قواعد أساسية لتعلمي أولادك تحمل المسؤولية
تاريخ النشر: 26/07/14 | 11:28للأسف إننا نعيش اليوم في عصر الفوضى وقلّة المسؤولية خصوصاً عند المراهقين، ويساهم العديد من الآباء والأمهات في بسط هذه التربية في عقل الولد، وعندما يصل الى سن الرشد تبدأ المعاناة الكبيرة، خصوصاً مع الدخول الى الجامعة، أو إلى سوق العمل حيث عليه أن يتكل على نفسه بكل الأشياء وخصوصاً المتعلقة بالأمور المادية.
ومن هنا، يفترض بك أن تربي أولادك على تحمل المسؤولية بدءاً من الأعمال المنزلية وصولاً الى الإدخار من مصروفهم الشخصي لشراء حاجياتهم، لن يكون الأمر سهلاً ولكن بهذه الطريقة تكسبينهم وتجعلين منهم أشخاصًا مسؤولين.
وضع توقّعات وأحلام
يتعيّن عليك أولا أن تعلمي أولادكِ أن يحلموا، وأن يخططوا لمستقبلهم، لا أن يكونوا بلا طموح، ودائمي الاتكال عليكِ لتحديد مصير حياتهم. هذا لا يعني عدم مساعدتهم لتحقيق طموحاتهم، ولكن عليهم أن يحددوا طريقهم بمساندتكِ طبعاً، وستجدين أن هذه هي الخطوة الأولى التي ستعلمهم كيفية إتخاذ المسؤوليات في حياتهم.
معركة من الأعمال
عليكِ أن تلزمي إبنك المراهق على القيام بالعديد من الأعمال، رغم أنه لن يحب ذلك في بادىء الأمر لأن كل المراهقين يفضلون الدردشة على الإنترنت، أو التحدث على الهواتف النقالة، إذ أن هذه الشبكات من التواصل الإجتماعي تجعلهم أسيرين لها وغير نافعين سوى بالقيام بهذه الأمور. مع الوقت سيحب إبنك او إبنتك هذا الوضع خصوصاً عندما يشعر المراهق انه مفيد في المجتمع. ولكن دائماً لا تمدحيه على قيامه بشيء الى حد التصفيق له مثلاً، بل دائماً إسعي على أن تكون إجابتك “يمكنك فعل المزيد”، كي يتعلم دائماً النظر الى الأمام وإدراك أن مسؤولياته كبيرة جداً في المستقبل.
المسؤولية والأعمال التي يمكنك أن تعطيها لولدك، ليس عليها أن تتخطى حدود المنزل، من حفظ غرفته نظيفة، وترتيب سريره وكل الأشياء المتعلقة به، الى حد أن يهتم بإخوته الصغار.
النقطة المالية الخطيرة
يعتاد الولد منذ نشأته على أن تكون كل طلباته أوامر، وهنا الخطأ الفادح، فإحرصي على أن يتعلم ولدك قيمة كل شيء متناول بين يديه، ويعرف جيداً حدوده الشرائية، كي لا تقعي في فخ بطاقات الإئتمان التي يصرفها دون تفكير. وعليه وخصوصاً في سن المراهقة أن يكون مسؤولاً عن مصروفه المالي وأن يدرك قيمته، ودراسة كيفية صرفه. وحذاري من إعطائه المزيد من الأموال قبل نهاية الشهر فعلى مصروفه أن يكون محدد، ويمنع عنه المزيد، كي يتعلم جيداً قيمة ما يملك.
حمسي إبنك او إبنتك عندما يصبحون في عمل يخولهم الحصول على وظيفة تناسب طبيعة دراستهم، وهذا فعلاً ما يجعل كل شخص يدرك اهمية المال المكتسب.
مكافأة المراهق على مسؤوليته
إذا ابدى ولدك مسؤولية كبيرة وقام بكل ما طلبت منه خلال اسبوع، من دون شك عليك أن تعطيه مكافأة، وقبل ذلك عليك دائماً أن تحفزيه وتقولي له “شكراً للمساعدة”. ومن ناحية المكافأة عليها أن تكون شيئاَ يحبه مثل الذهاب الى السينما، تناول وجبة طعام في مطعم، حصول على هدية يحبها، وبهذه الطريقة يحب دوماً أن يتحمل مسؤولية أعماله، وسيدرك جيداً انه إذا قام بكل واجباته، سيحصل حكماً على حقوقه، وهذه هي حكمة الحياة العادلة.
اعتماد الأسلوب التفاهمي
من المهم جداً أن يدرك الآباء والأمهات أطباع اولادهم كي لا يضغطوا عليهم كثيراً لأن هذا السلوب يجعل المرهق في حالة نفسية تجعله متوتراً دائماً. كل ما هو عليكِ فعله سيدتي بكل بساطة هو أن تربي جيداً، فالتربية الصالحة هي أساس كل شيء، وأن تعطي مثل لولد دائماً عن شخص ناجح في العائلة بدءاً من والده، كي يتمثل به ليصل الى مستقبل زاهر. وتذكري سيدتي أن النمط اللفظي والتفاهمي مع المراهق هو أساس علاقة ناجحة بين الولد ووالديه وهذا ما يجعله يدرك حقاً أن مسؤوليتهما كبيرة ويتعلم منهما تحمل مسؤوليته الفردية بكل شيء.