فعاليات لتشجيع الفتيات على التعليم في القدس
تاريخ النشر: 25/03/12 | 0:22قامت الإعلامية إيمان القاسم سليمان بجولة ميدانية في عدد من مدارس الفتيات في مدينة القدس وذلك لتشجيع الطالبات على التعليم وعدم ترك مقاعد الدراسة قبل إنهاء المرحلة الثانوية على الأقل، ومتابعة التعليم العالي في المعاهد والكليات والجامعات.
ويأتي هذا النشاط في شهر آذار تحديداً تزامناً مع يوم المرأة وعيد الأم وشهر حقوق النساء، حيث ألقت القاسم محاضرات لعشرات الطالبات في صفوف الحادي عشر في عدة مدارس، وتمحور الحديث حول أهمية عدم ترك المدرسة قبل إنهاء الثاني عشر والطموح لتحصيل العلم فيما بعد، وذلك للحد من ظاهرة التسرب والزواج المبكر الذي يأتي على حساب التحصيل الدراسي.
وقالت القاسم في محاورتها للطالبات : إن الشهادة الثانوية هي الحد الأدنى في هذا الزمن، وترك المدرسة قبل إنهاء الثاني عشر هو بمثابة قضاء على فرص الدراسة العليا في المستقبل، وإغلاق الطريق أمام الفتاة المرأة بأن يكون لها دور فعال في بناء مجتمعها في مجالات التربية والعلم والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد والفن بل وكل مجال تختاره. وأكدت القاسم على ان طلب العلم لا يعني التمرد على العادات والتقاليد او الدين ، فالشهادة بيد الفتاة هي بمثابة سلاح. ان تعليمها سينعكس إيجاباً على تربيتها لأطفالها، كما ان الحياة شراكة ولا سيما إذا مر الزوج بظرف يمنعه من العمل كأزمة مالية او صحية او إصابة او وفاة او سجن، وقد تجد المرأة نفسها لوحدها بسبب أي حادث أو ظرف قد تتعرض له العائلة، فتكون بيدها شهادة تمكّنها من المساهمة في إعالة البيت والأبناء والعائلة.
واستعرضت القاسم أمام الفتيات المواضيع الدراسية المختلفة، والكليات والجامعات الموجودة في المنطقة، وربطت ذلك بمتطلبات سوق العمل.
وتطرقت إلى القانون الذي تم إقراره مؤخراً برفع سن الزواج الى ثمانية عشر عاماً، وقالت: بموازاة أهمية القانون، إلا ان المهم هو التوعية والتثقيف ، وأن تكون لدى الفتيات القناعة الكاملة بعدم الإسراع في الزواج، وضمان الدراسة أولاً، واتّباع أسلوب الإقناع للأهل في حال محاولتهم إجبار الفتاة على الزواج، لأن مرحلة الدراسة العليا في الكليات او الجامعات يمكن ان تأتي لاحقاً حتى وهي متزوجة وأم، ولكن لتنهي المرحلة الثانوية أولاً قبل الزواج، ولأنه قبل إقرار القانون كان هناك فتيات يتم تزويجهن أصغر من سن سبعة عشر عاماً.
ومن جهتهن، رفعت الطالبات للقاسم مطلب السعي لكي يتم إرجاع امتحانات الثانوية العامة – التوجيهي إلى نظام فصلين بدلاً من فصل واحد، لأن الوضع الحالي في غاية الصعوبة ويشكل عائقاً بوجههن لتحصيل معدلات عالية. ووعدت من جهتها بأن ترفع هذا المطلب للمسؤولين في وزارة التعليم.
يجدر ذكره ان الفتيات تحدثن عن صديقات لهن تركن المدرسة من الصف العاشر او حتى التاسع، وان أهل بعضهن يمنعهن حتى من التفكير في متابعة التعليم العالي بعد المدرسة، فأوضحت القاسم للفتيات ان الزواج والأمومة مسؤولية كبيرة وصعبة تتطلب الخبرة والحكمة والنضج الفكري والاجتماعي، اما منع الأهل فيجب التغلب عليه بالتفاهم والحوار خاصة وأنه توجد حالياً كليات ومعاهد فيها مسارات دراسية قصيرة، والأجواء فيها ملتزمة تتماشى مع العائلات المحافظة.
وأجملت إيمان القاسم بأن الجولة مثمرة لما لمسته من تعطّش لدى الطالبات للإرشاد والتوجيه، مع مراعاة خصوصية كل مجتمع، وإن رفع مكانة المرأة وتدعيمها أكاديمياً ومهنياً هي عملية تدريجية تتطلب الكثير من الجهد، ولكنها مجدية في نهاية الأمر للفتاة المرأة نفسها وللمجتمع بكامله.