كازانتا سيدة الحياة 3
تاريخ النشر: 25/11/10 | 16:36كازانتا
وسارت كازانتا الاولى باتجاه الشرق وكازانتا الثانية باتجاه الغرب. وبعد عام وصلت كازانتا الى مملكة الدب الابيض اقوى ممالك الغرب وحينما دخلتها وتجولت في انحائها وجدت هناك الجوع والقهر والاستعباد للجميع بدون استثناء ووجدت ان النساء هناك عبدات باشكال مختلفة الجميلات منهن والمحظوظات جواري في قصور الملك والامراء والكهنة واصحاب النفوذ بالمملكة ، والاقل حظا يعملن في تربية الحيوانات وفي خدمة المعابد المنتشرة في انحاء المملكة اما البقية ففي خدمة الجند وعامة الناس والعبيد الذكور ولم تكن في المملكة اي فتاة تعرف من هي امها او اختها او من هم اهلها فالكهنة في المملكة كلما ولدت فتاة قاموا باخذها كما هو متبع في ذلك الوقت واعطاءها لامرأة غير المراة التي انجبتها لتربيتها وبهذه الطريقة لم تكن اي فتاة تعرف لها اسما ولم يكن بالمملكة للفتيات اسماء تطلق عليهن واحيانا ينادى على البعض منهن بالقاب ماخوذة نسبة للحيوانات المعروفة في المملكة والفتاة التي تكسب لقبا من احد كبار المملكة تكون مميزة وقد رضي عنها المعبد ويسمح لها بخدمةالدببة. اما الدببة فكانت تتجول في المملكة بحريتها ولم يكن يسمح لاحد باعتراض طريقها وان توحش دب واعترض احد الذكور فيمكنه الهرب اما ان اعترض احدى الفتيات فيجب ان تسمح له بافتراسها وان علم المعبد بمقاومتها له يقوم الكهنة بتعليقها على اسوار المعبد .
وهكذا كانت الواحدة تفضل الموت على يد الاله الدب على ان تموت على الأسوار وتدفن في الجبل الأسود . . وعبر السنين تم تعليق ملايين النساء على اسوار المعابد وقتل الدب الالاف منهن واثناء تجول كازانتا في اسواق المملكة حدث ان هجم دب كبير يبلغ طوله اكثر من مترين علـى موكب ابن الملك الذي كان يتجول في السوق مع مجموعة من الحرس واستطاع الدب ان يقتل عددا كبيرا منهم ليهرب الباقي ويهجم على ابن الملك الذي لم يستطع الهرب والناس يتفرجون ولا يستطيعون عمل شيء وقبل ان يقترب الدب من ابن الملك قفزت كازانتا بخفة ورشاقة ووقفت بين الدب وابن الملك واخذت تنظر الى الدب بعينيها فتوقف الدب عن الهجوم وركع على الارض تحت اقدام كازانتا فاقتربت منه كازانتا واخذت تداعب بكفها راسه والكل ينظر اليها مرعوباً متفأجا مما يحدث امامه …ذهب الدب في حال سبيله وعاد ابن الملك الى القصر وانتشر الخبر بسرعة البرق في كل انحاء المملكة وعلم الكهنة بالامر وتحرك جندهم بحثا عن كازانتا ليقتلوها باعتبارها اهانت اله المملكة الدب واحاط المئات من جند الكهنة بكازانتا واقتادوها الى المعبد ليتم تعليقها هناك ولكن الملك الذي عرف بالموضوع ارسل جنده ليحضروا كازانتا الى القصر وان لا يسمحوا للكهنة بقتلها ..وهكذا التقى بالطريق جند الملك وجيش الكهنة فتقاتلوا فيما بينهم ، فعلم الكهنة ان جيش الملك سيقضي عليهم ان استمر القتال فوافقوا ان يصحبوها الى القصر ووصلت كازانتا الى القصر بصحبة الحرس والكهنة وحينما دخلوا على الملك ركعوا جميعا الا كازانتا بقيت واقفة فغضب الملك واخذ الكهنة يحرضونه على قتلها فوراً لانها ستجلب الدمار على المملكة فكاد الملك ان يرفع يده ليأمر الجند بقتلها الا ان كازانتا قرأت افكاره بسرعة واستخدمت دهائها وقالت:
عذرا ايها الملك الكبير لو انا فعلت مثلهم لكنت اهنتك وانا لا ارضى لك اهانة.
فسالها الملك: وكيف ذلك…؟!
فقالت: البلاد التي جئت منها فيها خنازير قصار القامة وبالكاد يستطيع الشخص ان يراهم الا اذا ركع وانا لم اكن اريد ان اشبهك بهم ففضلت ان أبقى واقفة.
اعجب الملك بحجتها وطلب من الحرس ان ياخذوها حتى ينظر في امرها ، فاحتج الكهنة وغضبوا وخرجوا من عند الملك واجتمعوا في معبدهم وقرروا فيما بينهم قتل الملك وتنصيب ملك اخر لا يخالف اوامر المعبد وان يجهزوا في نفس الوقت جيشا كبيرا من انصارهم للتدخل في حالة فشل خطة قتل الملك ومن اجل ان ينفذوا خطتهم كان لا بد لهم ان ياخذوا الاذن من المعبد الكبير الذي يدير كل المعابد في العالم.
وعلمت كازانتا بخطة الكهنة وان الملك هالك فدخلت عليه واخبرته بما يحيكونه ضده..
فغضب الملك منها وقال لها : الكهنة لا يفعلون ذلك فهم الذين نصبوني ملكاً وانا لا اسير الا بمشورتهم.
فقالت كازانتا ولكنك خالفت لهم امرا والملك الذي يخالف امر المعابد يجب ان يموت هذا هو قانون الكهنة.
وقال :كيف تثبتين انك صادقة فيما تقولين .
فقالت:في الغد سيرسلون رسولهم الى المعبد الكبير فاقبض على رسولهم وستجد معه الخطة التي اعدوها لقتلك.
فقال الملك: سافعل فان كنت كاذبة ستموتين.
وارسل الملك جنده واغلق الطرق حتى مر رسول الكهنة وقبضوا عليه واحضروه للملك فوجد معه رسالة مكتوبة بلغة الكهنة ومختومة بختم المعبد.
فاحضر الملك كازانتا وسالها كيف سنعرف مضمون الرسالة وهي مكتوبة بلغة الكهنة فقرأت كازانتا الرسالة للملك فغضب الملك حينما تاكد من غدر الكهنة له ،وقتل رسول الكهنة ، وامر بمهاجمة الكهنة المسؤولين عن هذه المؤامرة .
فاستوقفته كازانتا وقالت له: عفوا ايها الملك فانت لن تستطيع هزيمتهم والشعب سيقف معهم ضدك ولا تنسى انك في حرب مع مملكة الذئاب وحين يعلموا انك في حرب مع الكهنة سينتهزون الفرصة ويهاجموا المملكة ليستولوا عليها.
فاقتنع الملك وقال لكازانتا: لقد صدق الكهنة فانت جلبت معك الخراب والدمار وكان يجب ان اقتلك منذ البداية واوفر على نفسي كل هذا العناء.
فقالت كازانتا:ان كان سينقذك قتلي فلك ذلك ولكنهم يريدون قتل ابنك ايضا.
فقال: اذا ليمت ابني خير لي من ان انال غضب الدب والكهنة.
فقالت كازانتا : انا استطيع ان اساعدك في انقاذ ابنك ورد غضب الكهنة.
فقال: ان استطعت ذلك سالبي لك كل ما تطلبينه.
فقالت:مهما كان ايها الملك.
فقال:نعم مهما كان.
فقالت:اذا اذهب واعتذر لهم وصالحهم وقل لهم انك ستقدمني وابنك الى الدب الاله في الساحة وامام الجميع ليقرر الدب الاله ان كان سيعفي عنا ام لا.
