لا نقول مقصرين ….بل عاجزين !
تاريخ النشر: 23/03/12 | 0:59يستغرب ويستهجن بعض المواطنين الفحماويين ,وخاصة أولئك الذين لا ينشدون التغيير ولا يؤمنون به, من تتبع وتقصي وجولات كتلة الاصلاح والتغيير التفقدية للأحياء في مدينة ام الفحم ولقاء المواطنين للوقوف عن كثب على حاجاتهم والاستماع لآلامهم ,وطلباتهم ,توقعاتهم وتطلعاتهم. ولا يخفى على أحد أن كتلة الاصلاح والتغيير عزمت بعد التوكل على الله طرح البديل في الانتخابات القادمة من منطلق المسؤولية والوفاء لاستعادة الأمن والأمان إلى أم الفحم بعد أن أصبح هذا الموضوع بالنسبة لكل المواطنين وبإجماعهم ,الهاجس والخطر المحدق.
لا شك أن طرح البديل يلاقي ترحابا من قبل فئات عديدة وشرائح مختلفة من المجتمع الفحماوي,وبالمقابل يلاقي حملة مضادة من قبل شريحة أخرى ,ولهم تحديدا نقول :
أولا : يا معشر الإخوة والأخوات ,إن انكار المرض لا يعني عدم وجوده .
ثانيا :وفي رد على الأخوة الذين يعيبون علينا تتبع أعمال البلدية ورصد الاخفاقات ,نقول لهم :عندما تتعطل سيارة أو طائرة أو غير ذلك ,ومن أجل اصلاحها يبحث الأخصائيون والفنيون عن الخلل الموجود كي يعالجوه ,وليس عن الجزء الصالح من السيارة أو الطائرة !وكذلك الانسان أيضا عندما يذهب الى الطبيب ويشكو ألما بالرأس مثلا ,ففي هذه الحالة يجب على الطبيب أن يبحث عن الأسباب والمسببات وليس أن يقول للمريض على سبيل المثال “لا تتألم ,اصمت , تغاضَ عن الألم ,لا تخبر أحدا بذلك , احمد الله ,انت أفضل من غيرك ,الا ترى انك تتمتع بنعمة البصر والسمع واليدين والرجلين وغيرك محروم من ذلك ؟ ” .هل تظنون أن هذا المريض المسكين والمتألم من رأسه سوف يقتنع ويكتفي بحديث الطبيب هذا ؟ أم سوف يبحث عن طبيب آخر يخلصه من ألمه ؟..وهذا هو حالنا في أم الفحم ….لدينا ما نعتز وبه ونفتخر…لكن لا يعني أن نتغاضى عن فوضى السلاح وثقافة الجريمة ..!! وفقدان الأمن والأمان ..! وغيرها من الأمور…
ثالثا :من البدهي جدا, وهي طبيعة ,قدرها الله لحكمة معينة, أنالشجر يعطي ثمرا لفترة معينة من الزمن , ولا يعطي نفس كمية الثمر بعد فترة من الزمن أيضا .وكذلك البشر…والعمل السياسي والبلدي والحركات والأحزاب و..,ولا يعد ذلك تقصيرا ,بل نوعا من أنواع العجز النابع عن الشيخوخة,ولله في خلقه شؤون.
رابعا :في ظل ما تشهده مدينة أم الفحم من تسيبوتراجع على كل الاصعدة والمستويات ,لا يمكن لمن أكل من ثمرها وخيراتها وشرب من مائها وتنفس هواءها أن يقف جانبا وينظر الى الحريق الهائل والذي يأكل الأخضر واليابس دون أن يحرك ساكنا..!,وعلى الأقل كما علمني أحد المدرسين يوما ما وقال لي :كن كالبلبل والذي يحمل في فمه قطرات من الماء وجاء ليطفئ حريقا هائلا بدلا من أن تكون متفرجا أو.. !.
