"نتف من الذاكرة" من سيرة حياتي
تاريخ النشر: 29/03/12 | 11:55بعث القاضي المتقاعد ، فارس فلاح ، رئيس لجنة أمناء جائزة الكتّاب العرب الفلسطينيين في اسرائيل ، اليّ ، برسالة يبلغني فيها قرار منحي الجائزة ، لعام 2006 ، ويطلب منّي أن أبعث له وللجنة الأمناء سيرة حياتي بالعربية والعبرية.
أصبت بالواقع في حيرة ، لأمرين ،
أولهما هل أقبل الجائزة ، أية جائزة هي هذه ، وغالبا ما تـُمـْنـَح ُ لناس هم أبعد ما يكونون عن الإبداع الأدبي الحقيقي .
كنت يومها بسبب المرض ووضعي المالي قبل المرض في حاجة ماسة وملحة للحصول على أي دعم مالي ، أملت أن يمكنني من عيش فيه بعض كرامة إنسانية ويوفر لي لقمة الخبز فلا أمد يدي بعدها وفي مثل هذا العمر لأحد !
قلت في نفسي ما أمر َّ الحياة ، خاصة في سن الشيخوخة ، وقد آلمني كثيرا ، أنني حين مرضتُ وأصبتُ بشلل فظيع ، لم يسأل عن وضعي من عملت برفقتهم وصحبتهم سنوات عمري !
وقلت أيضا لنفسي :
سأقبل بالجائزة ، لكن لن أذهب لحفل تسلُّمها ، فكان واضحا لي أني لن أصافح أيا من وزراء السلطة المستبدة ، كل سلطة سيان ما تكون وأين تكون ، أو أن أشارك في حفلاتهم .
أما ثاني الأمرين ، فماذا أكتب وعن ماذا ؟ وأية سيرة حياة ، يمكن الكتابة عنها والإفصاح عمّا يمكن أن يعني الكثيرين؟ .
وكنت لا أحب سير الحياة المألوفة والمتوقّعة ، التي يخرجها الكثيرون من درج مكاتبهم وأوراقهم الجاهزة أو مدونات حواسيبهم الالكترونية الحديثة .
وفيما أنا في حيرتي ، وجدتني منساقا مع عقلي ، فكتبت لأنشر في الصحافة و في أحد كتبي ، حين أبلغ سنا يقربني من ساعة الرحيل المتوقع في كل لحظة ، مهما طالت .
كتبت يومها :
تأمّلت حياتي طويلا ، فلم أجد فيها ما هو فريد ولافت للانتباه ، أو مثير للاهتمام . ووجدتها هزيلة وضئيلة ، حين قارنتها مع عالمنا ، الذي كثيرا ما كنت أرقبه وأنظر إليه بدهشة متسائلة ومفكرة قليلا ً ولا تخلو من دهشة ممزوجة بالقلق . تأملت كثيرا نجوم السماء ، منذ الطفولة الآخذة بالتفتح والتعرُّف الممكن بلوغه في ذلك الجيل ، تأمَّلت كواكبها المشعة العاكسة لنور أمهاتها النجوم ، تأملت أرضنا الرائعة والمحزنة في آن ، فهي رحم إنسانها ، ابنها ، لكن بعض أبنائها وإن كانوا القلة ، ممن أفقدهم الجشع المادي كل بصيرة وكل بوصلة ، يواصلون قطع فرع الشجرة الذي يجلسون عليه ، تأملت أجمل ما فيها ، براءة الطفولة وسذاجتها وحسن نواياها ، تأمَّلْتُ جبالها الشامخة ، كما يجدر بالكرامة الإنسانية أن تكون ، تأملت التعدد الرائع لطيرها ، زهرها ، عشبها ، تأملت أنهارها المتدافعة أماما كالباحث عن مصب ، تطمئن نفسها لملتقاه ، تأملت حياة من سبقوني إلى هذه الدار ، من رأيتُ فيهم قامات انسانية مُتسامِقة ،وان تكن جسومهم ضعيفة وهشّة تعصف بها كل ريح ولكن لايطال نفوسَها غضب ُالرياح ،ِ مُراوغتها عند َالهُبوب.
شعرت عندها وبعد كل ما رأيت أنني أشبه بجزيء ُ بالغ الصغر من ذرة هي الأخرى بالغة الصغر في هذا الكون الواسع وهذه الحياة الأرضية والإنسانيَّة المتجددة بلا توقف أو انقطاع .
وما أحزنني كثيرا ، حين تأمّلتُ الحياة جيّدا ، فوجدتها محصورة ًبين لحظتين ، عرفتُ أوّلهُما ولم أعرف حقيقة ثانيهما .
