الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
تاريخ النشر: 26/07/14 | 1:50أجمع العلماء على أن الإعتكاف مشروع في شهر رمضان، فقد كان النبى صلى الله عليه و سلم يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذى قُبض فية إعتكف عشرين يوماً، واعتكف اصحابه و أزواجه معه و بعده. شرع الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان المعتكف ممن يجب عليهم الجمعة ويتخلل مدة اعتكافه جمعة ففي مسجد تقام فيه الجمعة أفضل.
أركان الاعتكاف:
المعتكف يجب ان يكون مسلماً ، ممميزاً طاهراً من الجنابة والحيض والنفاس ، فلا يصح من كافر ولا صبي غير مميز ولا جُنب و لا حائض ولا نفساء
شروط الاعتكاف:
السنة ألا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه، ولا يجيب الدعوة، ولا يقضي حوائج أهله ، ولا يشهد جنازة ، ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد؛ لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه ” أخرجه أبو داوود 2473.
فضل وثواب الاعتكاف:
وردت أحاديث كثيرة في فضل الاعتكاف ولعل ذلك لكون الاعتكاف سنة مستحبة فهو بمثابة عبادة تجعل العبد أكثر قرباً من رحاب الله عزوجل:
فقد روى الطبراني والحاكم والبيهقي وضعفه عن ابن عباس قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين). ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5345). والخافقان المشرق والمغرب.
كما روى الديلمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5442) .
اعتكاف المرأة في المسجد:
المرأة إذا أرادت الاعتكاف فإنما تعتكف في المسجد إذا لم يكن في ذلك محذور شرعي ، وإن كان في ذلك محذور شرعي فلا تعتكف.
وفي “الموسوعة الفقهية” (5/212)
“اخْتَلَفُوا فِي مَكَانِ اعْتِكَافِ الْمَرْأَةِ: فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهَا كَالرَّجُلِ لا يَصِحُّ اعْتِكَافُهَا إلا فِي الْمَسْجِدِ , وَعَلَى هَذَا فَلا يَصِحُّ اعْتِكَافُهَا فِي مَسْجِدِ بَيْتِهَا , لِمَا وَرَدَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا ( أَيْ نَذَرَتْ ) أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهَا , فَقَالَ : ” بِدْعَةٌ ،وَأَبْغَضُ الأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ فَلا اعْتِكَافَ إلا فِي مَسْجِدٍ تُقَامُ فِيهِ الصَّلاةُ . وَلأَنَّ مَسْجِدَ الْبَيْتِ لَيْسَ بِمَسْجِدٍ حَقِيقَةً وَلا حُكْمًا , فَيَجُوزُ تَبْدِيلُهُ , وَنَوْمُ الْجُنُبِ فِيهِ , وَكَذَلِكَ لَوْ جَازَ لَفَعَلَتْهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ – رضي الله عنهن – وَلَوْ مَرَّةً تَبْيِينًا لِلْجَوَازِ”.