وذهب الملك وفعل ذلك ففرح الكهنة واعدوا الساحة في معبد الدب ليتم تقديم ابن الملك وكازانتا للدب الابيض.
وبعد ايام احتشدت الجماهير حول الساحة في معبد الدب ليروا تقديم القربان الجديدوهذا القربان ليس ككل قربان فهو ابن الملك …وظهر الدب الابيض الذي نادرا ما يرونه او يسمح لهم برؤيته وكان هذا الدب بحجم ثلاثة افيال كبيرة.
وحينما تم ادخال ابن الملك وكازانتا الى الساحة هتفت الجماهير وصفقت ، وكان ابن الملك وكازانتا بجانب الدب كالاقزام الصغيرة اقترب الدب الابيض العملاق اله المملكة واخذ يشم بانفه كازانتا وابن الملك….
حدثته كازانتا بطريقتها فجلس الدب واخذ يهز براسه ويتمايل بجسمه الضخم ويصدر اصواتا غريبة وهي الطريقة التي يتعامل بها الدب حينما يكون سعيدا وراضياًًًًًًًًًًً.
ولم يصدق الكهنة والحشد والملك الذي اشاح بوجهه عن الساحة حتى لا يرى الدب يفترس ابنه وهكذا لم يكن امام الكهنة الا ان يعلنوا ان الدب الابيض الاله قد عفا عنهم وكانت هذه المرة الاولى التي يدخل بها احد ساحة الدب ويخرج حيا ، ففرح الملك كثيراوطلب كازانتا وقال لها: انت يا هذه سامنحك اسما وساجعلك تعيشين في القصر وستكونين اهم نسائي ولن اجعل احدا يلمسك غيري وساجعلك ايضا تحملين ابنا لي .
فقالت كازانتا : عفوا ايها الملك ولكن هناك شيء يجب ان تعرفه اولا ومن ثم قرر انت.
فسال الملك : ما هو هذا الامر.
فقالت : في البلاد التي كنت اعيش فيها اطلقت علي الالهة اسم كازانتا وارسلتني هذه الالهة لانقذ ابنك وقمت بذلك بمساعدة الالهة وبعد ان قدمته انت لالهك الدب سر الهك الدب ووعد انه سيقوي مملكتك وطلب مني ان ابلغك بانه يجب ان ترسل افضل جواري المملكة الى الجبل الاسود ليعبدوه لمدة ثلاثة اعوام وان لم تفعل ذلك فسيغضب منك.
فقال الملك: وكيف تكلمك الالهة وانت انثى.
فردت كازانتا : ايها الملك انا لست انثى وانما الالهة ارادت ان تختبر ايماني وحولوني على شكل انثى وبعد ان انهي عبادتي ساعود رجلا كما كنت.
فرح الملك وقال: لقد علمت من البداية انه لا يمكن ان تكوني انثى ومن اليوم ساعطيك ما تريدين لتكملي ما طلب الهنا خذي واختاري من تريدين من جواري المملكة واذهبي لعبادة الهنا الدب .
وخرجت كازانتا وبدأت باختيار اذكى وافضل فتيات المملكة وبلغ عددهن تسعة الاف فتاة ومن بينهن خادمات الملك والامراء والكهنة واصحاب السلطة ولم يكن احد ليعترض حتى لا تغضب الالهة الدب عليهم.
وقد كان الجبل الأسود من اعلى جبال الغرب واكبرها ويحتاج الشخص الى عدة ايام لتسلقه وكان يقع في المنطقة الفاصلة بين مملكة الدببة ومملكة الذئاب ..واعتادت المملكتين على دفن الاموات المغضوب عليهم من الآلهة فيه ولذلك كان الجبل رمزا للشؤوم وكان اسمه يجلب الخوف والرعب الى قلب كل من يسمع به.
وبعد تسعة ايام من مسير كازانتا بصحبة التسعة الاف فتاة الى الجبل الاسود.
وصلت كازانتا مع الفتيات وما يحملنه من المؤن وما تزودت به من الملك وحملته معها من الاف الاشتال من جميع انواع الاشجار وحينما وصلن الجبل وقفت كازانتا امامهن فقامت جميع الفتيات بالركوع وهتفن كلمات تمجيد للدب الابيض فصرخت كازانتا فيهن : قفن على اقدامكن ، ارفعن رؤوسكن.. لن تركع امراة من اليوم لا لدب ولا للكهنة واشارت بيدها الى الدب وقالت هذا الدب رمز عبوديتكن سنحوله من اليوم رمزا لقوتنا وسلاحا ضد اعدائنا سنعلمه سنروضه سنجعل منه صديقا لنا .
وقامت كازانتا ببناء بيت الاخوات الاول وزرعت الجبل والمساحة المحيطة به المزروعة بالاشجار واطلقت على كل فتاة اسما لتعرف به وتنادي به الاخرى وقالت لهن : لا يوجد فتاة تعرف من هي امها ومن هي اختها في هذه المملكة والان فلتوافقن جميعا ان امنا جميعا هي هذه الارض ونحن سنكون حارسات لها وكل فتاة هنا اخت للاخرى ولترفع كل اخت يدها للاعلى ولتلامس بها يد اختها ومعا سنلامس الغيوم وامضت كازانتا الاعوام الثلاثة مع الفتيات طوال الليل والنهار يرتحن ساعة واحدة في النهار وبقية الوقت تعلمهن لغة الاخوات وعلوم الحياة بكافة اشكالها وعلمتهن ايضا من ضمن علوم الحياة كيف يخاطبن الدب والحيوانات وكيف يتعاملن معها في كل الحالات.
وبعد مضي الاعوام الثلاثة عادت كازانتا الى الملكة بصحبة 3000 فتاة اختارتهن من التسعة الاف وحينما وصلت المملكة دخلت على الملك وقالت له :
ايها الملك لقد ارسلني الدب لاقدم لك هذه الهدية وهي 3000 فتاة علمهن الدب كيف يخدمنك ويخدمن امراءك وكهنتك والدببة في مملكتك.. وقد طلب الدب ان تقوم مجموعة اخرى من الفتيات في هذه المملكة بالذهاب الى الجبل الاسود لعبادة الدب ولكي يتعلمن كيف يخدمن الملك ومن حوله.
وقد طلب مني الأله الدب ان ابلغك بان كل فتاة اختارها الدب لخدمتك او لخدمة كبار القوم “يجب ان لا تركع بل تحييك برفع يدها الى الاعلى وهذا معناه انك اعلى من الجميع .
سر الملك كثيرا واصدر اوامره فوراً بان تكون التحية للنساء برفع اليد الى الاعلى وان اي فتاة تركع لاي كان قد اهانت الملك والاله الدب الابيض، وقام الملك بتوزيع الفتيات على الكهنة والامراء وقادة الجيش واصحاب السلطة وحاول الكهنة الاعتراض على ما يحدث من تغيرات والتي تمت بسرعة دون الاخذ برأيهم ولكن لم يستطيعو لان الكل كان مسرور من الطاعة الكبيرة والخدمة التي اخذت توفرها فتيات الجبل الاسود ، ولم يكن احدا ليجرأ ان يخالف اوامر الاله الدب الابيض .
وفيما بعد سال الملك كازانتا: اراك كما انت فلماذا لم يعيدك الاله الدب الى هيئة رجل .
فقالت:لقد قال لي الدب انه يريد ان يمتحنني اكثر ومن ثم سيمنحني هذا الشرف .