كانت اللحظة الأولى في ربيع عام ، أطلّ قبل سبعين عاما تقريبا ، كانت يومها ولادتي وجئت إلى دار الحيا ة . وُلِدْتُ في السادس والعشرين من أيار ، سنة اثنتين وأربعين وتسع مائة وألف . وكان عالمنا ، يومها ، يجترّ آلامه الإنسانية ، بسبب الحرب ، وما لبث أن طالني بعض أوجاع هذه الآلام ، وان لم أكن طرفا فيها ولا علاقة لي بنشوبها ! دفعت ولا زلت أدفع أحد أثمانها ( إسقاطاتها ) ولو بعد حين قصير.
ولا أدري متى ستحين اللحظة الثانية ، فيكون رحيلي إلى عالم التجدُّد ويكون معها موتي الحتمي ، الذي أعيش هاجسه اليومي ، بلا حزن ولا خوف .
حين أتأمّل حياتي ، يحزنني كثيرا أنّها مُحاصَرة بين لحظتين ، هما في الحقيقة ، كما كتب الروائي والشاعر اليوناني ، نيكوس كازنتزاكس ، عتمتان ، يعيش بينهما واحدنا نشوة حياة ، يقظة ، قد تطول قليلا وقد تقصر حقيقة ، لكنها تبقى رهينة أسرها ، محاصرة بين عتمة الرحم وعتمة القبر .
وقد عشت هذه النشوة ، أو ما نسمّيه اليقظة ، بكل عبثها ومجونها ، كل ّأفراحها ومنغّصاتها ، كلّ خيبات آمالها وانكساراتها ، ما اصطلح عليه بعضنا :
خيانات الزمن وخيانات بعض ناسه ، وعرفت فيها ، ما كان وهما زائلا ، طعم الانتصار، الذي سرعان ما ثبت َلي أنّه وهميّ وكاذب ، خاصة ً كلّما ساءلت ُنفسي :
أي نصر حقّقت وصوّرته لنفسي نصرا ؟ وعلى من انتصرتُ ، ذاتي الأخرى ؟ .
وثبت لي ، بما لا يقبل الشكّ ولا يحتمل اللبس ، أن ّ إنسانيّة الإنسان ، لا شهوته الحيوانية وما تبقّى من غريزة الغاب فيه ، هذه الإنسانية هو ما يميّز الإنسان ، عمله النافع هو الباقي ، ما دامت حياة ، لا لون عينيه وبشرته ولا جنسه أو انتماءاته العرقيّة ولغته وفهمه الألوهية ، ما هي؟ أي شكل يرى فيه إلها يعبده ؟ . تلك أمور زائلة ، فلا يبقى ، بعد رحيلنا ، إلاّ ما يجمعنا ، التراب.
لطالما شاركتُ معلّمي ، أبو العلاء المعرّي ، صرخته الغاضبة ، حين شاهد الإنسان الذي لا يعدو كونه طينا يتيه كبرا وعجرفة ، فصرخ أبو العلاء ، صرخته الإنسانيّة ، مخاطبا ابن الطين :
” خفف الوطء ما أظن ّ أديم الأرض الاّ من هذه الأجساد “.
***
ولدت في قرية صغيرة ، بيوتها من طين حقا ً ومسقوفة بالقش والأعواد ، شوارعها متربة ، ناسها فيهم الطيب والخبيث ، ما يلده بطن الأرض والمجتمع الإنساني ، تقع بيوتها وأراضيها بين الماء والماء ، كما اعتادت أمي القول ، وتعني الفضاء المكاني بين نهري اليرموك والأردن ، ففي هذا لمكان رأيت نور الحياة أوّل مرّة.
قريتي ، مسقط رأسي ، يدعونها سمخ ، وكانت تبيت ليلها ، مثل جارتيها – ا لنقيب والسمرا- يهدهدها ، مثل أم حنون، ماء الشاطىء الجنوبي لبحيرة الجليل ( بحيرة طبريا ) .
فسمخ المهجّرة ، عنوة وعسفا ، هي مسقط رأسي . وما أشبه حالي بذلك الطفل الذي انتزع رغما عنه وعنوة من حضن أمّه الحنون . عشت غربتين :
غربتي القسرية ، بعيدا عن حضن أمّي ،
وغربتي الانسانية المتفاقمة والمتزايدة في عالم ، شاخ قلبه وجفّ ضميره وعقله ، فبات مشرحة للقتل الانساني ودار عنف وجشع وامتهان ساخر لكلّ ما هو انساني فينا.
