أيذهبُ الحلمُ سدًى ولا يتحقّق؟! بقلم د.محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 28/07/14 | 13:19من صغري كان يراودني حلمٌ جميل: أن ينعم البشرُ بالسعادة والكرامة والحريّة والسلام!
حلمتُ أنّ الكلّ سينعم بالحريّة والاستقلال والكرامة!
اعتقدتُ أنّ السلام العادل سيظلّل بقاع العالم كافّة!
تخيّلتُ أن العالَم سيتخلّى عن الحروب والقتل والدمار!
حلمتُ أن يحتكم الناس والدول للعقل والمنطق والحوار الإنسانيّ الحضاريّ،
وأن يتحرّروا من الأنانيّة ونزعات النفس الأمّارة بالسوء!
تصوّرتُ أنّ الرفاهية ستعمّ أرجاء المعمورة، فلا فقير ولا محتاج!
رأيتُ في حلمي الناس قد تخلّصوا من المرض والجهل والتعصّب،
كان حلمي جميلا، فغرس في نفسي الأمل والتفاؤل بمستقبل آخر – زاهر ناضر!
واليوم، ألتفتُ حولي، فأشاهد وأسمع ما يكمّد النفس، ويوجع القلب، ويزعج الروح؛
العنصريّة والتعصّب والتشدّد والجشع صارت سمة العصر والناس – جلّ الناس!
التسامح المنشود يئنّ ويشكو، المرض والجهل والفقر ما زالت مستفحلة ومنتشرة،
الصراعات والحروب والقتل والدمار لا تقتصر على بقعة واحدة من كوكبنا،
العاطفة الحمقاء والنزعات العدوانيّة تُملي على القادة والزعماء قراراتهم وسياساتهم،
الغرور والتبجّح بتفوّق العرق والعقيدة تجلب الكثير من الويلات والمآسي!
كلّ ذلك، وغيره، يجعلني أتساءل بحرقة وألم:
أيذهبُ حلمي الجميل بعالم آخر سدًى ولا يتحقّق؟!
بقلم د.محمود ابو فنه
انت مسلم والردود هناك!