قراءة القصص ضرورة لنمو ذكاء الاطفال من خلال برامج تدعم القراءة
تاريخ النشر: 20/07/14 | 17:29هنالك أهمية بالغة لتذويت عادة القراءة ومطالعة القصص لدى أطفالنا وطلابنا، من مختلف الفئات العمرية، فقد وجد العلماء ان هنالك علاقة وثيقة بين نسبة الذكاء لدى الأطفال وبين قيام أهلهم بقراءة القصص لهم ، في الماضي اعتقد العلماء وعلماء اللغة ان الفائدة من المطالعة تقتصر على زيادة الثروة اللغوية ، البحث الأخير الذي اجري على نطاق واسع في الولايات المتحدة الامريكية ، ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت ملخصه في عددها الصادر يوم 25-6-2014 ، العائلات الفقيرة التي لا يمكنها شراء القصص لأولادها هذا الامر يمس بالثروة اللغوية وتطور جميع المهارات لدى الطفل ، لذا يوصي البحث بدعم هذه الأسر وتوفير القصص لها او من خلال برامج استعارة الكتب ، هنالك فارق في ذكاء الأطفال لدى الاسر التي اعتادت على قراءة القصص لأطفالها وبيت اطفال العائلات التي لم توفر هذه العادة الحسنة لأطفالها ، كما ان البحث يوصي ببدء قراءة القصص للأطفال من جيل نصف سنة ، كما ان قراءة القصص تبعد الطفل عن التكنولوجيا مثل الحاسوب والهاتف النقال ، والايباد وغيرها ، وتقوي العلاقة العاطفية بين الطفل ووالديه ، توسع خيال الطفل ، تساعده على حل المشاكل اليومية التي تواجهه . “القصة اصطلاحاً فتعرف بأنها: عمل فني يمنح الشعور بالمتعة والبهجة، كما يتميز بالقدرة على جذب الانتباه والتشويق، وإثارة الخيال، وقد تتضمن غرضاً أخلاقياً أو لغوياً أو ترويحياً، وقد تشمل هذه الأغراض كلها أو بعضها”.
هنالك عدة طرق مستحب اتباعها عند قراءة القصة اقترحها :
– الجلوس بقرب الطفل
– وملامسة الطفل
– قراءة القصة وفهم مرادها قبل قراءتها للطفل
– القراءة باكثر من صوت ونبرة وفق الحاجة
– استغلال لغة الجسم خلال القراءة الاحتفاظ بنظرات بينك وبين الطفل لمعرفة رد فعله لأن اسلوب الراوي له الاثر الكبير تقبل القصة وفكرتها .
– النظر الى الرسومات بتمعن وربطها مع احداث القصة .
– القراءة بأسلوب شيق ومشجع للطفل
– القراءة وفق استيعاب الطفل وعدم الاستعجال ، تذكر ان الاشياء جديدة على عالم الطفل .
– تشجيع الطفل ودعمه خلال المطالعة
– مناقشة أحداث القصة ونهايتها وشخوصها
– مراجعة الكلمات الجديدة التي اكتسبها الطفل
– قيام الطفل بقراءة القصة بعد ان يحفظها ويفهمها بأسلوبه الخاص
– تمثيل القصة وتقمص الشخصيات المركزية
– النظر الى القراءة كمتعة وليس عملا مثقلا على الأهل
– اذا امكن أن يشترك أكثر من طفل في الفعالية
– ان يكون الطفل بتركيز ذهني ملائم ، وغير متعب وليس قبيل النوم لأن الهدف ليس ان نصرفه الى فراشه ، كذلك الوالد او الوالدة يجب ان يكون مرتاحا وراغبا .
– شراء قصص حول مواضيع يحبها الطفل مثل الحيوانات
– استغلال الرحلات والنزهات للمطالعة
– ربط القصص بالمناسبات مثل ، موسم الحمضيات ، قطف الزيتون ، شهر رمضان ، الاعياد ، الحج ، العمرة ، موسم السباحة ، العطلة الصيفية .
– ان يعي جميع افراد الأسرة أهمية الكتاب والمطالعة جزء من حياة الأسرة ، أي ان يتحدث الوالد والأم بنفس اللغة وبالنسبة لعادة المطالعة .