خامسا :يسألني الكثير من الناس :هل لكتلة الاصلاح والتغيير رصيدا كافيا من المال وبالملايين… والكفيل لخوض الحملة الانتخابية القادمة.. وانتم تعلمون سر النجاح ..على حد قولهم…!! .أقول وبكل وضوح أن كتلة الاصلاح والتغيير لا تمتلك الملايين ولن تطرح البديل من أجل هوى نفس أوحظوظ …وإنما تمتلك الإرادة والعزيمة ,والمهنية ,والمصداقية ,والعدالة الاجتماعية ومشروعنا هو مشروع كبير لإصلاح ام الفحم ,ومن أجل استعادة مكانة أم الفحم الطبيعية ,واعادة الأمن المسلوب والأمان للمواطنين والأطفال الرضع والشيوخ الركع,ويتحقق ذلك من خلال تشكيل قائمة تضم عناصر فحماوية من جميع فئات وطبقات المجتمع: أكاديميين ومتخصصين ,وجهاء وعاملين كادحين ,نساء عصاميات ,شباب غيورين على بلدهم, وعلماء……….ولا نقبل أن نتعامل مع الفحماويين على أنهم سلعة رخيصة يمكن لأي أحد أن يشتريها أو يشتري ذممهم ..!!.
سادسا : وهذا البند يسأل عنه كثير من أبناء أم الفحم ويقولون : لا يمكن لغير أبناء الحركة الإسلامية خوض انتخابات البلدية لان لهم رصيد كبير وباع طويل وإنهم هم الكفيلون الوحيدون على رعاية شؤون أم الفحم ..، ألا يعلم هؤلاء أننا من صلب ومن أوائل لَبِنات تلك الحركة الاسلامية الأم التي خضنا فيها جميعا منذ نعومة أظفارنا ونحن ننهل من معينها من يوم أسست ، فنحن جئنا من داخل الحركة ورحمها لإصلاح ما قد كُسر وتغيير ما حاد عن الطريق الصحيح في عمل الكتلة الإسلامية في العمل البلدي, وليس تغيير الحركة الإسلامية بذاتها ,فنحن لبّ هذه الحركة المجيدة …ولمن لا يعلم فإن الدعوة الاسلامية ليست ملكا لأحد ,ولا نرضى أن يتجسد ويتحول العمل البلدي ليكون ركنا من اركان الايمان وجزءً من العقيدة !فإذا فشل العمل البلدي.. تهجم الناس على الدين والمتدينين كما هو الحال اليوم في أم الفحم..!..لذلك نقول أن العمل البلدي ليس حكرا على حركة أو حزب أو شخص لذاته وإنما هي مؤسسة ويجب على الذي يديرها أن يكون مهنيا واداريا وبغض النظر ..!
وأسأل المواطنين الفحماويين أخيرا وأقول لهم : هل أنتم كذلك حقا جمهور الآباء والأمهات ,والشباب والفتيات ..؟ هل فعلا يمكن لأحد أن يشتري ذممكم ومواقفكم مقابل دراهم معدودات !! ومنذ متى كان المواطن الفحماوي الأصيل هكذا ؟ ظني بكم أهل بلدي غير ذلك.. وظني بمن يعتقد كذلك أنه مخطئ ,ونريد للمواطن الفحماوي ونطلب منه أن يبرهن للمراهنين والمتربصين أن ذمم الفحماويين بمثابة شرفهم وعرضهم لا تباع ولا تشترى في الانتخابات القادمة والحاسمة….ولو قدر الله غير ذلك, وأختار المواطن الفحماوي عدم التغيير لقناعة أو ايمان ,لن تروا منا نحن كتلة الاصلاح والتغيير إلا خيرا ,نحترم ارادتكم ..نحبكم ..مع ايماننا أنها فرصة سانحة لكل الفحماويين….
بقلم الشيخ تيسير سلمان محاميد-أم الفحم