وعادت كازانتا الى الجبل بصحبة عشرة الاف فتاة اخرى وتركت خلفها الثلاثة الاف فتاة يتجسسن على الكهنة والملك والامراء وينقلن اخبارهم اولا باول الى كازانتا في الجبل الاسود ويقمن في نفس الوقت بنشر تعاليم الاخوات وتعليمهن لغتهن وارسال من يجدن انهن صالحات الى الجبل الاسود بالسر دون ان يعرف احد ومن (بيت الاخوات) تخرجت الاف الاخوات بعد ان تعلمن لغة الاخوات وعلوم الحياة وتحول الجبل وما يحيط به الى جنة خضراء بل اصبح اجمل جزء في المملكة.
وفي المملكة وبرغم ما تقوم به فتيات الجبل الاسود من خدمة للكهنة وغيرهم استطعن ان يقلبن حياتهم الى راحة ومتعة لم يعرفوها بالسابق وبرغم السرية العالية واستمرارهن بعبادة الدب امام الجميع وترويضه بالسر الا ان الكهنة لم يستوعبوا التغير الكبير وخاصة ان الدببة لم تعد تفترس وتقتل مثل السابق وازداد شكهم حينما قدموا احدى الفتيات قربانا للدب ولم يقبلها وتكررت المسالة اكثر من مرة فبدأوا بمراقبة الاخوات واستطاعوا ان يكتشفو ان علاقة غريبة تربط فتيات الجبل الاسود بعضهن ببعض واكتشفوا ايضا انهن يتكلمن لغة خاصة بهن وقد تعلمن الكتابة وفورا شعر الكهنة بالخطر وارسلوا اشارة للمعبد الكبير ..ومن المعبد الكبير تم اعلام المعبد الرئيسي للبشر والجان والذي يدير كل المعابد على اختلاف الهتها وعندما وصل الخبر الى المعبد الرئيسي جن جنونهم وعلمو انها كازانتا صاحبة النبؤة القديمة ..واصدروا اوامرهم لكهنتهم وللمعبد بان يتخذوا كل الاجراءات بالسر لمهاجمة الجبل الاسود والقضاء على كازانتا ومن معها.
وعندما وصلت الاوامر للمعبد قام بتجهيز اكثر من مئة الف فارس بالسر وعلى راسهم اكثر من الف كاهن بحجة ان هناك جيش سيهاجم المملكة من الشرق ولم يكن احد يعلم ان هذا الجيش سيهاجم الجبل الاسود الا الكهنة.
وصل الخبر الى كازانتا وعلمت بنية الكهنة فقامت فورا بتجهيز الف فتاة من اللآتي قامت هي بتدريبهن وسارت بهن باتجاه احدى بلدات مملكة الذئاب وفي الليل هاجمت البلدة وقتلت امراء البلدة وجنودها وطردت كل النساء من البلدة واحرقت البلدة على من رفض الخروج منها ..وحرصت كازانتا ان ترفع اعلام جيش الدب الابيض في الهجوم وقامت بالاتصال بمجموعة من اخواتها في مملكة الذئاب وقمن بنشر اشاعة بان جيش الدب الابيض سيهاجم مملكة الذئاب. …وعادت كازانتا الى الجبل الاسود وبدءت بتحصينه بمن معها من الاخوات وفي نفس الوقت طلبت من مجموعة من الاخوات في قصر الملك بقتل ابناء الملك السبعة ووضع جثثهم في المعبد بالاضافة الى قتل عدد من الامراء وطلبت من احد مستشاري الملك والذي يدين لكازانتا والاخوات بأنقاذ حياته وحياة ابنائه في احدى المرات ،ان يبلغ الملك بان الكهنة قامو بخيانته واتفقوا مع مملكة الذئاب بان يسلموهم الحكم بعد قتلك وقتل ابنائك لم يصدق الملك في بداية الامر وكاد يامر بقتله لولا انه سمع خبر مقتل ابنائه الذي وقع عليه كالصاعقة وما كاد يصحوا من وقع الصدمة حتى سمع بمقتل عدد من مستشاريه وامرائه وعندما سأل الخادمات من قتلوهم وهن من الاخوات واللواتي اخذن بالصراخ والبكاء قلن له انهم اشخاص كانوا يرتدون زي الكهنة هم الذين قتلوهم وليتأكد الملك من صدقهم وخاصة انه في ثورة غضب امسك باحدى الاخوات وقام بقطع رأسها امام البقية وحذر ان من ستكذب ستلاقي مصيرها فمدت معظم الاخوات رؤوسهن وقلن له اقطع رؤوسنا ان كنا كاذبات فلملم الملك نفسه واستدعى مستشاريه وقادة جنده واعلمهم بالمؤامرة وعلم منهم ان الكهنة اعدوا جيشا بالسر ولا احد يدري سبب اعداد هذا الجيش او اين توجه فامر الملك باستدعاء كل جيشه من جميع انحاء المملكة ليلحق بجيش الكهنة ويهاجمه والاستعداد للدفاع عن المملكة ان تاكدت الاخبار بان مملكة الذئاب ستهاجمهم…
كازانتا بعد ان تاكدت ان جيش الكهنة كبير وسيصلها بعد ايام وانها لن تستطيع رده او الدفاع عن الجبل امامه وانه لو اشتبك جيش الكهنة وجيش الملك فلن يمر اسبوع حتى يكتشفوا الحقيقة ويتصالحوا وهذا يعني انه سيتم قتل كل الاخوات….
تحركت كازانتا على راس عشرة الاف فتاة بعد ان جعلتهن يرتدين اجمل الملابس والحلي باتجاه مملكة الذئاب وتركت في الجبل عشرة الاف فتاة ليقمن بتحصين الجبل ونشر الاف الدببة التي تم ترويضها في الطريق حول الجبل ليعرقلن كل هجوم وليكسبن اكبر وقت ممكن.
وصلت كازانتا علـى رأس العشرة الاف فتاة الى مملكة الذئاب التي كانت في حالة حرب واعداد جيوش للدفاع عن نفسها من جيش الدب الابيض.
تحايلت كازانتا ودخلت على الملك ولم تركع له وشرحت له الاسباب فاقتنع الملك
وقالت له : ايها الملك العظيم اسمح لي ان اقدم هذه الهدية قبل ان اشرح لك قصتي وقدمت له العشرة الاف فتاة.
سر الملك وخاصة انه لم يتلقى هذا العدد الكبير من الجواري الجميلات مرة واحدة واضافت: ايها الملك انا كنت من امراء مملكة الدب وحينما قلت للكهنة وملك مملكة الدب ان مملكتكم يجب ان يحكمها ملك الذئاب لانه اعظم الملوك والذئب هو الاله الاقوى بالليل قدموني للاله الدب ليقتلني ولكن الاله الدب العادل وافق على رأيي بان الذئب هو الاله الاقوى في الليل واستعد لان يعطيه الطاعة ويسلم المملكة للملك الاعظم ملك الذئاب فقام الكهنة ايها الملك بتحويلي الى انثى كما تراني وقرروا ان يقتلوا كل من سيعبد الذئب في المملكة وقام بتحويلنا نحن اللذين وافقنا على عبادة الذئب الى نساء وقرروا قتلنا مع الدببة التي اقرت بعظمة الذئب واعدو جيشا لمهاجمة مملكتك ومهاجمة من يعبد الذئب وانا جئت ابلغك على لسان إلهي الدب بانه سيقدم لك مملكة الدب كهدية وسيجعل جيوشها تقاتل بعضها البعض وارسل معي الخطة التي ستقوم من خلالها باحتلال مملكة الدب.
فرح الملك واستشار كهنته ومستشاريه ولكن كهنة الذئب الخبثاء قالو للملك اطلب منها ان تقدم لنا دليلا على صدقها فطلب منها الملك الدليل.
فقالت: ايها الملك دع الاله الذئب تحكم علي ان كنت صادقة فهي اعلم منا جميعا واعظم ، قدمني لها فان كنت كاذبة فلتقتلني.
