جنة الله على الأرض

تحية لك أيتها الطاهرة كم اشتاق أن أعود طفلا بين يدك . لكن العمر يجري ونحن في عيناك مهما كبرنا أطفال تجري .يقع الفرد منا أرضا فيتلقاه فؤادك لنا كوسادة وتحضنه أنامل الرأفة والحنان .أيتها العزيزة لو انسكب كل المداد على الأوراق البيضاء فما لحقك حق من تلك العبر حتى لو أصبح البحر من عيوني عبر. ولو شق الفؤاد المشقة, وصعد الجبال وعبر الوديان وخطف لك كل الزهر فتقدمت لك على الأطباق الذهبية . حتى ذلك الأمر لن يوصل من حقك بشيء ولن يطول من معاناتك بشيء . ماذا أهديك أيتها الأميرة الحسناء؟؟ فكم تساوي الدنيا بمكاييل تعبك ومعاناتك وسهرك وقلقك علينا . فهل تساوي تلك الدنيا الفانية ذرة تعب منك, أو ذرة قلق علينا , لا والله , حتى لو وضعوا الدنيا بكفة ميزان ووضعوا معاناتك وتعبك علينا في الكفة الثانية لرجحت كفتك أيتها الكريمة الطيبة وبلا منافسة. أيتها النفيسة الغالية العظيمة لو كانت القلوب تهدى لأهديتك قلبي , أتقبلين فؤادي كهدية بسيطة فلم أجد أنفس منه وأنا اعرف انك لن تقبلين تلك الهدية لا كبرياء منك بل لأن قلبك قدم لنا من قبل . وعيونك لنا كانت دربنا الذي نمشي عليه , وكنت في الليل تسهرين ولم ينم لك جفن حتى تطمأنين إننا في أمان . ويداك كانتا الغطاء الدافئ والمحبة الكبرى . وفي الظلام كنت السراج المنير فأنت النور في الظلمة وعلى شفاك أجمل بسمة . يا منارة نستهدي بها , يا أجمل ضحكة وأجود بهجة فكلك فرح وغبطة للقلوب الدافئة. أيها الدواء والبلسم الذي يغطي الجروح فالقلب إن كان بعيدا عنك يبقى مكسور ومجروح . والدموع لن تجف إلا برؤيتك الساطعة يا شمس الشموس ويا مسرة النفوس ويا عبق الزهور والورود . فصمت الكلام النفيس يبعث لك تحية إجلال ومحبة , وباقة من النرجس الأبيض وكثير من الورود الجورية الحمراء اصنع لك قارورة العطر الخمري وأعلقه بسلسلة من الزمرد الأخضر واضعه لك كقلادة , فانا مدين لك كثيرا منذ كنت في عصر الولادة , فأنت الدفء والعشق والإرادة. لن أجود إلا للدعاء لك , فالله خصك بالرحمة وجعل لك المكانة العليا ,فارضي عني أيتها الحنونة فرضاك عني كان لي في الدنيا الثرى وحتى لو أصبحت تحت الثرى . لك حبي وتقديري يا والدتي العزيزة ويا أمي الحنونة .