لا تتراجعي عن وعدك لولدك
تاريخ النشر: 22/07/14 | 10:50أحياناً قد يُطلق الأهل الوعود جزافاً من دون أي أسس بغضّ النظر عن الالتزام بها. لكن الوعد “كلمة شرف” يجب الحرص على تنفيذها لما يعنيه ذلك من تفاعلات مستقبلية على سلوك أبنائنا، إيجاباً أو سلباً. لا بد من أن نعد أولادنا فقط بما يمكننا تحقيقه لهم وبما يتناسب مع عمرهم وحاجتهم وخصوصاً حين تكون الحالة موجبة لذلك. طبعاً، يمكن للاهل أن يغيّروا موقفهم، لكن يتوجّب عليهم شرح أسباب ذلك للطفل.
حنكة تربوية
لذا، تنبّهي الى أن يكون وعدك حسياً، ملموساً بعيداً عن مبدأ الابتزاز لذلك اعتمدي الحنكة التربوية وفق الفئات العمرية:
فمن سنة الى 4 سنوات: ما زال مستوى تفكير طفلك أشبه بالبرعم الصغير، فإن رفض تناول الطعام عليك مثلاً تشجيعه بمكافأة ما، لكن لا تطيلي الفترة الزمنية للتنفيذ، لأنه في هذه المرحلة العمرية ليس لديه مفهوم قياس الزمن.
من 5 الى 8 سنوات: في هذا العمر، تتعدى الوعود الأمور المادية لتطال الجانب الترفيهي كالذهاب في نزهة أو تناول الطعام خارجاً.
من 9 الى 14 سنة: يفهم الولد جيداً لغة الوعود ويفهم المغزى من وعدنا حتى ولو طالت المدة الزمنية لتحقيقه. وعلى سبيل المثال: إذا حصلت على علامات جيدة في نهاية هذا الفصل الدراسي ستحصل على “بلاي ستايشن هدية”.
من 14 الى 18 سنة: يصبح للوعد غاية تربوية تبعث على الحماس في نفوس الأبناء ويصبح للوعد قيمة واضحة ووسيلة ترغيب وثقة فيغدو بمثابة “كلمة شرف” من الأهل تجاه أبنائهم.
من الضروري معرفة الأهداف التربوية التي يرسمها الوعد بمضمونه عندما نعد الطفل بشيء ما، سيحصل ما يريده مقابل أعماله، إذاً، ليس كل شيء مباح له، هكذا ترسم الحدود التربوية للولد منذ البداية.
من جهة أخرى، تلعب الحدود دوراً كبيراً في تنمية القدرة على تحمّل وقت الانتظار والشعور بالطمأنينة، كما تساعد على عدم الإخلال بالقوانين التي وضعها الأهل والتي غالباً ما يرغب الأبناء في مخالفتها، وتسمح للولد بأن يبني نفسه ليصبح كائناً مستقلاً ومسؤولاً تبث في نفسه الطمأنينة.
الوعد المتكرّر
عندما يعجز الأهل عن ضبط تصرفات أولادهم، تأتي وعودهم متأرجحة ما بين الـ”نعم” والـ”لا”. وقد يتراجع الأهل عن كلمة “لا” في حالات عدة منها: الخوف من إغضاب أبنائهم، تجنّب الخلاف معهم، الشعور بالتقصير أو بعقدة الذنب، ما يولّد لدى الولد شعوراً بعدم الاستقرار فيشعر بالقلق وتتزعزع ثقته بأهله.
التراجع عن الوعد
ترمي النتائج السلبية بثقلها على أبنائنا عند الإخلال بوعودنا، ما يولّد انعدام ثقة وخوف يمتدّان الى علاقتهم بالآخرين، إذ تنعدم الثقة بالأهل كونهم مصدر الثقة الرئيسي بالنسبة إليهم وأصحاب القدرة على تنفيذ الوعود، وبالتالي تزعزع الحدود التي يضعها الأهل، فتصبح من دون قيمة.
أما النتائج الإيجابية للوعود المحفزة فتتبلور في خلق فرص أمام الأولاد ليصبحوا ناضجين وأقوياء من خلال الحدود المفروضة وفقاً للتصرف الجيّد لكن شرط تنفيذ الوعد… كما تعزّز الوعود الصحيحة للارتباط الأمن بالآخرين، ما يحفّز الاكتراث بالأشياء والأشخاص والظروف الجديدة ونسج العلاقات الصحيحة وتحسّن الأداء المدرسي والنجاح في العمل لاحقاً، وبذلك يتعلّم الولد أهمية الالتزام وإيجابيته.
في الختام، إذا لم تكن هناك ضوابط، لا يشعر الولد بوجود الآخرين ورغباتهم ولا يصبح بالتالي مؤهلاً للدخول الى مجموعات اجتماعية في المستقبل.