اقتنع الملك والكهنة بما قالته كازانتا واخذوها الى معبد الذئاب وادخلوها الساحة برفقة اكثر من خمسين ذئبا وللولهة الاولى كشرت الذئاب عن انيابها واستعدت لافتراسها ولكن كازانتا استطاعت مخاطبة الذئاب والسيطرة عليها وجعلها تجلس على الارض واخذ كازانتا تقوم بحركات امام الملك والكهنة وكانها تتحاور مع الذئاب وتكلمها وخرجت من معبد الذئاب فاستقبلها الملك بسرور واجلسها بجانبه بعد ان تاكد بانها لابد ان تكون اميرا ورجلا وبعد ان تاكد من صدقها وبدأ بدراسة الخطة التي وضعتها لمهاجمة مملكة الدب ..امر جيوشه بالاستعداد والانطلاق باتجاه مملكة الدب وفي الجبل الاسود حيث استعدت الاخوات للدفاع عن الجبل وبيت الاخوات من الكهنة وجيشهم وقمن بتحصين الجبل ونشر الدببة حول الجبل وقمن بتنفيذ خطة كازانتا بان تختبئ معظم الاخوات وان لا يظهرن وان ترتدي ثلاثة الاف اخت الازياء واكثرها اغراءا وان يظهرن امام عيون جيش الكهنة طوال الليل ولا يفصل بينهن وبين جيش الكهنة الا الدببة وبعد ايام وصل جيش الكهنة الجبل الاسود وحاصره من كل الجهات واعطيت الاوامر للجيش بقتل كل من يعيش في الجبل وبعد ان اخذ الجيش قسطا من الراحة وقرر البدء بالهجوم فوجئ بعدد كبير من الدببة تحيط بالجبل وتنتشر بين الاشجار ..احتار الكهنة بما سيفعلونه فان هاجموا الجبل ستهاجمهم الدببة وان قتلوا الدببة فهذا يعني انهم قتلوا الالهة ومرت ثلاثة ايام ولم يعرف الكهنة كيف سيمرون عبر الدببة لاقتحام الجبل ..
وفي اليوم الرابع قرروا ان يخيفوا الدببة بالنار واذا لزم الامر ان يقتلوها وبرروا ذلك للجنود ان الدب الابيض الاله الاكبر امرهم بقتلها وفي اليوم الخامس بدءو باقتحام الجبل ومهاجمة الدببة واستطاعو قتل اكثر من الفي دب وقتل منهم المئات ولم يتوقف القتل الا حين ظهرت الحسناوات باجمل ثيابهن تحمل كل واحدة بين ذراعيها دب صغير لم يبلغ من عمره عدة ايام… منظر الحسناوات المغري وطريقة حملهن للدببة ببراعة والروائح المنبعثة منهن والتي قمن باعددهامن الاعشاب وقمن باحراقها ، حيث ان حرقها يثير الشهوة عند البشر ويسبب حالة هيجان للدببة جعلت الجنود يفقدون صوابهم ولا يفكرون بشيء الا بالحصول على هؤلاء الحسناوات واطفاء نار الشهوة المشتعلة باجسادهم والتي غلبت على نار القتل فبدأوا يصعدون الجبل ويحاولون تجاوز الدببة ولا يفكرون الا بالحسناوات.
اما الاخوات الحسناوات بعد ان تأكدن من اقتراب الجنود منهن وضعن الدببة الصغيرة على الارض ليتجه كل دب باتجاه امه وانسحبن بهدوء الى مركز الجبل،الدببة التي رات الجنود تقترب منها ومن ابنائها اصابهن حالة هيجان للدفاع عن ابنائها ولم يستطع الجنود مقاومة حالة الهيجان القوية التي اصابت الدببة فانسحبوا وهربوا بعد ان جرح منهم وقتل المئات وحل الليل وعاد الجنود مرهقين مرعوبين الى المعسكر ليناموا على ان يتجهوا في اليوم التالي الى الجبل ويحصلوا على الحسناوات، ناموا تلك الليلة عميقا خاصة انه لا يوجد شيء يقلقهم سوى الدببة.
وما ان انتصف الليل حتى تسلل جيش الاخوات المدرب على القتال ليلا المكون من عدة الاف الى المعسكر وقمن باختطاف اكثر من ثلاثمائة قائد للجيش وقتلن في طريقهن المئات ومع الفوضى الكبيرة التي خلفها الهجوم المباغت والذي لم يفهم ولم يعرف احد من قام به ومن اين وهل قتل الجنود بعضهم بعض في ظلام الليل فقتل منهم العشرات واصيب المئات ولم يتوقف القتال الا بعد ان بزغت الشمس وتبين لهم انهم يقاتلون بعضهم البعض ولملموا انفسهم وبدء الكهنة بالبحث بين الجثث لعلهم يجدون جثة غريبة تشير لهم من هو العدو الذي هاجمهم وهل معقول ان الاخوات قادرات على القتال ولكنهم لم يجدو اية جثة.
اما الاخوات في الجبل وبناءا على خطة كازانتا فقد اخذن قتلاهن وجرحاهن من الاخوات قبل الانسحاب وكان قد جرح اكثر من ثلاثمائة اخت وقتل اكثر من سبعين في هذا الهجوم.
وفي اليوم السادس قرر الكهنة بالرغم من ان جيشهم مرهق ولم ينم طوال الليل قرروا الهجوم لاحتلال الجبل وانهاء هذه المعركة التي اخذت منهم وقتا اكثر مما تستحقه وخاصة انه لا يوجد من يقاتلوه سوى الدببة وبدأ الجيش بصعود الجبل من كل الاتجاهات وتوقفوا فجأة ودب الرعب في قلوبهم حينما رأوى عشرات الكهنة وقادة الجند معلقين على الاشجار وهم احياء وقد فقئت اعينهم ويصرخون من شدة الالم.
الجنود خافوا وبدأوا يتراجعون من هول ما راوا وظنوا ان الالهة الدب تحذرهم وتعاقبهم على قتلهم للدببة اما الكهنة الذين ادركوا ان هذا من عمل الاخوات بذلو جهدهم باقناع الجند ان ما حدث للقادة والكهنة هو من اعمال بنات الجبل لم يصدق الجند ان تلك الفتيات الجميلات اللواتي تفوح منهن رائحة الجنس قادرات على عمل هذا .
ومر اليوم كله والكهنة يرفعون من معنويات الجند حتى استطاعوا ان يعيدوا الثقة بين صفوف الجند ويهيؤهم للهجوم الكبير وقرر الكهنة ان يقوم الجند باحراق الغابات المحيطة بالجبل قبل الهجوم حتى تهرب الدببة ليستطيعوا الصعود للجبل ..وفعلا استعد الجيش لاحراق الغابات حتى يتسنى لهم الهجوم عند الصباح ولكن كان جيش ملك الدببة قد وصل الى موقع الجبل بعد ان مر اسبوع على اعداده لجيشه واللحاق بجيش الكهنة للانتقام من موت ابنائه وكان جيش الملك يعد اكثر من ثلاثمائة الف مقاتل ولم يكن الملك لينتظر حتى يرتاح جيشه فنار الانتقام تحرقه من الداخل وبدأ الهجوم على جيش الكهنة الذي اصابته الدهشة والحيرة والاستغراب فما الذي يدفع الملك وجيشه لشن الحرب عليهم.
قادة الاخوات قمن بالاتصال بكازانتا عن طريقة التخاطر التي علمتهن اياها …وكازانتا لم تكن تبعد عن مملكة الدببة الا مسافة يومين وهي قادمة على راس جيش الذئبة الضخم فابلغتهن كازانتا ان يحرصن على ان تستمر المعركة بين جيش الكهنة وجيش الملك لعدة ايام حتى تستطيع الوصول مع الجيش واعطتهن الخطة.