الكتاب هو عصارة جهد للكاتب وتجربة حياة وفلسفة حياة ، تقدم للقارئ على طبق من ذهب ، وبملعقة من ذهب ، ما على القارئ إلا استغلال هذا الكنز ، ليطور ثقافته وثروته اللغوية وشخصيته وخياله وذكاءه ، وزيادة الثروة اللغوية تمكن الطالب من النجاح وتحقيق نتائج افضل لدى طلابنا في كافة المواضيع بضمنها المواضيع العلمية لأن موضوع الرياضيات يعتمد أيضا على المسائل الكلامية ، وكذلك العلوم هنالك حاجة لفهم مصطلحات اساسية وفهم المقروء .
وهنالك أهمية لاختيار القصص المناسبة ، من حيث المضمون ، والشكل والرسومات ، وتنويع المواضيع ، والقراءة لأكثر من مؤلف ، ومتابعة ما يصدر من قصص محلية جديدة ، وكذلك في العالم العربي ، ومن الممتع ان يختار الطفل جزء كبير من القصص ، لتكون نواة لمكتبته الخاصة ، يعتني بالكتاب ويحافظ عليه .
وهنالك عدة طرق لزيادة اطلاع الطفل على اكبر عدد من القصص :
– استغلال المكتبات العامة ، الاستعارة من أي مكتبة مجاني ، بشكل عام المكتبات العامة تقتني العديد من قصص الأطفال المحلية الجديدة .
– المشاركة في معارض الكتاب ، كمتعة وحدث ثقافي ، كذلك هنالك تنوع في الكتب ، وأسعار معقولة ، اضافة الى وجود فعاليات مسلية للأطفال المشكلة ان العديد من القرى لا تبادر الى اقامة مثل هذه المعارض ، وهذا واجب ووظيفة الهيئات الثقافية والمجالس المحلية وخاصة قسم المعارف والمراكز الجماهيرية .
– استعارة الكتب من الأقرباء والأصدقاء ، وضرورة اعادتها سالمة وخالية من الكتابات والملاحظات . وتسجيل كل كتاب يخرج من المكتبة البيتية او يدخلها ، في حالة ضعفت الذاكرة ، ورغبة البعض في استبقاء الكتب لديه .
– استغلال المكتبات المدرسية على ضعفها وخاصة ان العديد من المدارس تفتقر لوظيفة امين مكتبة .
– قصص محوسبة : هنالك العديد من القصص تنشر في مواقع مختصة ، محوسبة ومع صوت وصورة ، وأيضا هنالك العديد من القصص الجيدة تنشر في المنتديات ومواقع القصة ، ينصح بالتوجه لهذه القصص من جيل اكثر من ثلاث سنوات ، لعدم تعلق الطفل بالحاسوب وهدر الوقت وضرورة وجود مراقبة من قبل الأهل وتوجيه دائم.
– الكتاب اجمل هدية : عندما تقدم هدية لطفلك او لطفل صديقك تذكر من الكتاب من اجمل الهدايا واعزها ، بهذه الطريقة يحصل الطفل خلال العام على عدة كتب كهدية مما يثري مكتبته الخاصة .
برامج خاصة لدعم المطالعة في البلاد
هنالك 4 برامج خاصة لدعم المطالعة في المدارس العربية في البلاد ، ممنهجة لها أهداف وتمويل وتشارك بها شرائح واسعة من الطلاب بدعم من المدرسين والأهالي ، يضاف اليها العديد من المبادرات المباركة التي يبادر لها شخصيات ومكتبات عامة ، هنا وهناك . نستعرضها للاستفادة منها ولتطويرها ، ولزيادة مثل هذه المبادرات وزيادة تمويلها لتشمل جميع أطفالنا وطلابنا في مختلف الفئات العمرية ، مما يعود بالفائدة على المجتمع عامة، وخاصة في ظل زيادة المنافسة للكتاب من قبل وسائل التكنولوجيا ، لكن للكتاب الورقي رونقه ورائحة الورق والحبر المنبعث من الصفحات نكهة خاصة ومذاق مميز.
1- مشروع مسيرة الكتاب : يشرف على نجاح البرنامج الدكتور ماجد ابو مخ ، وهو مشروع تحت جناح وزارة المعارف ، تشترك نحو 100 مدرسة من الوسط العربي بالمشروع، يهدف المشروع الى التعرف على كتب محلية وعربية ، دعم الكتاب المحليين وتشجيع المطالعة ، يتوج المشروع بتصويت لأجمل قصة ، تحصل المدارس المشتركة بالمشروع على قسائم لشراء كتب لمكتبة المدرسة بقيمة 1000 شيقل ، تقوم لجنة خاصة من مربين وأدباء وأمناء مكتبات باختيار الكتب المشاركة في المشروع عدد القصص للمرحلة الابتدائية 53 قصة ، وللمرحلة الاعدادية 25 كتابا ، وللمرحلة الثانوية 20 رواية .
