ساعدي طفلك ليصبح واثقا من نفسه
تاريخ النشر: 22/07/14 | 17:23لا يمكن للأهل ان يصفوا مشاعر الفخر والسعادة التي تمتلكهم عندما يجدون ان طفلهم قادر على تخطي العقبات وتحقيق النجاحات، هو بكل بساطة طفل واثق من نفسه. هو ليس طفل طائش او متهور كما يعتقد البعض، هو فقط على ثقة انه قادرعلى القيام بالمهمة الموكلة اليه والتمييز بها. يتمنى الأهل ان يكون طفلهما ذكيا وواثقا من نفسه ليبرع في مستقبله العلمي والمهني، ولكن هل يعمل الاهل على تطبيق ذلك فعليا وتحفيز ابنهم على ان يكون واثقا من نفسه؟
أشارت الأبحاث الجديدة الى ان الطفل الذي يتخطى العقبات ويستمتع بالحياة الى اقصى الحدود، ولا تفارقه الإبتسامة طوال الوقت يبقى محافظا على هذه الصفات في المستقبل. ما يعني أن الطفل الواثق من نفسه يمكن أن يحافظ على التمييز في حال إستطاع والديه تعزيز قدراته وحثه على المثابرة والتقدم. فالتربية تلعب دورا بارزا في عملية تنشئة الطفل وتساعده على تخطي الصعوبات والمشاكل الجديدة. ويقول الخبراء في علم النفس إن قدرة الطفل على الوثوق بنفسه تعتبر أمراً أساسياً لنمو شخصيته. لذلك يمكنكِ ان تساعدي طفلك على إحراز نجاحات مبدعة من خلال تشجيعك ودعمك الفعلي له.
ويبقى السؤال الأبرز عند الأهل كيف يمكن تطوير ثقة الطفل بنفسه ليصبح واثقا من قدراته؟
التركيز على الانجازات
عندما تراقبين طفلك الواثق من نفسه وهو يواجه العقبات دون خوف او ارتباك، تدركين تماما انك نجحتِ في تعزيز تقته بنفسه وتشجيعه على إنجازاته. فالطفل الواثق من نفسه يكون قادراً على تحقيق النجاح في المستقبل، من دون التركيز فقط على قدرته في إبهار الآخرين.
لذلك فحتى وإن لم ينجح في انجاز المهمة من المرة الأولى إلا انه سيحاول مرة اخرى حتى يصل الى هدفه.
ومن هنا، يتمثل دورك على التركيز على إنجازاته وان تتوقفي عليها وتعبّري لطفلك عن فخرك وسعادتك بما حققه. لكن هذا لا يعني أن تغضبي النظر عن أخطائه، فمن الضروري أن يتعلّم طفلك من أخطائه حتى ينجح بها في المرة المقبلة.
فكلنا نعلم أن الخطأ هو الطريق نحو النجاح، وما لم يتعلم الطفل من هذا الخطأ، فإنه لن يكون قادراً على تحقيق النجاح. كما ان التركيز على مهاراته وقدراته يجعلانه واثقا أكثر من إنجاز المهام الموكلة اليه، فقومي إذا بالإضاءة على نقاط قوته ليتمكن من الاستفادة منها واستخدامها لتحقيق اهدافه.
بين الطموح والحدود
كما تعلمين ان قدرات طفلك مهما كانت متميزة إلا انها تبقى محدودة نظرًا لصغر سنه. لذلك عليك ان تنتبهي أن لا تكون احلامك وتوقعاتك تتخطى قدرته الفعلية والجسدية على إنجاز ما يُطلب منه. صحيح أن طفلك يحدد لنفسه أهدافًا واسعة وصعبة لكنه يجهل أنه عاجز على تحقيقها، لذلك عليك ان تحرصي على ألا يحدد لنفسه طموحات كثيرة فيفشل في تحقيقها.
وتكمن مهمتك في هذا الصدد ان تحاولي أن تشرحي له الفرق بين حدوده وعجزه، لكي يدرك ان هناك أمور لن يستطيع تحقيقها نظرًا لعمره وقدراته الطفولية، وهي حتمًا غير مرتبطة بعجزه وفشله في حلها.
كما عليك ان تعرفي ان التعليقات السلبية تؤثر على ثقته بنفسه، لذا احرصي على انتقاء كلماتك التي تستخدمينها لأن وقعها سيحدد مدى تأثيرها على طفلك. من الضروري جدًا أن تشرحي لطفلك انه أخطأ في انجاز المهمة إلا ان ذلك لا يعني انه فاشل ومخيب للآمال. فحتى لو اخفق من المهم جدا ان تقدمي له الدعم والتشجيع حتى ينجح في تلك المهام في المرة القادمة.
كيف تجعلين طفلك واثقا من نفسه؟
كوني واثقة حتى لو كان طفلك ذكيًا إن لم تحفزي قدراته بشكل مستمر فهو حتما سيجد نفسه عاجزا عن تحقيق أهدافه. لذلك من المهم جدا أن يحاول فحتى لو أخفق فهذا لا يعني انه إستسلم. سنقدم لك بعض النصائح التي تجعل طفلك واثقا من نفسه رغم فشله في بعض الاحيان.
دعيه يشعر بأهميته، دعي طفلك يشعر بأهميته بكل ما يقوم به، فتشجيعك ودعمك له يشعره بالفخر وينمّي فيه ثقته بنفسه.
علّمي طفلك ان يقسم كل تحد الى مجموعة من الخطوات، فينجح في معالجة كلّ منها على حدة.
شجعيه دائماً فعندما يشعر بالإحباط نتيجة لفشله في عمل ما، أظهري له نقاط قوته حتى يستعيد ثقته بنفسه. فأنت تعلمين أن كلماتك المشجعة هي كل ما يحتاجه طفلك حتى تتجدد ثقته ويعاود المحاولة من جديد.
كوني قدوة له: فإن طفلك بحاجة إلى أن يراقبكِ ويتعلّم منك. لذا من المهم ان تفسري له كيف تتغلبين على التحديات وتواجهينها، فلا تنسي أنت قدوة له.