في ظلال العدوان
تاريخ النشر: 25/07/14 | 18:50المثقف الحقيقي يتمزق وهو يشاهد ما يجري ويسمع. أحيانًا يتهرب من مناظر الدم والهدم والدمار في هذه النشرة أو تلك.
ومع ذلك فعليه أن يتقبل الصفعات دون أن يستطيع مجابهة الواقع، فلا حول له ولا طول، والأمور تجري في أعنتها شاء أم أبى.
المثقف أكثر من يعاني، فذو العقل يشقى في النعيم بعقله، ولكن ما عساه يفعل حتى يغير.
يبقى الأمر متاحًا للمثقف الحقيقي الذي لا يدير ظهره كالثور لمصائب تترى، وبنسب مختلفة في دول عربية كثيرة، كيف يقول؟ ومتى، وأين؟
. إنها دول عربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر- وليست دولة واحدة، فهذا المثقف متهم، وذاك منبوذ، هذا لا يمالئ، وذاك يجب تأديبه
. تعرفت مؤخرًا إلى الكاتب نواف أبو الهيجا ابن عين حوض الذي هُجّـر سنة النكبة، فإذا به لا يملك أي كتاب من رواياته الاثنتي عشرة ولا من مجموعاته القصصية الخمس، ولا من مسرحياته. سألته: ماذا. ولماذا؟
فلم يحر جوابًا، بل قال لي فيما بعد إنه طلب من ابنه الذي بقي في العراق:
احرق ما تبقى من كتب! هل استوعبتم؟ ماذا أقول؟
المثقف في العالم العربي يراوح بين الحرية الشخصية وبين عدم إغضاب الأحذية العسكرية. هل قلت شططًا؟
قلت مرة في قصيدة لي عن كفر قاسم
كل يوم أطـرَحُ *** من وريدي أُذبــح
فأرجو أولاً ألا يلحقنا الدور، وعندها سنسأل: أين دور الشعب؟! وهكذا حالنا، والكل ينظر ويتألم.
فاروق مواسي