درست الاخوات الخطة وبدأن بتنفيذها وكانت المعركة الطاحنة بين جيش الملك وجيش الكهنة قد اسقطت الالاف من القتلى في اليوم الاول وعلم جيش الكهنة ان المعركة ان لم تتوقف فسيهلك جيشهم بالكامل.
الاخوات قمن بسحب الدببة من جزء كبير من الجبل وارسلن للكهنة رسالة تبلغهم بانهن على استعداد للاستسلام لهم ان وافقوا على ان يطلبوا من الالهة ان تسامحهن وتغفر لهن وللبرهان على صدق نواياهن فقد انسحبن من الجزء الغربي للجبل ليقوم الكهنة باحتلاله .. حينما سمع الكهنة برسالة الاخوات وتاكدوا فعلا ان الجزء الغربي من الجبل لا يوجد فيه شيء يعيقهم لاحتلاله فرحوا وشعروا ان هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيعوا بها حماية انفسهم من جيش الملك وشكروا الالهة وانسحبوا باتجاه الجبل وهكذا استطاعوا كسب عدة ايام
“الحرب بين كهنة الدب وملك الدب “
وجد الملك صعوبة في القضاء كهنة الدب بعد ان تحصنوا بالجبل واستمرت المعارك لعدة ايام قتل خلالها عشرات الالاف من الفريقين وكلما حاول الكهنة الاتصال بالملك للتفاهم معه وعرض الاستسلام عليه كان جيش الاخوات يهاجم معسكر الملك ليلا ويقتل العشرات منه مما اغضب الملك فرفض اي حديث مع كهنة مملكته.
كازانتا دخلت مع ملك الذئاب وجيشه الى مملكة الدب دون اية مقاومة تذكر وخاصة ان جيوش المملكة تتقاتل مع بعضها البعض بجانب الجبل الاسود فقامت كازانتا باحتلال القصور واقنعت الملك الذئب ان يقتل كل الكهنة لانهم سر قوة مملكة الدب حاول كهنة الذئب ان يعدلوا الملك عن رأيه حتى لا يقتل كهنة الدب لان الكهنة ممنوع عليهم ان يقتلوا بعضهم البعض بناء على اوامر المعبد الرئيسي لكل الكهنة في العالم على اختلاف الهتهم ..وثقة ملك الذئاب بكازانتا وبقدرتها على التنبوء بالمستقبل وخاصة انه تحقق ما وعدت به الملك بدخول مملكة الدب دون ان يقتل له جندي جعله يصغي لها ويقتل كل من وقع بين يديه من كهنة الدب متجاهلا مشورة كهنته.
“الحرب بين ملك الذئاب وملك الدب “
تحرك جيش الذئاب باتجاه الجبل الاسود لمحاصرة جيش الملك وجيش الكهنة بناء على خطة كازانتا وعندما وصل الجيش على مقربة نصف يوم من الجبل الاسود طلبت كازانتا من الملك ان يبقى جيشه مرتاحا وان يقسمه الى ثلاثة اقسام وان لا يخوض المعركة الاولى الا قسم واحد وان يتجنب القسمين الاخرين التدخل لحين اللحظة المناسبة التي ستبلغه بها الالهة عن طريق كازانتا.
وهكذا بقي جيش ملك الذئاب مختبئا مكانه لمدة ثلاثة ايام لا يتحرك من مكانه بانتظار اوامر كازانتا وكانت كازانتا على اتصال مع الاخوات بطريقتها وتتطلع على مجريات المعارك جانب الجبل بين جيش الملك وكهنته …المعارك التي لم تتوقف بين الجيشين لا في الليل ولا في النهار والتي قضت على اكثر من سبعين الفا من جيش الكهنة وثلاثين الف قتيل من جيش الملك واكثر من ثمانين الف جريح اغلبهم من جيش الملك وخاصة ان جيش الكهنة متحصن بالجبل.
وبعد معارك طاحنة اعلن ما تبقى من جيش الكهنة استسلامه ووافق الملك على استسلامهم وخرج وفد الكهنة الى الملك للاتفاق على الاستسلام وقبل ان يصل الوفد كان القسم الاول من جيش ملك الذئاب قد بدأ بالهجوم على جيش الملك ودبت الفوضى والذعر في صفوف جيش الملك وبقي القتال لساعة متاخرة من الليل وانفصل الجيشين عن بعضهما لينال كل منهم راحته.
“خطة كازانتا للقضاء على كهنة الدب وكهنة الذئب”
ورغم ان جيش الملك الدب يفوق بعدده القسم المهاجم لملك الذئاب الا ان كازانتا اصرت على ان لا يتدخل بقية جيش الذئاب في المعركة , وفي الصباح شن القسم المحارب من الذئاب هجوما على جيش الملك من الخلف وقامت الاخوات بهجوم مع مئات الدببة على ما بقي من جيش الكهنة المرهق الذي فر باتجاه ساحة المعركة بين الذئاب والدببة لينجوا بحياته ونجحت الاخوات مع الدببة بقتل الالاف من جيش كهنة الدب ودفع الباقي للهرب بهلع من الجبل و حينما راى جيش الملك ما تبقى من جيش الكهنة يخرج من تحت الاشجار ظن انهم يهاجمونهم فهاجمهم جزء من جيش الملك وقضى عليهم بلا استثناء او رحمة واستمرت المعركة التي اوقعت عشرات الالاف في يومين بين جيش الذئاب وجيش الدببة حتى ساعة متاخرة من الليل وبعد ان ارهق الجيشين وانفصلا لياخذا قسط من الراحة ….
ما ان مرت عدة ساعات على انفصال الجيشين حتى امرت كازانتا بقية فرق جيش الذئاب التي كانت خارج المعركة بالهجوم الليلي على جيش الملك الدب وفوجئ جيش الملك بالهجوم وخاصة انه مرهق وان الجيش الذي هاجمه يفوقه عددا ففر الملك وجيشه باتجاه الجبل تاركين ورائهم العتاد والمؤن واستطاع جيش الذئبة ان يقتل نصف جيش الملك الدب في هذا الهجوم.
اشرقت الشمس وعشرات الالاف من الجثث تغطي محيط الجبل وفرح ملك الذئاب بهذا النصر العظيم.
فقالت له كازانتا لن يكون نصرك الا بعد القضاء على ملك الدببة وجيشه والذي تحصن الان بالجبل ولن يكون القضاء عليه سهلا.
وفي نفس الوقت اتصلت كازانتا بالاخوات وطلبت منهن ان يمددن ملك الدببة بالمؤن والسلاح وكان هدفها ان تضمن استمرار المعارك حتى يتم القضاء على كل الكهنة من الطرفين.
وتوجهت الاف من الاخوات حملن المؤن والسلاح لملك الدببة كهدية من كازانتا ففرح الملك وشكر الاخوات على انقاذهن له في الوقت المناسب واخذ يرتب جيشه للمعركة غير المتكافئة.
فقالت له احدى الاخوات: ان كازانتا تقول لك علـى لسان الهك الدب انه من اجل انتصارك في هذه المعركة عليك ان تقتل كهنة الذئب لان هذا سيقضي على جيش الذئب وهكذا نجحت خطة كازانتا بان تجعل المعركة تستمر لاكثر من عشر ايام يركز بها ملك الدببة كل طاقته على قتل اكبر عدد ممكن من كهنة الذئب حتى ولو قتل عشرة جنود مقابل كل كاهن واستمرت المعارك وسقط فيها اكثر من مئة وخمسين الف من كلا الطرفين وقتل فيها الثلاثة الاف كاهن الذين كانو بصحبة الملك الذئب فتنفست كازانتا الصعداء بعد ان تخلصت من كهنة الذئب كما تخلصت من كهنة الدب قبله…ووجدت ان المعركة يجب ان تنتهي فقالت لملك الذئاب : لقد حدثني الاله الدب ويقول انه سيساعدك بالقضاء على اعداءك اليوم ولكن لديه مطالب.