ورد في موقع وزارة المعارف عن المشروع : ” إنّ الكتاب، وهو مُلقًى على الرفّ، أشبه بالجسم الميّت، تدبّ فيه الحياة إذا ما امتدّت إليـه يـد القارئ”! (ج. ب.سارتر).
يوفّر مشروع “مسيرة الكتاب” إطارًا لنشاط مدرسيّ، هدفه تشجيع الطلاب على المطالعة في جميع المراحل التعليميّة. يقرأ الطلاب من خلال هذا المشروع المبرمج، كتبًا من قائمة كتب مقترحة أو كتبًا أخرى ملائمة تختارها المدرسة، وينفّذون فعّاليّات حول قراءاتهم بمبادرة وتوجيه المدرّسين/ات وأمين/ ة المكتبة في المدرسة، ويتوَّج المشروع بعمليّة انتخابات للكتاب المفضّل الذي تمّت قراءته.”
من خلال المشروع تقوم المدارس باثراء المشروع من خلال اشراك الاهل ، استضافة أدباء ، احتفالات بالكتاب ، كما ان المكتبات العامة في العديد من المدن والقرى ، كما هو الحال في كفرمندا تساهم بشكل مباشر في دعم المشروع من خلال استضافة أدباء لإلقاء محاضرات في المدارس ، وعروض مسرحية لتشجيع القراءة ، اضافة لتشجيع استعارة الكتب ، وتعريف الطلاب بالمكتبة ، دور المكتبة العامة لا يقتصر على استعارة الكتب بل يتخطاه الى نشر ثقافة الكتاب ودعم الادب المحلي والمسرح المحلي والثقافة بشكل عام .
ملاحظات واقتراحات للمشروع :
– ان يكون البرنامج اجباري للمدارس وليس اختياريا ، كما يبدو ان البعض لم يقتنع بعد بأهمية الكتاب والمطالعة لطلابنا ، ويكون البرنامج ضمن خطة العمل المدرسية وضمن خطة طاقم اللغة العربية .
– زيادة عدد المرشدين في المشروع ، لتغطية جميع المدارس ، ليتسنى للمركز زيارة جميع المدارس لتوجيه والإرشاد والدعم والإطلاع عن كثب على جميع النشاطات ذات الصلة .
– نشر نشاطات المدارس المختلفة حول المشروع ضمن موقع الوزارة .
– زيادة قيمة القسيمة لشراء الكتب كجائزة للمدارس المشاركة لتصل الى 5000 شاقل ، تستغل لاثراء المكتبات الصفية والمدرسية .
– ان تكون القائمة المقترحة للعام الدراسي ، مع بدايته لتمكين الطالب والمعلم من استغلال الوقت لمراجعة ودراسة الكتب والقصص المقترحة .
– التعاون بين الوزارة وأقسام المعارف لدعم المشروع وزيادة التمويل للمدارس.
– دعوة الادباء لزيارة المدارس دعما للمشروع .
– اجراء يوم دراسي خاص لطواقم اللغة العربية لتبادل الخبرات والتجارب ، والحث على تطبيق ودعم المشروع .
– اشراك الاهل في عملية التصويت لأجمل قصة .
خلاصة : مشروع مسيرة الكتاب في غاية الأهمية لطلابنا ومدارسنا ، وللحركة الادبية المحلية وللحراك الثقافي والأدبي ، لذا المشروع بحاجة الى المزيد من الموارد ، وخاصة في ظل تجاوب آلاف الطلاب فقد شارك في التصويت هذه العام 25000 طالب ، مع المشروع وهنالك حاجة الى تعميه على جميع المدارس .
