القيام بمظاهرة في تل أبيب أفضل من المظاهرات داخل البلدات العربية
تاريخ النشر: 25/07/14 | 16:55قال بروفسور أسعد غانم في إطار تقييمه للوضع السياسيّ الراهن، ودور الأقليّة الفلسطينيّة في داخل إسرائيل، أنّ القيام باعتصام سلمي في تل-أبيب، يشارك فيه 50 ألف مواطن فلسطيني على شاكلة ما كان في ميدان التحرير، من شأنه أن يقلب صورة الوضع ويغيّر المعادلة كليّاً، كما قال أيضاً أنّ القيام حتّى بمظاهرة متواضعة في تل-أبيب أفضل من كل المظاهرات التي تنظّم داخل البلدات العربيّة من حيث التأثير. وعزا بروفسور غانم، عدم تنظيم مظاهرات كهذه إلى غياب العمل السياسيّ الجماعيّ المشترك والمنظّم، إذ أنّ الأحزاب العربيّة غير متّفقة فيما بينها رغم أنّ الخلافات بينها هي سطحيّة وتدور حول أمور هامشيّة ومصالح شخصيّة، وهي لا تتوحّد علماً أنّ لديها الكثير من القواسم والمصالح المشتركة.
وأضاف بروفسور غانم أنّه في العشرين سنة الأخيرة هنالك انقطاع تام ما بين القيادات السياسيّة وما بين الجمهور العربي، فقادة الأحزاب العربيّة ترفّعوا عن الجمهور ولا يصغون له، بل أنّهم لا يتذكرونه إلا عند الإنتخابات، وذكر على سبيل المثال أنّه خلال المؤتمرات والندوات المختلفة التي يتم عقدها، يحضر أعضاء الكنيست ليلقوا خطاباتهم، ثمّ يغادروا مباشرةً فور انتهاء هذه الخطابات، ما يعكس عدم استعدادهم او حتى الاكتراث بالإصغاء إلى مطالب الجماهير، وهذا ولّد أزمة ثقة بين الجمهور وبينهم.
وأسف بروفسور غانم لعدم وجود حوار وتفكير جماعي مشترك تشارك فيه النخب القياديّة والسياسيّة والثقافيّة وغيرها، بالإضافة إلى غياب برامج وخطط عمل فيما يخص واقع ومستقبل الأقليّة الفلسطينيّة في إسرائيل ودورها في الصّراع الدائر، علماً أنّ الأقليّة الفلسطينيّة داخل إسرائيل بالذّات، وفق بروفسور غانم، يجب أن يكون لها دوراً محوريّاً ومركزيّاً في التوصّل إلى حل لهذا الصراع، أكثر من القيادات في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة.
ولفت أيضاً إلى أهميّة طرح المواقف من خلال الكتابة بالعبريّة للتأثير وعدم الإكتفاء بالكتابة بالعربيّة. كما أضاف أنّه لو تمّ إقامة صندوق خاص للجماهير العربيّة في البلاد بدعم من الطبقة الوسطى، لكان ساهم هذا بشكل كبير بتقدّم الأقليّة الفلسطينيّة داخل إسرائيل، إلا أنّ الأحزاب العربيّة غير معنيّة بذلك، لأن لكل منها مصادر تمويل خارجيّة، وهي لا تكشف عن كيف يتم صرف الأموال التي تصلها.
وخلص بروفسور غانم إلى أنّ الحراك الشبابي الذي يبرز مؤخّرا والمجموعات الشبابيّة التطوعيّة التي تتشكّل في كافة القرى والمدن العربيّة، هو مؤشّر إيجابي جدّاً، واقترح أن يتم التعاون ما بين هذه المجموعات والإلتقاء معاً لتشكيل قوّة تكون قادرة على طرح بديل والتأثير على قيادات الأحزاب ومحاسبتها.
ويذكر أنّ أقوال بروفسور غانم هذه جاءت في إطار محاضرة تطوّعيّة ألقاها أمام أفراد جمعيّة شباب كابول، وهي جمعيّة شبابيّة أنشئت مؤخّراً، وتسعى للإرتقاء والنهوض في قرية كابول ثقافيّاً واجتماعيّاً وتربويّاً وغيرها. وقد بادرت الجمعيّة إلى تنظيم هذه المحاضرة ضمن نشاطات شهر رمضان، وكانت قد نظّمت أمسية أخرى بعنوان “رتّب حياتك”، قام خلالها د. محمود خطيب بإلقاء محاضرة حول أهميّة إستغلال الوقت بشكل ناجع. كما بادرت الجمعيّة أيضاً إلى نشاطات تطوعيّة أخرى كإقامة خيمة رمضانيّة بهدف تجميع مواد غذائيّة وتبرعات وتوزيعها على أهالي القرية، وكذلك نظّمت برنامج مسابقات مصوّر بعنوان “رمضان يجمعنا”، طرحت خلاله أسئلة من مجالات عديدة كالأدب والثقافة والدّين والتاريخ والعلوم وغيرها، على أبناء القرية، وتضمن البرنامج توزيع قسائم شرائّية على الرابحين، تمّ التبرّع بها من قبل المحلات التجاريّة المختلفة في القرية.