***
لا أخفي حقيقة أنّي حين أذكر اللحظة الثانية ، الآتية لا محالة ، أرى الموت ، على صورة إنسان ، يمتطي ظهر الأفق ، يبسم لي ملوّحا بيديه ولكنه لا ينطق بكلمة ، يلتزم الصمت ، هامسا في أذني ، فلا يسمعه أحد غيري :
سآتيك زائرا متى تحين لحظتك !
ولكنه يرفض أن يكشف لي متى ، أين وكيف سيكون رحيلي ؟ .
وما أخشاه هو أن يجيء بغتة ولمّا يتحسّن وضع عالمنا وانسانه ولمّا تلح فرصة العودة المؤمّلة الى ما كان مسقط رأسي وملاعب طفولتي المبكرة .
عشت طفولتي البدئيّة ، لحظة كنت طفلا لمّا أحمل محفظة كتبي المدرسية ، في مدينة حيفا الواقعة عند خليج كرملها الجميل ، حيث كان يعمل أبي ويسكن .
وحين كنت لا أزال طفلا ، حدث ووقع ما لم يكن عقلي الصغير قادرا على معرفة واستيعاب ما حدث وما كان .
يومها ، من هول ما كان ، توقّف الزمن في ذاكرتي .
أكثر ما أذكر أن أمي ، زوجة أبي الثانية ، حملت أخي الأصغر، زهير، فوق ذراعيها وبقجة من قماش فوق رأسها وراح أبي ، في هلع الخائف مما هو حاصل ، يقتادنا خلفه :
زوجه الأولى ، ابنتها أختي كلثوم ، أكبرنا سنا ، وأخي علي ، الذي كان يصغرني قليلا، طاب ذكره ، وأنا ، اقتادنا صوب الميناء ، كنا ندبّ خلف أبي وأمي لنصارع ماء البحر والمجهول المخيف ، قاصدين بيتي عمّتيْ ، خديجة وفاطمة ، في عكا ، ومبتدئين أولى الخطى في درب النكبة الطويل والمرير، الذي يبدو أنه طال كثيرا . وقد بات معه واقعنا محزنا ويظهر طريق العودة لمن هم في سنّي ، أقرب إلى حلم مأمول ، يلوح خلف أفق بعيد و تستره حجب كثيفة.
سأذكر طويلا ، ما حييت ، الحزن العميق الذي كنت أبصره في فيء عيني أمّي ، كلّما ذكرنا سمخ وناسها ، أرضها وماء بحرتها الصافي وانسياب نهرها جنوبا ، يحمل الخضرة والحياة والرطوبة المنعشة لغورها اللاهب ، قبل حرف مجراه وسرقة مائه.
وقد أورثتني حزنها وعميق عشقها الانسانيّ لكلّ ما كانته سمخ ، حتّى باتت صورة سمخ وصورة أمي تسكنان فيء عيني.
***
بعد الرحيل القسريِّ عن حيفا وسمخ ، بدأنا رحلة الهجيج ، التي دامت سنتين . فعرفنا عكا ، البعنة ، محوز الدير (دير الأسد) والجارة يركا . وقد استقرّ بنا المقام في كفرياسيف ، التي سرعان ما صارت وطننا الأصغر الثاني . فطيبة الكثيرين من ناسها مكنتنا اجتياز جحيم الغربة والتمزّق وغياب الكثيرين ممّن كانوا بعض ناسي.
كانت سمخ وطننا الأصغر الأوّل ، الذي لم تغادرنا صورته.
في كفرياسيف بدأت ، في خريف عام 1949 ، دراستي الابتدائية . وفيها أتممت الدراسة الثانوية . أما دراستي الجامعية فكانت في برلين الشرقية ، ألمانيا الدمقراطية آنذاك .
عملت في الصحافة السياسية والأدبية أكثرمن ثلاثين سنة ، أسهمت هذه الصحافة في بلورة شخصيتي المجتمعية ، الثقافية والفكرية ورفدتني بتجربة حياتية ومعرفية .
كان أول عملي في حيفا، في مجلة “الغد” التي كانت تعنى بهموم الشباب وطموحاتهم “والاتحا د ” “والجديد” ، ثمّ في الناصرة ، في”فصل المقال” و”الفكر الجديد”.
وفي أواسط الثمانينات وأوائل التسعينات بدأ يكبر فيّ الحنين لأن أعود الى ما كنت :
عدت بشغف وأصرار إلى ذلك الطفل الصغير الذي كان يسكنني ، الشاعرالعاشق ، ذي الخيال المجنّح .