2- كتاب في كل بيت : يركز المشروع الدكتور بشارة مرجية ، ومركز ادب الأطفال في الناضرة ، يحظى المشروع بدعم قسم الكتب والمكتبات ودعم وزارة الثقافة ومفعال هبايس، يتلخص المشروع ، بإصدار 5 قصص للأطفال لكتاب عرب محليين ، بعد ان تكون قد فازت بمسابقة خاصة ، يتم تدقيقها وإضافة رسومات ، كذلك ترجمة 5 قصص من العبرية الى العربية ، وتوزيع هذه القصص سنويا على المدارس المشتركة بسعر مدعوم 10 شواقل للقصة بدل 30 شاقل ، تقوم المدارس والطلاب باقتناء آلاف القصص لإثراء مكتبتهم ، يتم تعلم ودراسة هذه القصص ، ويمكن ان تدخل بعض الكتب ضمن مشروع مسيرة الكتاب ، كذلك يقوم مركز الكتاب في الناصرة بتقديم عروض مسرحية وفعاليات للمدارس المشتركة في البرنامج ، او استضافتها للطلاب في المركز ، كذلك يقوم المركز بمسرحة بعض القصص ، على سبيل المثال لا الحصر ، فقد تم مسرحة قصتي الصادرة عام 2013 عن وزارة الثقافة وضمن المشروع ” طاهر يتعثر بالشبكة العنكبوتية ” وعرضها في اكثر من 50 مدرسة عربية . .يهدف المشروع الى ان يكون الكتاب في متناول كل الطلاب ، والتعرف على أدب الأطفال العبري من خلال ترجمة عشرات القصص على مدار سنوات .
ملاحظات حول مشروع كتاب في كل بيت :
– تعميم المشروع على جميع المدارس العربية
– طباعة اكثر من خمس قصص محلية في العام
– اقامة موقع خاص بالمشروع على شبكة الانترنت لتعميم الفائدة ونشر الفعاليات الخاصة التي تقوم بها المدارس حول القصص التي تصدر ضمن المشروع .
– بناء فعاليات خاصة حول جميع القصص التي تصدر ، توزع مع القصص او من خلال الموقع الالكتروني الخاص بالمشروع .
– ترجمة القصص التي تصدر باللغة العربية ضمن المشروع للغة العبرية ، وتوزيع القصص في المدارس اليهودية ، من باب التعرف على ثقافة الاخر وأدبه ودعما للكتاب العرب .
خلاصة : مشروع هام يساعد في نشر الادب المحلي الجيد ، ويدعم مسيرة الأطفال مع القصص ويمكن الأهالي من اقتناء قصص الأطفال بسعر مدعوم ، ونافذة جيدة للتعرف على ادب الاطفال العبري .
3- مشروع مكتبة الفانوس لطلاب الروضات والبساتين : يهدف المشروع الى نشر ثقافة القصة لجيل الطفولة المبكرة ، وهو مشروع هام وحيوي وضروري لأطفالنا ، كان اسم المشروع في البداية ” بيجاما ” نفذ في الوسطين العربي و اليهودي ، ثم توقف لعدة سنوات في الوسط العربي ، وبعد مطالبة العديد من اعضاء الكنيست العرب لوزارة المعارف عاد خلال العام الدراسي 2013- 2014 ، عاد بشكل جزئي بسبب ضيق الوقت ، وشح الميزانيات ، لكن خلال العام الدراسي الحالي 2014- 2015 ، هنالك المزيد من الموارد ، والمزيد من القصص . لهذا المشروع عدة شركاء ، وهم : وزارة التربية والتعليم- قسم التعليم قبل الابتدائي في الوسط العربي ، صندوق غرنسبون إسرائيل ، صندوق برايس Price Foundation ، مراكز بدايات لتطوير تربية الطفولة المبكرة في المجتمع العربي ، تشرف على المشروع من قبل وزارة المعارف المفتشة أبو أحمد القاسم، مركّزة التفتيش العربي في قسم التعليم قبل الابتدائي. ورد في موقع المشروع التعريف التالي ” تسعى “مكتبة الفانوس” إلى تحبيب الطفل بالكتاب، وإلى المساهمة في توفير فسحةٍ دافئة للقاء الأهل بطفلهم عبر القراءة المشتركة والأنشطة العائلية المقترحة في خاتمة كلّ كتاب. إنّها فسحةٌ لمشاركة الأفكار والمشاعر، وللحوار حول قيم إنسانية يهتم الأهل بنقلها إلى أطفالهم. خلال السّنة الدراسية تتلقّى الروضات المشاركة في المشروع مجموعةٌ من الكتب النوعيّة المصوّرة، يستلم كلّ طفل نسخةً منها، وتُحفظ أخرى على رفوف مكتبة الرّوضة. تقدّم المربية الكتاب للأطفال من خلال قراءته لهم، وإعداد أنشطة حوله، ومن ثمّ يحمله الطفل إلى البيت هديّةً يشاركها مع أفراد عائلته. تدعم “مكتبة الفانوس” الأهل والمربيات من أجل أن يساندوا الطفل في تنمية معارفه ومهاراته التعلّمية، وإثراء لغته الأم، وتعزيز وعيه العاطفي والاجتماعي والاحتفاء بغنى ثقافته العربية؛ وهي بذلك تساهم في ترسيخ ثقافة القراءة في البيت وفي المجتمع”.
