أسباب جلب الرزق من القرآن والسنة
تاريخ النشر: 04/08/14 | 18:08نعلم جميعا أن الرزق بيد الله ولكن كلنا نتساءل . ماذا يجب علينا أن نفعله عندما يضيق بنا الحال من ناحية الرزق؟.
روى الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله” الحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.
يجب أن نعرف أن السعادة هي بالإيمان والقناعة بما قسمه لنا الله تعالى والرضا به، وأنها ليست بوفرة المال، وفى الحديث الآتي يبين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الدنيا أهون من ان نتقاتل فيها بحثأ عن المتاع الزائل.
ففي صحيح مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كَنَفَيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه فقال: “أيكم يحب أن هذا له بدرهم”؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: “أتحبون أنه لكم” قالوا والله لو كان حياً كان عيباً فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت؟ فقال: “والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم”.
ومن أسباب جلب الرزق ما يلي:
الاستغفار والتوبة
قال تعالى: “اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)”. (سورة نوح)
التوكل على الله
قال تعالى”: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً”. (سورة الطلاق الآية :3).
وروى الإمام مالك والترمذي بسند صحيح عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “لوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَتَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بطانا”.
صلة الرحم
يجب علينا جميعا ان نصل رحمنا من الاقارب والاخوات والبنات والخالات والعمات ونأخذ بيدهم ونرعاهم ونساعدهم ونهديهم إلى الله عز وجل فيزداد الرزق بإذن الله.
فعن أَنَس بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”.
الإنفاق في سبيل الله
قال تعالى: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَخَيْرُ الرَّازِقِينَ”). (سورة سبأ: الآية 39)
وفي الحديث: “أنفق يا بلال ، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا”. رواه (الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ، والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة)..
التوبة
قال تعالى: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (سورة هود: الآية 3)
الدعاء
يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام: “اللهم إني أعوذ بك من البخل والفقر،وعذاب القبر”
وعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفَقْرِ ، وَالْقِلَّةِ ، وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ تَظْلِمَ ، أَوْ تُظْلَمَ” .
تقوى الله عز وجل
قال تعالى “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَاعَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”. (سورة الأعراف : الآية 96)
ذكر الله تعالى
قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاًوَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى” . (سورة طه :الآية 124)
النفقة على طالب العلم
تزيد النفقة على طالب العلم بالذات في الرزق ، لانه ترك بلده وأهله وجاء ليتعلم ويعود خطيبا أو ليعود داعية أو ليعود مفتياً ، لذلك يجب الانفاق عليه واكرامه واشعاره أنه بين أهله وفي بلده، والدليل على ذلك
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: “كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْآخَرُيَحْتَرِفُ ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: “لَعَلَّكَ تُرْزَقُ به” (رواه الترمذى).
شكر الله عز وجل
أنعم الله علينا جميعاً بنعم لا تعد ولا تحصى ، أكبرها الصحة والأولاد وراحة البال إلخ ، إن شكرت نعماً بين يديك حفظ الله لك هذه النعم ، وزادك من فضله.
قال تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ (سورة إبراهيم: الآية 7) .
وأخيرا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع “إن روح الأمين نفثت في رُوعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله عباد الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالاً، ولم يقسمها حراماً، فمن اتقى الله، وصبر آتاه الله برزقه من حله، ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله، قص به من رزقه الحلال حوسب عليه يوم القيامة”.