للأب دور كبير في تربية الأطفال
تاريخ النشر: 24/07/14 | 11:37لقد شاع في مجتمعاتنا انحصار دور الأب في تأمين الحاجات المنزلية لعائلته بمنأى عن انخراطه في الحاجات اليومية لأولاده من تربية وتعليم وطبابة. إلا أنه، وخلال السنوات الفائتة، بدأت هذه النظرة تتغير، وتركّزت الأبحاث أكثر حول الدور الذي يؤديه الأب في تربية أولاده وانعكاسه الإيجابي على نفسية الأولاد وجوّ البيت عمومًا.
وبحسب ما أفادت ريتا مرهج في كتابها “أولادنا من الولادة حتى المراهقة” حول موضوع دور الأب في التربية، قالت: “أشارت الإحصاءات العالمية إلى أن الآباء يمضون 33% من وقتهم مع أولادهم، وهي نسبة عالية مقارنة بالوضع منذ عشرين عامًا (حسب إحدى الدراسات، يمي اليوم الأب ساعتين إلى ثلاث ساعات مع أولاده، بعدما كان يمضي معهم حوالي اثتتي عشرة دقيقة يوميًا قبل 35 عامًا). ولكن ليس الوقت هو المهم، إنما نوعية تواجد الأب في حياة أولاده”.
فغياب الأب عن المشاركة في التربية من شأنه أن ينتج عنه ردود فعل متنوعة عند أبنائه . فإمّا أن يصبح الطفل كثير الاعتماد على الآخرين او يخضع لهم، وإمّا يتصف الطفل بالسلطوية ويكون هو القائد في مجموعته الصغيرة. أضف إلى أن حنان الأب يجنّب الطفل الشعور بالقلق والخوف، ويزيد من إحساسه بالثقة بالنفس وتقدير الذات، ويحدّ من شعوره بالعدائية. فمن خلال التوجيه الأبوي القائم على النصح والإرشاد وتقويم الأخطاء، يتكوّن الضمير والمثال الأعلى للطفل.
أما إذا تعرّض الطفل لغياب الأب بشكل دائم، فقد يحدث له إعاقة في النمو الفكري والعقلي والجسمي. لذا من المهم ان يوزاي الأب بين الحضن الآمن وبين رب المنزل، بين المستمع والصديق وبين القدوة والمثال الأعلى لطفله. صحيح انها ليست بالمهمة السهلة لكنها ليست بالمستحيلة، فالطفل بحاجة الى أبيه كما أمه على حدّ سواء وإلا فإن غياب احد الطرفين سيؤثر على شخصية الطفل ونموه النفسي والعاطفي.
ولكي ينخرط الأب أكثر في تربية أولاده، نقدّم إليه النصائح التالية:
خصص وقتا كافيًا لطفلك: إن الوقت الذي يقضيه الأب مع اطفاله يؤثر جدا على نمو الطفل النفسي، لذلك ينصح بتخصيص وقت يومي معهم لأن ذلك سيشعرهم بالأمان والحنان الأبوي وسيكون من العوامل الأساسية لبناء شخصيتهم.
كن الصديق والأب والمستمع: على الزوج ان يتقن لعب الأدوار المترتبة عليه دون ان يسقط دورا على حساب أخر. فمن الضروي ان يستمع الأب الى مشاكل ابنائه ومشاركتهم احزانهم وافراحهم، فيكسر بذلك الحواجز الرسمية بينهما. فيصبح الأب الصديق والمستمع والمرجع الأول لأطفاله.
كن المثال الأعلى لهم: يتخذ الأطفال الآباء قدوة لهم بشكل تلقائي. إذ يسعون قدر الإمكان الى تقليد تصرفات أبيهم وبالتالي المضي بطريقه في تحمل المسؤولية والنجاح.
قم بالموازاة بين أدوارك في التربية: لا يمكن ان يغيب الأب ماديا ويتواجد فعليا او العكس. فكلا الشقين المادي والمعنوي مهم وضروري لحياة الطفلك.
الإجتماع حول المائدة: إن تناول وجبة واحدة على الأقل من الطعام مع الأطفال أساسي ومهم، لتكوين عائلة صحية. فالاجتماع حول المائدة للتحدث ومناقشة أحداث النهار.
وللزوجة نقول: “دعي زوجك يشارك في كل ما يخص اولادكما من أبسط الأمور الى أهمها. وبذلك سيشعر الأب انه متساو معك في تأدية أدوار الأبوة والأمومة”.
وفي النهاية من المهم جدا ان يدرك الزوج ان دوره كأب وكزوج لا ينتهي رغم مرور الوقت. فحتى بعد أن يستقل الطفل سيعود لأبيه مراراً وتكراراً ليطلب منه المعونة والنصح والاستفادة من خبراته. لذا فإن الأبوة لا تقف عند حدود الطفولة وإنما هي علاقة مستمرة، قوامها التجدد والتضحية.