من عمل صالحا فلنفسه
تاريخ النشر: 26/07/14 | 9:48اسمها “مريم” فتاة يشع نور الإيمان من وجهها تزوجت من رجل يكبرها بسنوات، وكانت فرحة جدًا بهذا الزواج، رغبة في أن تعيش حياة مختلفة عن الحياة التي تعيشها في بيت والدها، حيث كان لها من الاخوات خمس، فكانت تحلم بالزواج حتى تكون لها مملكتها الخاصة. لكن حياتها الزوجية كانت على عكس ظنها، فقد كان زوجها سيء الخلق عديم الدين لا يعجبه العجب ولا يرضى عن كل جهد، حتى كثر الشقاق وبدأت تظهر معالم الفرقة وسارت الأمور من سيء إلى أسوأ فكانت النهاية المحتومة بعد صبر طويل. غادرت منزل الزوج مطلقة، وهي تحدث نفسها: لعل الله سبحانه وتعالى اختار لي أن أتفرغ للعبادة والطاعة، وتبرأ ذمتي من مسؤولية الزوج، وكان الله عز وجل لطيفًا بها فجعل قرة عينها الصلاة، تفرح لإقبال الليل وإدبار النهار حتى تناجي ربها في الثلث الأخير من الليل، وأعدت لنفسها صيام داود عليه السلام فكانت تصوم يومًا وتفطر يومًا.
واستمرت الأيام ولم تشعر بوحشة ولا فراق، ولم يكن حديث الناس عن المطلقة يعدل ليلة من المناجاة لربها، إنها امرأة صابرة محتسبة علمت أن ما نزل بها من مصائب الدنيا لهو اختبار من الله سبحانه وتعالى فرضيت بقدر الله عز وجل، ويسر الله سبحانه لها الفرج القريب، وكان اليسر بعد العسر..
فلم تطل بها الأيام حتى أتاها شاب يطلب يدها. فترددت كثيرًا حتى أشار عليها من تثق فيه، وقال لها: ما سبب التردد؟ ولماذا لا توافقين؟ قالت: أريد أن اصوم وأصلي واخاف ان تزوجت ان يمنعني زوجي من الصلاة والصوم، قال لها: خدمة الزوج عبادة ايضًا وقربة إلى الله عز وجل. لكن نفسها تراودها بين الحين والآخر بين الرفض والموافقة. وعندها استخارت الله عز وجل مرات عديدة حتى استقر بها الأمر إلى الموافقة.. عندها سألها الخاطب: هل لك شروط؟. قالت: نعم لي شرط واحد فقط أن تأذن لي بصيام ثلاثة أيام من كل اسبوع، قال مبتسمًا: لك الشرط.
فرحت بالموافقة وسرت بها. ودخلت بيت الزوجية وهي تحلم بأمل عظيم ويراودها رجاء كبير وحسن ظن بالله سبحانه وتعالى الذي يسر لها أمر العبادة والطاعة أن يتقبلها منها وأن يدخلها الجنة برحمته. “ومن عمل صالحًا فلنفسه”
محمود عبد السلام ياسين