وما زاد حنيني يومها وأمقتني السياسة السيّارة والمخادعة ، في أحيان كثيرة ، هوما رأيته فيمن حسبتهم صحبي وزملاء فكر ألتزم به ، فكان قراري الشخصي القاطع أن أطلّق الحياة السياسية وما فيها من منغصات وأن أبتعد عن التنظيمات الحزبية ، قدر المستطاع ، وأن أهب كل ناسي ومجتمعي الانساني ما تجمّع في عقلي الصغير من معرفة وحب.
حين أقول طلّقت السياسة السيارة ، لاأعني أني طلّقت انحيازي العقلي والانساني وموقفي الفكري ، ولا أعني ، أبدا ، أنني صرت أحمل عجز الثور ، مؤخّرته ، لأدير ظهري لآلام الناس ، كما كان أبيقور ، الفيلسوف اليوناني القديم ، يقول . فما زلت منحازا للانسان و للمغبون منه بشكل خاص ، أيّا وأينما كان ، أناصره وأنتصر له ، وفق قدرتي العقلية ، فهذا كل ما أملك من قدرات ، وأبحث عن العدالة الاجتماعية والسلام والأمن الانسا نيين .
ورحت في السنين الأخيرة، كتابة وممارسة ، أحاول الربط بين بعض ما كانه سقراط الحكيم ، الذي وجد في السؤال طريقا آمنا للمعرفة ، والحكيم الصيني لوتسي ، المعلم الطاوي الأول الذي ان وجد حقا ، فجايل سقراط ، وكان نسب إليه أنه خاطب كونفوشيوس الحكيم الصيني الآخر ، فقال له :
كفّ عن الوعظ طريقا للخير ، فسوف يجد الناس طريقهم الى محبة أقرانهم ،
أربط بين ما كاناه وكانه الفيلسوف الألماني ، كارل ماركس ، الذي تتلمذت فكرا على ما أفرزه عقله وكان يحلم بجنّة الانسان على الأرض ، حلم الانسانية الجميل، وبين ما عناه ذلك الروائي والشاعر اليوناني، كازانتزاكس، ابن كريت ، الذي أحزنه ، كما أحزنني كثيرا كيف يصير الاخوة أعداء ، وقد كتب ما معناه :
دخلت غابة ، رأيت فيها أسدا ، فصحت مرحبا يا أخي .
من وقتها رفضت أن أحمل في نفسي حقدا ، أو أن أكنَّ ضغينة لأحد . وقد ذكّرني كازانتزاكس بما قاله شاعر عربي قديم ، كم يجمل بنا أن نتمعّن فيما رمى اليه، وهو ما صار يوجّهني في حياتي:
” كم من أخ لك لم تلده أمُّك “.
أفقت على ذاتي الشاعرية ، التي لا تزال تتملّك كل أحاسيسي ، متأخرا قليلا . وكم أنا فرح وسعيد بما انتجته في زمن قصير نسبيا ً:
عشرة مجموعات شعرية، هي”في انتظار أن تأتي ” ، ” نشيد حب لفاطمة ” ، “عطر فاطمة” ، “لا أزال أعيش حلمي” ، ” يا فاطمة سأقص عليك” ، ” رؤيا ” ،” الحصيرة ” و ” بشراي ” وفي هذه السنة ، إن طال عمري قليلا ، سأقدم للطباعة مجموعتين جديدتين باتتا جاهزتين . وقد أصدرت خمسة كتبٍ نثر ، هي : ” متتبعا خطى ” ، ” انا وعبدالله “، ” حكايا أمي ” ، ” حفيدتي والديناصور ” ، ” زهرة الجرندس ” . في هذه الأيام أنهيت كتابين جديدين هما ” بعض من التجربة ” و” نتف من الذاكرة ” ، آمل أن يريا النور قريبا أيضاً.
وما آمله هو أن تبقى شجرة حياتي خضراء، لبعض الوقت ، فأنجز ما أنويه . وكم أحس بمتعة الكتابة والقراءة ، ففيهما حياة ونور، كما خبرهما وقال عنهما كثيرون غيري ، سبقوني إلى هذه الحياة وإلى هذه المعرفة .
أخي الأديب والمفكّر إبراهيم مالك
سيرتك غنيّة بأحداثها ودروسها وتستحقّ القراءة المتأنية الواعية.
وكم أعجبني ما تتمسّك به من مبادئ ورؤيا حيث تقول:
“فما زلت منحازا للانسان و للمغبون منه بشكل خاص ، أيّا وأينما كان ، أناصره وأنتصر له ، وفق قدرتي العقلية ، فهذا كل ما أملك من قدرات ، وأبحث عن العدالة الاجتماعية والسلام والأمن الانسا نيين .”