من الامور الجيدة حول المشروع والتي يتحتم الاشارة اليها :
– وجود أكثر من جسم داعم للمشروع
– وجود طواقم مهنية مختلفة ضمن المشروع
– وجود موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية خاص ومنفرد للمشروع ، يشرح كل صغيرة وكبيرة حول المشروع ، انشطة ، اسماء القصص ، معلومات حول الصناديق الداعمة ، عنوان الموقع :
– http://www.al-fanoos.org/default.aspx?menu=inpvm1
– تجند مفتشات الروضات لإنجاح المشروع من خلال نشر تعليمات ، رابط المشروع ، مقالات نقدية حول القصص المشتركة في المشروع ، متابعة العمل مع المربيات على ارض الواقع .
– التخطيط المسبق : نشر موقع المشروع أسماء القصص التي سوف يحصل عليها الطفل في العام الدراسي 2014- 2015 وهذا الامر جيد للأهل للمربيات .
– اشراك الأهل في النشاطات والتوجه اليهم بشكل مباشر وشخصي كشركاء في نجاح المشروع .
القصص المشتركة في المشروع : القصص التي اشتركت في العام الماضي تنوعت بين محلية ومترجمة ، والصادرة في طبعتها الأولى في الدول العربية . وبعضها كان موفقا مثل : فضية ، وبيت الأرنب الصغير ، وكذلك ، حكاية الفار سمسم ،وزلوطة ، وكان وحدة ست ، وللعام الدراسي الحالي سوف تشترك عدة قصص وهي : مَنْ لَحَسَ قَرْنَ البوظة؟ ، الدّب مريضٌ ، عُصفورُ الشّمسِ يُغنّي ، سعد وقبّعتُهُ الجديدة ، قوافي مسلّية قوّاليّة ، من يعلّقُ الجرس؟ ، أنشودة الصّباح، نفنوف ، لِمَن الزّيتون؟ سيسي ملاقط تلبس خروفًا ودودتين !، النّشال الصّغير، جدّتي لا تسمعني، تُصبِح على خير يا برهان، ابتسامة أمير، إفرضي، لماذا أنا تعبة كلّ ليلة؟
ملاحظات حول المشروع :
– تغييب للأدباء المحليين : معظم القصص التي تم اختيارها ليست لكتاب محليين ، اما مترجمة عن العبرية او لغات اجنبية وأما لكتاب من العالم العربي ، هنالك اهمية لاختيار القصص من نتاج ادباء محليين لعدة أسباب وأهمها ، ان الكاتب المحلي يكتب عن البيئة المحيطة من عالم اطفالنا وأطفاله ، وكذلك اعتماد كتبهم بمثابة دعم معنوي ومادي وتحفيزهم على تقديم الافضل لأطفالنا ، من خلال مراجعتي لمئات القصص التي صدرت في البلاد هنالك العديد من القصص تستحق الالتفات والتقدير.
– تغييب دور نشر محلية : العديد من هذه القصص صدرت بالأساس لدور نشر عبرية او في العالم العربي , أهمية بالغة اختيار معظم القصص المعتمدة للمشروع ، التي صدرت عن دور نشر محلية ، وخاصة اننا سوف نجد العديد من القصص الجيدة .
– الغلاف الغير مقوى : فكرة اعتماد قصص ذات اغلفة رقيقة ، تعود لأسباب اقتصادية بحتة ، اعتقد ان اعتماد قصص ذات غلاف سميك ومقوى افضل ، وخاصة لحفظ القصص من التلف والخراب ، لأننا نتحدث عن جيل طفولة مبكرة.
– اهمية مراجعة القصص وتقييم اختيارها سنويا : هنالك حاجة لتقييم القصص التي تم اختيارها سنويا ، وسماع رأي الأطفال والمربيات والأهالي ، والكتاب والقراء . وتغيير القائمة بشكل شبه سنوي ، لكسر الروتين وفسح المجال امام قصص جديدة وقيم جديدة وأفكار ونشاطات تربوية ذات قيمة.
