علمي ولدك الاستقلالية
تاريخ النشر: 03/09/14 | 11:03منذ ولادته، من الطبيعي أن يتعلق الولد بأمه ويرغب في البقاء إلى جانبها أينما تذهب. إلا أنه كلما كبر، ازدادت الحاجة إلى توعيته حول ما يجب عليه القيام به وتعليمه الإستقلالية عن أمه شيئاً فشيئاً ولكن بشكل مدروس. ومن أجل تحقيق هذه الإستقلالية، لا بد من إتباع الطرق المناسبة للوصول إليها بالشكل الصحيح.
بناء شخصيته المستقلة
إذا أراد ولدك القيام ببعض الأعمال بنفسه مثل تناول الطعام من دون مساعدتك أو استكشاف المكان من حوله، فهذه إشارة جيدة على رغبته في الحصول على القليل من الإستقلالية وبناء شخصيته المميزة بعدما أدرك أنه شخصٌ منفصل عن أمه. ولكن يكمن التحدي في إبقائه بمأمن عن كل ما يحيط به وإعطائه الإستقلالية في الوقت نفسه.
لذا، إحرصي على أن يكون في مكان آمن في المنزل وأبعدي عنه كل ما قد يعرضه للأذى حتى تكوني مطمئنة. كما من الأفضل أن يكون محاطاً بالألعاب التي يحبها حتى تستمتع بوقته. أما إذا أراد اللعب مع أقاربه وأصدقائه، فأخبريه بأنك سوف تكونين مشغولة لبعض الوقت. لذلك عندما تعودين، أطلبي منه أن يخبرك عما قام به مع أصدقائه أثناء غيابها.
إتخاذ القرار بنفسه
من المهم أن يتولى الأهل السلطة، ولكن إذا رغب طفلك في اتخاذ قرار من وقتٍ لآخر مثل الإختيار بين نوعين من الطعام أو ارتداء الملابس التي يفضلها. ربما لا يكون القرار صحيحاً في بعض الأحيان ولكن دعيه يقرر بنفسه. فاذا ارتدى معطفاً سميكاً في يوم دافئ، سرعان ما سيشعر بالحر ويتعلم من أفعاله.
الترتيب والنظافة الشخصية
لا بد أن يتعلم طفلك النظافة الشخصية والترتيب في المنزل. لذا لا يجب أن تعتبري النظافة أمراً مسلماً به، بل على العكس من ذلك. من الضروري أن يعرف أن عليه غسل يديه جيداً بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام. كذلك، من المفضل أن تعلميه أن يضع طبقه المتسخ في المطبخ بعد الأكل. وإذا رغب في مساعدتك أثناء تنظيفك للمنزل، قومي باعطائه فوطةً لتنظيف الغبار مثلاً حتى يشعر بأنه يقوم بعملٍ مفيد.
الإبتعاد عن ولدك
إذا أردتِ مغادرة المنزل، من المهم جداً أن تهيئي طفلك لتقبّل غيابك عنه ولكن لا ترحلي أبداً من دون إخباره لأنه سوف يشعر بأنك لن تعودي مجدداً. وحتى يعتاد على فكرة غيابه، أضبطي الوقت على الساعة في غرفته لعشر دقائق وقولي له أنك ستغيبين لمدة عشر دقائق لأنك ستقومين بتنظيف المنزل على سبيل المثال. وبعدها يمكنك الغياب لمدة أطول شيئاً فشيئاً. وبهذه الطريقة، سيعتاد على غيابك عنه وسيعلم بأنك ستعودين في وقتٍ قريب وأنه لا يجب أن يشعر بالحزن والقلق بسبب لرحيلك.
إظهار الحب والإهتمام
ليشعر ولدك بالإستقلالية والثقة، من المهم جداً أن تظهري له حبك ودعمك وأن تقومي بإرشاده وتعليمه كيفية القيام بأي عمل. وإذا فشل بالقيام بما طلبتِ، يمكنك مساعدته والوقوف بجانبه حتى يلجأ إليك عند مواجته لأي مشكلة في المستقبل.
وفي النهاية، الإستقلالية مفهومٌ كبير وواسع بالنسبة للأولاد والأهل. وحتى تساعدي ولدك على بناء شخصيته المستقلة، لا بد من تحديد المسؤوليات والمتطلبات المفروضة على الأهل والأولاد في الوقت نفسه لأن التفاهم هو أساس العلاقة بين الأهل والأطفال.