نداء …
تاريخ النشر: 24/07/14 | 18:26رفاقي، أصدقائي الأعزاء …
أتوجه إليكم على أثر الوضع الذي نعيشه اليوم، ومن خلال قلقي لما سيكون في المستقبل…
لا شك أن العلاقات بين المجموعات السكانية في البلاد آخذة بالتمزق، والانزلاق نحو هوة عميقة يوما بعد يوم على أثر الحرب الدائرة في قطاع غزة في هذه الأيام.
وخاصة بين العرب، واليهود حيث أن نداء أصحاب المناصب لمقاطعة المواطنين العرب في البلاد على أثر الاضرابات، والمظاهرات التي نظموها من منطلق القلق على مصير أقاربائهم في القطاع، هذا القلق الذي لا يختلف بشئء عن قلق الشعب اليهودي على مصير أي يهودي في أي مكان في العالم لا يساهم في صنع السلام، والأخوة بشيء، لا بل يصب الزيت على نار الحقد والكراهية.
وهكذا يصبح مجتمع بأكمله لانه ينادي من خلال قلقه على مصير أقربائه بوقف الحرب وايجاد حل للنزاع بطرق السلام العادل الحقيقي غير مخلص مما جعله يستحق المقاطعة في نظر من نادي بها من المسؤولين وأصحاب المناصب.
لم يقتصر تدهور العلاقات على علاقات العرب واليهود بل تعداها ليصيب علاقات اليهود مع بعضهم الذين يعارضون الحرب لانهم قلقون من نتائجها لذلك يرغبون بالتوجه من القلب إلى متخذي القرار ليقولوا لهم أن الحل لا يكمن في الحرب بل في الحوار وفي التطلع إلى حياة يسودها السلام، والاحترام، وبين مؤيدي الحرب الذين لا يؤيدون الحل بواسطة الحوار بل بواسطة قوة الذراع.
أيها السادة أود أن أذكركم بأن مواطني إسرائيل عربا ويهودا قد عاشوا جولة سابقة من الحرب على غرار الجوالة الحالية والتي أمل أن تنتهي قريبا بإذن الله كما انتهت سابقاتها. لكن المشكلة أننا سنبقى وسنستمر في العيش هنا سويا إلى جانب بعضنا البعض، لكن المؤسف هو أن هذه الحياة لن تكون خالية من البعد، والفرقة، وحتى من فجوات عميقة من الجفاء والبغض.
أصدقائي ليس في الحرب غالبا ومغلوب بل الكل خاسر وستكون المعاناة والقتل نصيب الطرفين الأمر الذي سؤدي إلى بكاء ودموع الأمهات اليهوديات والعربيات على حد سواء فألم فقدان وثكل الأعزاء لا يفرق بين الأديان والقوميات والا الالوان والأجناس لأن الأم هي الأم.
الطريق الوحيد الذي ليس سواه الذي يؤدي إلى حياة مشتركة يسودها الاحترام والهدوء المتبادل هي طريق السلام والحوار فقط.
فها هو التاريخ يشهد على ذلك بأن الصراعات تحل بالطرق السلمية، وبطريق الحوار فقط.
الوضع السائد الآن يقلقني جدا، لذا علينا جميعا أن نكون سفراء نسعى لرأب الصدع الحاصل بيننا والسعي إلى الحيلولة دون تعميقه أكثر فأكثر.
رجاء اعتبروا هذا كتوجه شخصي مني أطلب من خلاله من أصحاب المناصب، متخذي القرار، والقادة من جميع الأطراف أن يكونوا مثالا للمصالحة، السلام، والتآخي نحتذي به جميعا، والعمل على منع تعميق الصدع، والفرقة بين أبناء الشعبين اليهودي والعربي.
لنفعل ذلك لأجل أولادنا، فنحن سنستمر في العيش هنا أردنا أم أبينا.
مرفق وثيقة العدالة التصالحية باللغات الثلاثة العربية، والعبرية والانجليزية لتكون لنا أساسا لمستقبل أفضل، وخاصة في هذه الأيام، هذه الوثيقة التي كان لي الشرف أن آخذ نصيبا في صياغتها مع بعض الجمعيات، وكبار الأكاديميين القلقون مثلي.
مع فائق الاحترام
عرفات اسماعيل
قريه دهمش (مجلس افليمي عيمك لود)