– هنالك حاجة لإجراء ورشات عمل واستكمال للمربيات حول قراءة القصة وادب الاطفال ، لضمان نجاح المشروع ،الامر ليس مفهوما ضمنا ، كما ان هذه الاستكمالات تصب في صالح الطلاب والمربيات وجهاز التربية والتعليم ، كما ان هنالك العديد من الابحاث والتجديدات حول الموضوع .
مشروع القارئ الصغير : بادر اليه مفتش المعارف الدكتور هاني كريدين ، في منطقة تفتيشه التي تضم مدارس كفرمندا ، كفركنا ، دبورية ، يحظى المشروع بدعم قسم المعارف في المجلس المحلي ، لجنة اولياء امور الطلاب ، يهدف المشروع تشجيع القراءة والمطالعة ، التعرف على الأدباء المحليين والعالميين ، من عرب وأجانب ، تقوية شخصية الطالب ، زيادة الثروة اللغوية ، تعزيز مكانة اللغة العربية ، يشترك الطلاب في المشروع من صف ثالث حتى ثاني عشر ، ويقوم الطالب بقراءة 5-7 قصص تلائم جيله بمصادقة معلم اللغة العربية وفي المرحلتين الاعدادية والثانوية يقرأ الطالب 4-5 روايات مناسبة اضافة للروايات المطلوبة ضمن المنهاج ، يلخصها ويقدم احداها أمام طلاب الصف ، وعلامة المطالعة جزء من تحصيل الطالب ضمن موضوع اللغة العربية ، في ختام المشروع في كل عام يقام احتفال مهيب بمشاركة الأهل والمدرسين ،الطلاب الفائزين على مستوى القرية مثلا 100 طالب ، تقدم فقرات فنية من نتاج الطلاب توزع هدايا عبارة عن كتب من قائمة مسيرة الكتاب ، من خلال تكليفي على مدار خمس سنوات بتركيز المشروع في كفرمندا بالتعاون مع طاقم اللغة العربية في القرية ، اشير الى التعاون الكبير لإنجاح المشروع من قبل المجلس المحلي ، ومن قبل المفتش ، ولجنة اولياء امور الطلاب المحلية ، والمكتبة العامة ، مدراء المدارس وطواقم اللغة العربية في مختلف المدارس ، وتم تطوير المشروع بشكل دائم ، وإعطاء مساحة من الابداع للطلاب والمدرسين ، من المفضل تعميم هذا النموذج وخاصة المطبق في مدارس كفر مندا على العديد من القرى والمدن لتعميم الفائدة .
خلاصة : قمت باستعراض 4 مشاريع تشجع المطالعة في مدارسنا العربية ، جديرة بالاهتمام من قبل الطلاب والأهالي وأصحاب القرار ، هذه المشاريع تحظى بدعم وزارة الثقافة ووزارة المعارف وجهات اخرى داعمة ، من ضروري التعلم ودراسة هذه النماذج ، ونماذج اخرى مطبقة في دول اخرى ، تعميم هذه النماذج لتشمل جميع الطلاب وجميع المدارس في الجليل والمثلث والنقب ، وزيادة مواردها والقوى البشرية الخبيرة ، وروح العطاء والتطوع والانتماء للرسالة السامية ، وخدمة اللغة العربية ، وتقديم الافضل الطلابنا ، كذلك هنالك مبادرات فردية تقوم بها العديد من المدارس لتشجيع المطالعة ، لكنها لا تنخرط تحت برنامج شامل ، اذكر منها على سبيل المثال ، برنامج ” أم الفحم تقرأ ” من خلال توزيع عدد من القصص على طلاب البساتين والروضات ، مع اعداد فعاليات مشتقة من هذه القصص التربوية . كذلك قيام بعض المدارس على تبني بعض القصص الناجحة وتدريسها بشكل عميق للطلاب مثل مدرسة الرازي الابتدائية في البعينة – نجيدات ، وفي مدرسة النهضة الابتدائية عرعر مشروع ” قصتي متعتي ” وما زال الباب مفتوحا على مصراعيه لأي مبادرة لنشر الكتاب وتشجيع المطالعة لتصبح مثل الهواء والخبز والماء والفاكهة . كذلك استعرضت اهمية المطالعة للأطفال وعلاقتها المباشرة مع نمو وذكاء الطفل ، على امل ان يشهد مجتمعنا العربي المزيد من الاهتمام ونهضة حقيقية بالاعتناء بمشاريع تهتم بقصص الأطفال ومطالعة الكتب وتضع الطفل بالمركز من خلال مساعدته على تحقيق ذاته ، وتطوير مهاراته المختلفة .
من سهيل عيساوي