بيان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية حول مظاهرة حيفا
تاريخ النشر: 20/07/14 | 13:31أكد بيان صادر عن الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن الشرطة الاسرائيلية وجنود ما يسمى بـ “حرس الحدود” تواطأوا وأعدوا مخططا سلفا بالتنسيق من أعلى المستويات، ومع عصابات اليمين الارهابية، التي التمت بآلافها في المنطقة العليا لجبل الكرمل، في مدينة حيفا مساء الأحد، للاعتداء على مظاهرة الحزب والجبهة ضد العدوان الارهابي على قطاع غزة، إذ انتشرت اعتداءات الارهابيين في عدة شوارع قبل الوصول الى موقع انطلاق المظاهرة، تحت بصر قوات “الأمن” التي لم تحرك ساكنا، سوى الاعتداء على مظاهرة الحزب والجبهة واعتقال ثمانية متظاهرين، وأسفرت الاعتداءات عن اصابة أكثر من 30 متظاهرا، وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، نحن نعلم أننا اخترنا المكان الصعب في الوقت الصعب ولكن هذا هو نهجنا في مناهضة كل حروب اسرائيل.
وكان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية قد نظما مظاهرة عربية يهودية في حيفا، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، وقد احتاج استصدار ترخيص للمظاهرة للتوجه الى المحكمة العليا، بعد أن رفضت الشرطة منح ترخيص كهذا، وفقط قبل جلسة المحكمة بساعات، تراجعت الشرطة عن قرارها، تحسبا لصدور قرار ضدها، إلا أن الشرطة الإسرائيلية وبإيعاز من مستويات عليا في حكومة بنيامين نتنياهو، منحت عصابات اليمين الفاشية الإرهابية ترخيصا لمظاهرة في نفس الساعة والمكان، ومن ثم تواطأت مع عناصر الإرهاب للاعتداء على مظاهرة مناهضة العدوان والمجزرة الدائرة في غزة.
فمنذ ساعات مساء الأحد الأولى، بدأت عصابات الارهابيين تتدفق على منطقة جبل الكرمل العليا في المدينة، لتختلق عرقلة سير تمنع وصول المتظاهرين الى مظاهرة الحزب والجبهة، وشمل هذا شوارع مركزية، وشوارع سكنية ضيقة، وما أن بدأت حافلات متظاهري الجبهة والحزب تتدفق على المنطقة، حتى واجهت اعتداءات شرسة، وبالأساس القاء حجارة بشكل كثيف، ما أدى الى تحطيم زجاج العديد من الحافلات، وتأخر بعضها في الوصول، كما أن الأجواء الارهابية اضطرت عشرات السيارات الى الوقوف في مكان بعيد عن المظاهرة، ومن ثم منع وصول ركابها الى المكان.
وحسب التقديرات، لتجمهر الارهابيين في أكثر من مكان في منطقة الكرمل، فإن أعدادهم فاقت عشرة آلاف عنصري وارهابي، تمت لملمتهم من عدة مناطق من البلاد، بدعوة من عصابة كهانا الارهابية، وساهمت في حملة التجييش والتحريض وسائل إعلام اسرائيلية، على مدى أسبوع كامل.
سير المظاهرة
ورغم كل أجواء الارهاب التي سمحت بها الشرطة وجنود “حرس الحدود”، إلا أن المظاهرة جرت وبحضور المئات من ناشطي الجبهة والحزب الشيوعي العرب واليهود، ممن استطاعوا الوصول الى المكان، وكان بين الحاضرين قيادات في الحزب والجبهة، من بينهم السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد نفاع والنائبين محمد بركة وحنا سويد.
ورفع المتظاهرون وهتفوا بالشعارات المنددة بالجرائم الاسرائيلية الارهابية ضد الشعب الفلسطيني، ورفعوا الأعلام الحمراء والفلسطينية، وفي الطرف الثاني من الشارع تجمهر مئات الارهابيين، عدا آلافهم التي تجمهرت على بعد قليل من المكان، وكانت وظيفتها عرقلة حركة السير والاعتداء على الحافلات، وطيلة وقت المظاهرة تعرضت الى القاء الحجارة وزجاجات الماء البلاستيكية والزجاجية، وأيضا البيض، دون أن تحرك الأجهزة الاسرائيلية ساكنا، وأسفرت هذه الاعتداءات عن اصابة ما يزيد عن 30 متظاهرا من الجبهة والحزب.