فقال ملك الذئاب : انا موافق على كل ما تطلبه الالهة .
“القضاء على ملك الدببة وجيشه”
فاخبرته كازانتا بشروطها ووافق عليها ملك الذئاب كاملة.. فاعدت كازانتا جيش الذئاب ووزعته واتصلت بالاخوات فقامت الاخوات بخدعة الروائح وأبناء الدببة وتركت الدببة في حالة هيجان للهجوم على جيش الملك الدب من اعلى الجبل فوقع الارتباك في صفوف جيش الملك الدب وبدأ بالهرب الى اسفل الجبل وبعد ساعات بدأ جيش الذئاب بالهجوم على جيش الدببة وقتله عن بكرة ابيه وانتهت المعركة التي كانت اقصر معركة في ذلك التاريخ فاحتفل ملك الذئاب بالنصر واراد ان يصعد الجبل فمنعته كازانتا بحجة ان هذا الجبل سيجلب عليه النحس وفي داخل كازانتا كانت تفضل ان تموت قبل ان يدوس قمة هذا الجبل ايا كان.
خطة كازانتا للقضاء على ملك الذئاب وكهنته
عاد ملك الذئاب بصحبة كازانتا الى القصور ،واخذوا يحتفلون بالنصر ووضعت كازانتا عدة الآف من الاخوات حول الملك وقادته ليشغلنهم ليل نهار واستطاعات كازانتا ان تستغل غياب الكهنة وان تغير القوانين وطلبت من الملك على لسان الالهة الدب والذئب بمناسبة هذا النصر العظيم ان يجعل الكهنة في المعابد من النساء…..فغضب الملك كيف تكون النساء في مراكز عبادة الالهة…
فهدأت كازانتا من غضبه وقالت: هذه مشيئة الالهة الدب والذئب فانهما يريدا ان يقوم على خدمتهم من يتحمل اسوأ الامور من اجلهم فالرجال الذين حولهم الكهنة السابقون الى نساء يجب ان يكونوا كهنة ، بعد ذلك يقومون باعادتهم الى حالتهم الاولى والنساء سيمتحنوهن وبعد ذلك سيعطون الشرف لمن يستحقه ويحولوهن الـى رجال ولا تنسى ايها الملك اني رجل والنصر الذي احرزته برضا الالهة عنك فاقتنع الملك وخاصة ان النتيجة النهائية ان يكون الكاهن رجلا وان الاله يحق له ان يختبر ايمان كهنته.
واستغلت كازانتا الفرصة واقنعت الملك بانها يجب ان تذهب الى مملكة الذئاب لتختبر ايمان الكهنة هناك ووفائهم للملك فوافق الملك وارسل معها جيشا واوامر تمنحها السلطة لعمل ما تشاء وما يرضي الالهة فاسرعت كازانتا باتجاه مملكة الذئاب بعد ان اوصت الاخوات ان لا يتركن الملك واعوانه الكبار للحظة واحدة فقمن بذلك واشغلنهم ليل نهار.
ووصلت كازانتا الى مملكة الذئاب بعد عدة ايام ولم تكن كازانتا لترتاح مادام كاهن واحد حيا لانها تعلم ان معبد الجن والبشر قد اكتشف امرها وعاجلا ام اجلا سيصل الخبر لكل الكهنة.
وعندما وصلت كازانتا ولكي لا تثير غضب الشعب لو قامت بقتل اي كاهن اعدت احتفالا كبيرا واعلنت فيه عن نصر الملك والاله الذئب وان الالهة قد امرت باختيار كهنتها من الرجال والنساء المؤمنين الاوفياء للملك وان النساء سيحولن الى رجال ان رضي عنهن الاله الذئب بنفسه.
وبهذه الطريقة وضعت كهنة الذئب في مازق كبير وتوجب عليهم دخول الساحة مع الذئاب المفترسة فحاولو ان يقنعوا من حولهم بان هذا ليس راي الالهة ولكن حجة كازانتا اقوى واجتمع الناس في المعبد وفتحت ابواب الساحة للمتطوعين للدخول بين مئات الذئاب فتطوع بعض الرجال والنساء الا ان الذئاب افترستهم بسرعة ودخل عدد من الكهنة لانهم مجبرين لياكدوا ايمانهم امام الناس ولكن الذئاب افترستهم فدخلت بعض اخوات كازانتا والتي كانت كازانتا قد علمتهن سابقا كيف يتعاملن مع الذئاب وكيف يسيطرن عليهم فلم تفترسهن الذئاب واعلن عنهن “كاهنات”بموافقة الالهة الذئب وهكذا ولمدة ثلاثة ايام كانت الذئاب تقوم بافتراس كل متطوع او كاهن يدخل الساحة الا “الاخوات” فهرب الكثير من الكهنة ولكن كازانتا كانت لهم بالمرصاد فتقبض عليهم وتعيدهم الى الساحة ومع نهاية الايام الثلاثة استطاعت كازانتا ان تقضي على اخر كاهن في مملكة الذئاب وتعين كهنة جدد من اخواتها او من المخلصين للاخوات من الرجال.
وهكذا استطاعت كازانتا ان تسيطر بالسر وبالخفاء على اجزاء كبيرة من مملكة الذئب واستطاعت ان تقتل الكثير من الاوفياء للملك
وان تنشر تعاليم الاخوات ولغتهن بالسر وتعدهن للمستقبل وبما ان الكهنة من الاخوات فقد وضعت لهن خطة للقضاء على كل اصحاب النفوذ في المملكة واستبدالهم بمن هم اوفياء للاخوات وعادت كازانتا الى مملكة الدب حيث وجدت الملك الذئب ما زال غارقا بملذاته وبشهوة النصر لا يدري ما يحيط به وكانت الاخوات قد اغلقن عليه القصر ولم يدعن ايا من قادة جنده او ايا كان ان يلتقي به بناء على اوامر كازانتا وهنا بدأت كازانتا وتحت اسم الالهة بتقسيم الجيش الى عشرة اجزاء وتعين قادة جدد لكل جزء من اجزاء الجيش وارسال كل جزء الى منطقة مختلفة ومنعت اتصال اي فرقة من الجيش بالاخرى وبعد ان قامت بكل الترتيبات وكان ما زال الملك واعوانه وقادته ويبلغ عددهم اكثر من خمسمائة غارقين في الملذات والمتع التي اعدتها لهم الاخوات ليبقينهم في (سكر) دائم .
قامت بجمعهم داخل القصر الكبير واقامت لهم احتفالا كبيرا شربوا فيه الذ المشروبات التي لم يعرفوها في حياتهم ورقصوا وغنوا ومارسوا كل انواع الملذات وكانوا في قمة السعادة وقبل ان تشرق الشمس بلحظات قامت الاخوات باغلاق كل المنافذ في القصر ووقفت كازانتا وفردت شعرها ووقفت كل الاخوات من خلفها وقالت للملك واعوانه:
“ستشرق شمس هذا اليوم ويبدأ عصر الاخوات”…
ورفعت كازانتا يدها وكذلك فعلن كل الاخوات وبصوت واحد هز القصر هتفن بكلمات من لغتهن “اخوات الى الابد .. اخوات في كل جيل ”
واخذ الملك واعوانه يتساقطون الواحد تلو الاخر بعد ان نفذ مفعول السم الذي اعدته الاخوات واشرقت الشمس وقمن بدفن الملك واعوانه في ساحة القصر واغلقن القصر ووضعن عليه حراسة حتى لا يدخله ايا كان ، واعلنت كازانتا للشعب ان الملك واعوانه في اجتماع مع الالهة الدب والذئب وحين ستسمح الالهة سيخرجون من القصر وان كان هناك من يشتاق لرؤويتهم فبامكانه الانضمام الى اجتماعهم.
