وطالما أنه لا يلوح في الأفق حروب مستقبلية !
أم لأنه يخشى على الأمن القومي المصري من جمع شمل زوجين تزوجا بحسب شريعة السماء وكان في هذا ما يخشى منه .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل هذا الموقف خاص بمن يتزوجون من داخل الخط الأخضر في إسرائيل أم هو نفس الموقف لكل المصريين والمصريات الذين يتزوجون من غير المصريين والمصريات في شتى أنحاء العالم ؟
إن الزواج قد تم وفق شريعة السماء وكل ما يدور بعده وحوله لا يمكن أن يلغي ذلك أو يبطله وكل تضييق للخناق ربما ينجح في أن يؤدي إلى فراق أو طلاق أو الحد من انتشار هذه الظاهرة لكن ما يقدره ويقرره الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يوقفه أو يحد منه أو يعطله بشر .
من جهة أخرى ترى التغيير في الأدوار حيث ترفض إسرائيل أي زواج لعربي (إسرائيلي ) من فتاة فلسطينية أو لعربية إسرائيلية مع شاب فلسطيني وهي التي تلعب دور الرافض لمثل هذا الزواج وتقف سداً منيعاً لأسباب واهية لكنها في نظرها لها أهميته في تقوية روابط القرابة والنسب ولم الشمل وحق العودة والديموغرافية والتزايد السكاني عند العرب وهي القضية التي تؤرقها وتقض مضاجعها .
وكذلك موضوع تعدد الزوجات الذي تضع الدولة القوانين لمنعه من نفس منطلق خوفها من تزايد السكان العرب في الدولة ضاربة بذلك كل شرائع السماء واحترام الأديان وحرية الأديان بعرض الحائط حفاظاً على كيانها !
ربما في نهاية الأمر تبرر صنيع إسرائيل وتفهم ولا تؤيد أو توافق على ما تقرره وتسنه من قوانين تضيق فيه الخناق على أقلية داخلها لها احترامها ودينها وشريعتها المستمدة من السماء لكنك لا تستطيع أن تبرر صنيع دولة عربية كمصر ولا تستطيع فهمها ولا تأييدها على ما تقرره طالما أنها دولة عربية مسلمة بغالبها ومن المفروض أن تجيء قوانينها الوضعية متمشية ومتناسقة ومطبقة للشريعة الإسلامية لا أن تكون حجر عثرة أمامها بينما ترى الزواج العرفي وزواج المسيار والمسفار والزواج المدني وزواج القاصرات والزواج التجاري وزواج المتعة ينتشر فيها ولا تحرك ساكناً حيال كل هذا ولا يهتز لها طرف !!
تستطيع فاطمة وغيرها ممَن هم مِن مثلها الانتظار ريثما يحدث الله أمراً كان مفعولا .
بارك الله بك يا استاذ يوسف، فكما عودتنا دائما نقرأ لك بتشوق لمقالاتك التي تتطرق فيها لأمور اجتماعية وتربوية هادفة، ناقدا ومؤيدا، من حياتنا اليومية في مجتمعنا هنا وفي الوسط العربي عامة وتشكر على ذلك…ومشكلة فاطمة وزوجها هي رمز للقضية السياسية- الصراع العربي الاسرائيلي الذي كما يبدو “يطحنون الطحين”…. بلا نتيجة طبعا….ويبقى الأمل!!!
حياك الله يا استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعاده والعطاء.
مقالتك هادفه فيها الحكمه والعبره وعلينا ان نعالج الامور بعقلانيه .