بوركتَ على هذا العطاء، وننتظر منك المزيد.
د. محمود أبو فنه
تحية: مع أن سيرتك مهمة ونصافحك عليها إلا أنني أعجب لعدم الدقة فيما يلي:
أولاً: هل أعطوك الجائزة واتصلوا بك دون أن تقدم طلبا؟؟!! ما أعرفه أن المبدع يقدم وتنظر في طلبه لجنة من كتابنا، ولا يأتون بأي اسم لم يقدم، فهل أخطأت أنا؟
ثانيا: هناك خطأ في اللغة : تكتب عشرة مجموعات والصواب عشر، فهل هذا الخطأ من موقع بقجة؟؟ لا أظن!
ثم يا أستاذ إبراهيم ، الشاعر لم يقل – “رب أخ لم تلده أمك” فهو ليس
موزونا أصلا فرجاء عدم إلقاء الكلام مجرد كلام
ومع كا ملاحظتي اصدقك أنني عشت سمخ من خلال كتابتك1
أعجبني استعمال (بقجة ) في حديثك، فلذا استحق موقع (بقجة ) احترامنا بسبب بقجة أمك!!!
الأخ أبو أحمد
أكرّر: حبّذا لو سجلتَ اسمك الكامل!
ملاحظاتك وأسئلتك مقبولة، ولكن السطر الأخير فيه دعابة مفرطة!
الأخ العزيز أبو أحمد ، بداية أشكرك على ملاحظاتك وأؤكد أن ليس ثمة من كامل في الحياة ، والمؤمنون ( أحسبك منهم ) يرون أن الكمال هو لله وحده . كلمة عشرة مجموعات هي خطأ كتابة وليس خطأ معرفة وهو ليس خطأ موقع بقجة الكريم . وللحقيقة أقول انن في أواخر التسعينات كتبت مقالاً صريحا في جريدة ” فصل المقال ” التي تصدر في الناصرة حول موقفي المبدئي من الجائرة . لا أحب ولا أرضى بالإساءة الشخصية لأحد ، لكني صريح في موقفي فيما يتعلق بالكتابة الأدبية وإن كنتُ أعاني أحيانا من حصارٍ شبه مفروض عمدا ونهجا فلهذا السبب . يومها كتبت بوضوح أنني لا أرى في القاضي فارس فلاح ولا في مدير عام قسم المعارف في الوسط العربي موفق خوري ولآ الأعضاء الأخرين في اللجنة ( دون أن أذكر أسماءهم رغم معرفتي بأكثر الأسماء ) أهلا ، لأن تتشكل منهم لجنة أمناء أية جائزة أدبية . في اللحظات المحرجة والأليمة ، التي عشتُها بعد المرض الذي أصابني وأقعدني عن الحركة ، اتَّصل صديق لي ( رسام ونحات ) بموفق خوري وفارس فلاح القاضي وأعرب عن ضرورة منح ابراهيم الجائزة لما له من قدرات أدبية ، فكرية وثقافية . وفيما بعد جلب لي ورقة استمارة طلب . وفي لحظة ضعفي الجسدي بسبب المرض ، قبلت أن أوقع الإستمارة . وحدثت نفسي مُتألِماً ، بعد كبوتي تلك ( أعترف والإعتراف … ) ، قلت لها أن أضعف ” الإيمان ” في هذه الحالة ألاّ أشارك في أي احتفال لتسلم الجائزة والابتعاد عن أي نشاط تدعو له أوساط لا ترضيني ارتباطاتها ( ذات صلة بمؤسسات رسمية أو معارضة اسمية وشكلية ) . والحقيقة أكثر ما يزعجني في نهج توزيع الجائزة هو التوزيع الطائفي الذي يوجِّهُ لجنة الأمناء . أما القول المنسوب للشاعر العربي فلا يشترط أن يكون موزونا . هذا ما علق في ذاكرتي وفهمي للأشياء وكم أحلم يا أبو أحمد أن تكون حقا أخاً لم تلده أمّي … وشكرا لك ولموقع بقجة الذي يمكننا من الحوار . وكم تمنيت أن تتحلّى بأبسط جُرأة ، فتكشف عن اسمك الحقيقي ، كما لاحظ أخ لي هو الدكتور محمود أبو فنة . ابراهيم مالك
على كثرة ما أوافق أستاذنا محمود إلا أنني لا أوافقه هنا في سطره الأخير، فالبقجة رمز جميل، واختيار الموقع للفظة جميل جدًا وتراثي واستخدام الأستاذ مالك أعجبني، وأنا لا أقدم دعابة مفرطة، فحرام عليك!