سيطرت كازانتا على مملكة الدب والذئب بسرعة ووحدتها في مملكة واحدة اطلقت عليها مملكة الاخوات وجعلت قيادتها في الجبل الاسود الواقع على حدود المملكتين واطلقت على الجبل اسم بيت الاخوات.
وفي السنة الاولى استطاعت ان تقلب وتغير معظم القوانين وتاسس جيشا جديدا… وتطلق الاسماء على كل مولود يولد في المملكة وتنسبه الى امه …. وفي السنة الثانية استطاعت ان تسيطر علـى كل البلدات وتقضي على امرائها وتفكك جيوشها الخاصة وتعين لكل بلدة مسؤولة من الاخوات والغت نظام العبودية والجواري عن النساء والقرابين للالهة وفي السنة الثالثة الغت نظام الكهنة والمعابد وقتلت الدب الابيض الكبير الذي كان يرمز لاله المعبد في احتفال كبير ومنعت قتل او سجن اي دب آخر وقتلت عددا كبيرا من الذئاب واعلنت كازانتا انها امراة ولن تتحول الى رجل وقالت للشعب : لو كنت رجلا لتحولت الى امراة وكان معظم الشعب يدين لها بالطاعة على اعتبار انها مبعوثة من الالهة الدب والذئب وانها ستتحول مع كل الكهنة من النساء الى رجال ….ومنعت عبادة الدب والذئب وبقية الحيوانات الاخرى التي كانت ترمز الى الالهة واعلنت قانون الاب بحيث يكون لكل مولود ابا معروفا بحيث يتوجب على كل امرأة الاعلان عن والد من أنجبت واستطاعت ان تعيد جيوش المملكة التي فرقتها في السابق لتحكم السيطرة عليها وقامت بتنظيمها من جديد بناء على قواعد وقوانين النظام الجديد ولم يكن فرض النظام والقوانين الجديدة يمر بسهولة بل تخلله كثير من الثورات والتمرد ولكن كازانتا التي حافظت على نظام الاخوات بسرية وابقته متماسكا وجعلته متنفذا في كل انحاء المملكة لم تكن لتغفل عن كل صغيرة وكبيرة فكل تمرد يتم القضاء عليه حتى قبل ان يبدأ … ولم يكن احدا ليجرؤ على مخالفة القوانين لانهم على علم ان عيون الاخوات في كل مكان ولم يكونوا ليستطيعوا تمييز الاخت من غيرها فلا يعرف الاخوات الا الاخوات وكازانتا لم تكن لترحم وهكذا تحولت مملكة الاخوات الى جنة لا يوجد فيها متر واحد لم يزرع فيه شجرة وانتهى عصر الجوع والخوف والعبودبية والفوضى وانتشر الامان والسلام والمحبة والحرية وسمحت كازانتا بان تقوم الاخوات بتعليم الناس جزءا من”علوم الحياة” والتي اقتصرت تعليمها على الاخوات وكان الجزء المسموح بتعليمه هو الخاص بتطوير المملكة.
ورغم الامن والاستقرار والقوة الكبيرة التي ملكتها كازانتا الا انها كانت تعرف ان الوقت يمر بسرعة وان المعبد الرئيسي المشترك سيشن عليها حربا يجب ان تستعد لها وتتوقعها في اي لحظة وعليه لم تكن كازانتا تنغر بجيوشها بل كانت معتمدة على الاخوات او من ثبت اخلاصه ووفاءه للاخوات وبدأت كازانتا بنشر الاخوات في الممالك المحيطة الصغيرة والكبيرة ونشرت تعاليم الاخوات سرا وانشات لها في كل مملكة بيتا للاخوات سرا لا يعرف بوجوده احد وبدأت تحتل ممالك الغرب مملكة تلو مملكة ومعظم الممالك استطاعت دخولها والسيطرة عليها دون حرب ومقاومة بعد ان كانت الاخوات يسيطرن على القصور ويقتلن الكهنة دون ان يشعر احد بذلك ولم تمر عدة سنوات حتى استطاعت كازانتا والاخوات السيطرة على كل ممالك الغرب واقامت اكبر نظام للاخوات ورغم اتساع مملكة كازانتا لتضم الغرب كله وامتلاك الاخوات لاكبر جيوش العالم قوة ونظاماً الا انها كانت تعلم ان حربها الحقيقية لم تبدأ وان الخطر الحقيقي قادم لا محالة وبذلت كل طاقتها في اعداد الاخوات والحفاظ على سرية الاخوات برغم ان الكثير من الاخوات لم يتفهمن جدوى السرية وخاصة انه لم يبقى في الغرب كله عدو تخشاه الاخوات……الكثير من الاخوات اخذن بالتفاخر امام الجميع بكونهن من الاخوات مما دفع كازانتا بفرض عقاب صارم على كل من تفشي سر الاخوات لاي كان غير الاخوات…ولم تكن كازانتا تضم في صفوف الاخوات الا القلائل اي واحدة من كل مئة فتاة.
المعبد الرئيسي وبداية الحرب الحقيقية ضد كازانتا
اجتمع كبار كهنة الجن وكبار كهنة البشر في جو مشحون بالغضب والكره والخلاف والأنقسام وكل جانب يكيل الاتهامات للجانب الاخر.
فقال كهنة البشر لكهنة الجن: لقد اعطيناكم الشرق كله واقمتم فيه ممالككم وبنيتم معابدكم وسيطرتم على بني الجن والبشر فيه ومن الشرق استطعتم السيطرة على جزء كبير من عالمكم وبرغم قوتكم وخواصكم الا انكم قد خسرتم كل الشرق ولم يبقى معبد واحد لكم هناك وحرق معظم كهنتكم ونحن كنا نظن انكم حليفنا الذي به لن نهزم ولكن تبين لنا انكم بحاجة الى من يساعدكم فكيف سندير هذا المعبد معا وانتم مهزومون هاربون من وجه مجموعة من النساء فغضب كهنه الجن…
وقالوا : لو لم تخسروا انتم الغرب لما خسرنا الشرق خسارتكم للغرب هي احد اسباب خسارتنا لقد زودناكم بالمعلومات وحذرناكم من الجبل الاسود وطلبنا منكم ان تقضوا على كازانتا فورا مهما كلف الثمن ولكنكم بغروركم البشري استهترتم بها حتى قتلت كهنتكم ودمرت معابدكم واحتلت ممالككم فلا “تعايرونا ” وحالكم ليس بأفضل من حالنا وألم تهربوا من وجههن ايضا واحتد النقاش بين الكهنة وتبادلوا اقسى انواع الشتائم فيما بينهم …
حتى وقف رئيس الكهنة العجوز والذي يبلغ عمره اكثر من سبعمائة عام وقال لهم : لا يهم يا كهنة الجن والبشر من سبب الهزيمة ومن الذي كان السبب في خراب معابدنا وممالكنا ..عدوكم واحد ان لم تستعدوا وتهاجموه فسيهاجمكم ولم يبقى لكم غير هذا المكان فهل تضيعوا الوقت في الاختلاف وتنتظروا وصول عدوكم اليكم….والان قولوا لي من هو عدوكم .
فقالوا معا: كازانتا..
فقال : ومن هي كازانتا وما هو اصلها ومن اين جاءت..؟
فقال كهنة البشر: انها من الجن ..؟
وقال كهنة الجن: انها من البشر..؟
فقال :وكيف تأكدتم من ذلك..؟
فقال كهنة البشر : قدرة انتقالها من مكان الى اخر تؤكد انها ومن حولها من الجن .
فقال كهنة الجن : هذا ليس صحيح فمواصفات كازانتا وقدرتها وخواصها واستخدامها للمادة بشكل كامل وظهورها في كل الاوقات وفي كل دورة للشمس والقمر تؤكد انها من البشر ولا يمكن لاحد ان يشككنا بذلك فهي ومن حولها من البشر
واحتد النقاش من جديد حتى تدخل الكاهن وقال: اذا وبرغم من كل خبرتنا وقوتنا لا نستطيع ان نميز من هو عدونا .
