قصة حق الجار
تاريخ النشر: 21/07/14 | 13:23 لاحظت سلمى أن أمها كلما صنعت طعاما أهدت من طعامها لجيرانها العديد من المرات تذهب سلمى حاملة طبقا من طعام للجارات وتطرق على الأبواب وتعطي الأطباق للجارات هاتفة بأدب: أمي طبخت اليوم وترسل لكم تحياتها وتتمنى أن يعجبكم طعامها.
وكذلك الجارات تفعل كما تفعل أم سلمى، كل منهن حين تطبخ شيئا تهدي لجارتها أم سلمى طبقا من الطعام الشهي، احتارت سلمى وقررت أن تسأل أمها عن هذا السلوك الجميل، ضحكت أمها وأجابتها قائلة: أنت ما زلت صغيرة يا سلمى.. حين ستكبرين ستعرفين معنى الجار، لقد أوصانا الرسول بالجار ونصحنا اذا طبخنا طعاما أن نهديه من هذا الطعام.
هتفت سلمى في عجب: وهل هناك مغزى لهذه النصيحة النبوية؟
أجابتها أمها بحماس: بالتأكيد.. فربما كان لك جارا فقيرا لا يجد قوت يومه فبهذا السلوك لن ينام جائعا، وربما اعتاد جار فقير على طعام واحد فحين تهدينه من طعامك يكون سعيدا بهذا الطعام الجديد، هو سلوك يزرع الألفة والمحبة بين الجيران.
فكرت سلمى قليلا وهي تقول: كنت أظن أن حق الجار أن أزوره حين يكون مريضا فقط.
ضحكت الأم قائلة: هذا أحد حقوقه الكثيرة.. فمن حقه عليك أن تقرضيه مالا إذا كان محتاجا، وأن نهنئه في فرحه ونعزيه في مصيبته، وإذا اشترينا فاكهة وكان فقيرا لا يستطيع شراء الفاكهة يجب أن نهدي له من هذه الفاكهة، حتى أن الرسول لم ينس شيئا هاما وهو أن لا نتطاول على جارنا في البنيان فيرتفع منزلنا عن منزلهم فيحجب منزلنا عن منزلهم ضوء الشمس.
ارتسم الإعجاب على وجه سلمى وهي تقول: صلى الله عليك وسلم يا رسول الله.. علمتنا الأخلاق الفاضلة التي تجعل جيراننا يحبوننا ونحبهم.. من الآن سأفعل كل ما أوصى به الرسول ولن أتأخر أبدا حين تطلبين مني الذهاب بالطعام والحلوى للجيران.
حلو