كما منعت الشرطة وصول سيارة اسعاف الى المكان لمعالجة المصابين، بل عملت على محاصرة وتطويق متظاهري الجبهة والحزب من الجهات الأربعة، وفي مرحلة ما اخترقت المظاهرة لتعتدي على المتظاهرين وتعتقل ثمانية، ومن بينهم مصابين، دون أي سبب، سوى مخطط لاستكمال العدوان الارهابي الدائر، وكان من بين الذين اعتدت عليهم الشرطة بالضرب النائب محمد بركة، حينما سعى الى تخليص أحد الشبان الذين انهالت عليهم الشرطة بالضرب الوحشي الشرس.
وأدان بيان الحزب الشيوعي والجبهة، البيانات الصادرة عن شرطة اسرائيل، وخاصة تلك الصادرة باللغة العربية، والتي سعت الى التغطية على جرائم العصابات الارهابية، وعرض الأمر وكأنه مواجهات بين متظاهري الجبهة والحزب وتلك العصابات.
مستمرون في نضالنا
والقى سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي والجبهة رجا زعاترة، كلمة قال فيها، إن ما نشهده هنا هو مخطط، فكما يبدو أن الشرطة التي سعت الى منع مظاهرتنا بقرار جائر، واضطرت للتراجع بسبب توجهنا الى المحكمة، عملت على تعطيل المظاهرة، والاعتداء على المتظاهرين، وهْمًا منها أنها تستطيع أن تردعنا، ولكن هيهات ثم هيهات، فهذه المظاهرة الثانية خلال أسبوع التي تجري في المكان، ونحن مستمرون في تحدي حالة شبهة الاجماع في الشارع الاسرائيلي طالما استمر العدوان، لأن بيننا رفاق ومجموعات يسارية يهودية تحمل الموقف المناهض للعدوان على غزة، وهذه الحرب الدائرة على شعبنا.
كما ألقى القيادي في الحزب والجبهة د. عوفر كسيف كلمة قال فيها، نحن هنا يهود وعرب نطلق صرخة واحدة ضد الحرب والعدوان، فنحن الصوت الآخر هنا، ولن تردعنا هذه العصابات، من اطلاق صرخة الغضب على هذا العدوان الذي يحصد حياة المئات من الأبرياء.
وأضاف كسيف قائلا، أنا هنا بين رفاقي العرب واليهود، فهؤلاء هم رفاقي في الكفاح، بينما أولئك المتجمهرون في الطرف الآخر من الشارع هم أعدائي، أعداء الانسانية.
في المكان والوقت الصعب
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، الذي قال، إن هذا هو نهجنا في التصدي لسياسة وحروب اسرائيل، في اختيار المكان الصعب في الوقت الصعب لإطلاق صرختنا، وهذا النهج قائم منذ عقود من الحروب الاسرائيلية، نتحدى الفاشية في عقر دارها، فلم تردعنا كل حملات التجييش والتجنيد من عصابات العنصريين الفاشيين وشاركت فيها إذاعات محلية، لنقوم بهذه المظاهرة الجبارة والشجاعة.
وتابع بركة قائلا، أستطيع القول، إن هذه أكثر مظاهرة شجاعة في تاريخ البلاد، وثانيا أن هذه المظاهرة تعلن رسميا عن قيام الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو، الفاشية في الحرب على غزة، والفاشية هنا في الشارع الإسرائيلي، ولكن نحن واثقون أننا في النهاية سننتصر على الحرب ودحر الفاشية بقيام السلام العادل، لذلك نحن فخورون بالمتظاهرين اليهود والعرب الذين وقفوا معنا هنا اليوم بكل جرأة لنتحدى هذه الأوباش.
وتابع بركة قائلا، بطبيعة الحال نحن مصرون عليه ومستمرون به، فنحن هنا عرب ويهود، موحدين في اطلاق صرخة الغضب، على المجزرة الدائرة في غزة، إننا دعونا طيلة الوقت الى وقف هذا العدوان الارهابي، الذي يحصد حياة المئات، في غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، والناس التي لا تشارك في أي اشتباكات مسلحة.
وشدد بركة على أن الاحتلال والحصار هو الاساس لهذا العدوان، ولن ينفع اسرائيل التذرع بأي ذرائع واهية، حتى لو لاقت الدعم الاجرامي من دول كبرى في العالم.
إقالة وزير الشرطة
وقال بركة، إن ما شهدناه من انفلات فاشي ارهابي، هو مؤشر واضح على سيطرة الرعاع الفاشي النازي الجديد على الشارع بحماية حكومة الرعاع بقيادة نتنياهو وليبرمان ويعلون ولبينيت.
وأعلن بركة بعد المظاهرة، عن أنه سيطالب باسم كتلة الجبهة، بإقامة لجنة تحقيق في تصرف الشرطة والأجهزة الإسرائيلية في هذه المظاهرة، والمطالب بإقالة وزير الأمن الداخلي (الشرطة)، يتسحاق أهارنوفيتش.