والان قولوا لي : هل كازانتا التي دمرت معابد البشر في الغرب وكازانتا التي دمرت معابد الجن في الشرق واحدة ام اثنتان.
فصمت الكهنة ولم يجدوا اية اجابة .
فقال الكاهن : اذا كانت كازانتا في الغرب هي نفسها كازانتا في الشرق وانتم لا تستطيعوا ان تميزوا ان كانت من الجن او البشر.
فهذا يعني ان النبوءة القديمة بأجزاءها قد تحققت وولد مولود نصفه من الجن ونصفه من البشر فكيف يحدث هذا وما طبيعة الرحم الذي حملها …
فتوحد راى معظم الكهنة ان هذا مستحيل الحدوث لاختلاف خواص البشر عن خواص الجن.
فقال الكاهن: اذا اتفقنا على رأي موحد بأن هذا مستحيل وهذا يعني ان كازانتا اثنتان وليست واحدة ولا بد ان تكون واحدة من البشر وواحدة من الجن واحدة تقاتل في الشرق وواحدة تقاتل في الغرب فمن هي كازانتا الجن ومن هي كازانتا البشر .
فقال كهنة البشر: التي تقاتلنا من الجن ..
وقال كهنة الجن: والتي تقاتلنا من البشر ..
واختلفوا من جديد وكل منهم اخذ يقدم حججه
فقال الكاهن : وانا اعتقد انكم مخطئون فلا يوجد ما يؤكد رأيكم .
فقال كهنة الجن: كازانتا الشرق عاشرت وانجبت .
فقال كهنة البشر: وكازانتا الغرب عاشرت وانجبت .
فقال الكاهن: اذا كيف نتأكد..ابنة الجن لا تنجب الا من الجن وابنة البشرلا تنجب الا من البشر
فقال الكهنة: نصل الى الذكور الذين عاشروهما وانجبوا منهما لنتأكد هل هم من الجن ام البشر.
فقال الكاهن: من خلال الذكور لن تستطيعوا ان تتأكدوا وتقطعوا الشك باليقين فربما الذكور الذين عاشروهما ليس هم من انجبتا منهم ..ولكن للتأكد يجب الوصول الى نسل كازانتا ومنه نستطيع التعرف على طبيعة كازانتا.
فقال الكهنة : وكيف يمكن ان نصل الى ذرية كازانتا الشرق او الغرب وهذا سيستغرق منا سنين طويلة ان لم يكن هذا مستحيل .
فقال الكاهن : اولا يجب ان نحدد نوع كازانتا حتى نعرف كيف نحاربها
ثانيا :يجب ان نعرف القوة التي تملكها ..
ثالثا : يجب ان نعرف كيف استطاعت كازانتا خلق الف الف كازانتا في كل مكان ويجب ايضا ان تخرج كل اسرار المعبد لمواجهة كازانتا .
فقال الكهنة: اننا لا نملك الوقت فقد تقرر كازانتا مهاجمة (المركز)
فقال الكاهن الكبير: اطمئنوا كازانتا بحاجة لسنوات طويلة قبل ان تقرر مهاجمة ممالك الوسط وهي تعرف جيدا انها لو هاجمت في هذا الوقت فلن تنتصر على جيوشنا الكبيرة وهي تخطط ان تقوم جيوشنا بالمهاجمة اولا فان هاجمنا كازانتا الشرق فستتحرك كازانتا الغرب لاحتلال الوسط وان هاجمنا الغرب فستتحرك كازانتا الشرق لاحتلال الوسط وان هاجمنا الشرق والغرب معا فقد نضطر لخوض معارك قد تستمر عشرات السنين دون ان نحقق نصرا ولهذا افضل ان نبقى على رأينا الذي اخذناه قبل سنوات طويلة وان نستعد لحين حلول الفرصة المناسبة ومن ثم نقرر نوع الهجوم وطريقته.
واتفقوا فيما بينهم وكلفوا كبار الكهنة لوضع الخطة السرية للقضاء على كازانتا.
وقاموا بارسال الالاف من الجواسيس من الكهنة الصغار الى الغرب والشرق وبعد ان عادوا واحضروا معهم كل ما طُلب منهم وقف احدهم.
وقال : ان ما وصلنا اليه ان كازانتا تملك خواص الجن والبشر معا وهذا شيء لم نعهده من قبل ولا ندري كيف يكون ، فهي تستطيع ان تنتقل من مكان الى اخر بسرعة متجاوزة جسدها المادي وفي نفس الوقت لديها القدرة على الظهور في كل مكان وزمان وبهذه الطريقةجمعت بين خواص الجن والانس معا وكل من يحيط بكازانتا لا يعلم ان كانت هي من الجن ام من الانس .. لقد عاشرت كازانتا العشرات من الرجال وحملت وانجبت منهم وقامت باخفاء نسلها ويبدو انها كانت حريصة على ان لا يصل الى نسلها احد حتى لا يحدد طبيعتها … وقد قامت كازانتا بتبني مجموعة من الأطفال قامت بتربيتهم ولا تستطيع الجزم ان كانوا فعلا ابنائها ام انها تبنتهم ام انها قصدت بهذه الطريقة زرع الشك في نفس كل من يحاول ان يتعرف على طبيعتها من خلال نسلها ولقد نجحت بذلك فحتى يومنا هذا لا يستطيع أي كان ان يصل او يتاكد من نسل كازانتا .
وتبين لنا ان كازانتا استطاعت ان تفرض سيطرتها بالدهاء والمكر والقوة وتعتمد بذلك على النساء وتطلق عليهن اسم الأخوات وهن يجدن فنون وعلوم تُخضع أي كان لسيطرتهن ويطلق على هذه الفنون علوم الحياة واللواتي يجدن علوم الحياة كاملة يطلق عليهن اسم “الحارسات” ويستحال الوصول اليهن لان الواحدة منهن تفضل أنهاء حياتها على ان تفشي هذه الاسرار ولكن كازانتا سمحت بتعليم جزء صغير جدا من هذه العلوم للكثير من الناس لتطوير مملكتها وهذا الجزء لم يكن بالصعوبة الحصول عليه واكتسبت كازانتا حب الاخرين بمحاربة الشر ونشر الخير والمساواة بين الكل ولكن الكل يعرف بان كازانتا لا تثق الا بالنساء واستمر رُسل الكهنة بشرح ما جمعوه من معلومات عن كازانتا والاخوات لكبار الكهنة لعدة ايام .
فابتسم كبير الكهنة وقال “علوم الحياة والنساء” عصر جديد لن نهزمه اذا لم نفهمه لقد تحققت النبوءة وحان الوقت لأنهائها فكل علوم المعبد لا شيء يذكر مع علوم الحياة التي تملكها كازانتا والان حان الوقت لنستخدم سلاحها .
وبعد اجتماعات ومداولات استمرت لعام كامل قرر كبار الكهنة ولاول مرة منذ مئات السنين السماح للنساء بالأنضمام للكهنة وقاموا باختيار مئات الكهنة من النساء والرجال الأوفياء المخلصين للمعبد من الجن والانس واقاموا لهم معبد في باطن الارض واطلق عليه “معبد السحرة” .
واعتزل هؤلاء في باطن الأرض لا يخرجون منه ولا يرون النور ويقضون كل وقتهم في دراسة وصناعة السحر وبعد عدة سنوات توجه كبار الكهنة الى معبد السحرة واجتمعوا هناك مع سحرة المعبد واقاموا الاحتفال الكبير
الصراحة لمن شفتها هالقد طويلي كثير يئست اقراها بس طلعت رووووووووعه