إنما الشجاعة صبر ساعة!
تاريخ النشر: 31/03/12 | 14:53دخل جرّاحٌ إلى المستشفى بعد أن تمّ استدعاؤه على عجل لإجراء عملية فورية لأحد المرضى. وحضر إلى المستشفى وبدّل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .
قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا، وعلامات الغضب بادية على وجهه، وما أن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :
علامَ كلّ هذا التأخير يا دكتور؟ ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟ أليس لديك أيّ إحساسٍ بالمسؤولية ؟
ابتسم الطبيب برفق وقال :
أنا آسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع ما يمكنني ، والآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي وكن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي أمينة .
لم تهدأ ثورة الأب وقال للطبيب : أهدأ ؟ !!!!!! ما أبردَك يا أخي لو كانت حياةُ ابنك على المحكّ هل كنت ستهدأ ؟ ماذا لو مات ولدُك ماذا ستفعل ؟
ابتسم الطبيب وقال: أقول كما قال الله عزّ وجل: ” الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون.”
يا أخي! الطبيبُ لا يطيل عمرا ولا يقصره، والأعمار بيد الله، ونحن سنبذل كلّ جهدنا لإنقاذه، ولكن الوضع خطير جدًّا وإن حصل شيء فيجب أن تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون. اتّقِ اللهَ وأذهب إلى مصلّى المستشفى وصلِّ وادعُ الله أن ينجّيَ ولدَك.
هزّ الأبُ كتفه ساخرا وقال:
ما أسهلَ الموعظةَ عندما تمسّ شخصًا آخر لا يمتُّ لك بصلة.
دخل الطبيبُ إلى غرفة العمليات، واستغرقت العمليّة عدة ساعات، وخرج الطبيب على عجل وقال لوالد المريض:
أبشر يا أخي فقد نجحت العمليةُ تماما والحمدُ لله، وسيكون أبنُك بخير، والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا، وستشرح لك الممرضةُ الحالة بالتفصيل.
حاول الأب أن يوجّه للطبيب أسئلةً أخرى ولكنّه انصرف على عجل .
انتظر الأبُ دقائقَ حتّى خرج أبنُه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الأب :
ما بالُ هذا الطبيبِ المغرور لم ينتظرْ دقائق حتى أسألَه عن تفاصيل حالة ولدي؟
فجأة أجهشت الممرضةُ بالبكاء وقالت له:
لقد تُوِفّي ابنُ الدكتور يوم أمس على اثر حادثة، وقد كان يستعدُّ لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا، لأن ليس لدينا جرّاحٌ غيره وها هو قد ذهب مسرعًا لمراسم الدفن، وهو قد ترك حزنَه على ولده كي ينقذَ حياةَ ولدك!!
وأختم بقولة العرب قديما تأمل أخي هذه المقولة ” إنما الشجاعة صبر ساعة” ولنا لقاء بإذن الله ومشيئته.
التسرّع في الحكم تصرّف مذموم!
والخير في الناس لن يفنى أبدًا!
قصة جدا معبرة وجميلة وصدق من قال انما الشجاعة صبر ساعة
قصةجدا