تحذير من تصعيد الاعتداء على الاقصى ومحاولات تقسيمه
تاريخ النشر: 04/08/14 | 13:59انتهى ظهر اليوم المؤتمر الصحفي الذي عقدته كل من – الهيئة الاسلامية العليا في القدس، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقوى الوطنية في القدس اليوم الاثنين بعنوان ” وعين على الاقصى ” وذلك في فندق الكمودور في القدس، وجاء المؤتمر ليعرض آخر المستجدات والمخاطر التي طرأت على قضية المسجد الاقصى في الآونة الأخيرة بدءاَ من التصعيد غير المسبوق في شهر رمضان وانتهاءً بما يجري الآن من منع عام للمصلين وإغلاق المسجد لساعات طويلة في وجههم.
وشارك في المؤتمر كل من الاستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس بالإضافة الى الاستاذ حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في السلطة الفلسطينية والشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني وتولى عرافة المؤتمر المحامي زاهي نجيدات المتحدث الرسمي باسم الحركة الاسلامية، الذي رحب الحضور ضيوفا وإعلاميين وعدد المخاطر التي تحيط بالمسجد الاقصى هذه الايام والتصعيد الكبير في الانتهاكات والاعتداءات الذي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي بحق المصلين فيه اولي القبلتين.
الشيخ عكرمة صبري
واستهل المؤتمر في كلمة للشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا الذي قال ان المؤتمر يأتي في وقت ينشغل فيه العالم كله بما يحدث في غزة، والاحتلال الاسرائيلي يستغل هذا الانشغال للتسلل الى المسجد الاقصى، حيث قام الاحتلال يوم امس بإدخال 100 مستوطن، وأغلق عددا من ابواب المسجد الاقصى، وهذا تدخل سافر في صلاحيات المسجد الاقصى.
وأضاف ” في صبيحة هذا اليوم قامت قوات كبيرة من الاحتلال باقتحام الاقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين فيه، وأطلقت القنابل والرصاص المطاطي على المصلين في الجامع القبلي المسقوف، كما وأغلقت عدد من بوابات المسجد الأقصى الخارجية “.
واعتبر الشيخ عكرمة هذه الاحداث استفزازية وتحد لمشاعر كل المسلمين في العالم، وأشار الى ان الاحتلال يحاول السيطرة على أبواب الاقصى، وهذا أمر خطير جداً،وفرض أمر واقع جديد، ومحاولة فرض مخطط التقسيم للأقصى. وقال “نحن نرى حالة الصمت العربي والإسلامي لما يجري في غزة، وهذا ينطبق ايضا على الاقصى، وهذا أمر مؤسف جدا، ولكن الامل يحدونا أن يتحرك العالم الاسلامي والعربي من اجل الاقصى،ونؤكد مرة أخرى على موقفنا ان المسجد الاقصى حق خالص للمسلمين، ولن نتنازل عن شبر واحد منه”.
الاستاذ حاتم عبد القادر:
ومن جانبه رفع الاستاذ حاتم عبد القادر ممثل القوى الوطنية في القدس التحية لأهل غزة وصمودها في وجه العدوان الاسرائيلي، وأكد أن ارادة الصمود الفلسطيني لن تنكسر وهناك مخطط إسرائيلي يوشك ان يقع وينفذ وهو التقسيم الزماني للمسجد الاقصى، تمهيدا للتقسيم المكاني، ويبدو أن هناك قرارا رسميا بهذا الموضوع، ويبدو أن احد الدول المجاورة قد أبلغت بهذا القرار، والاحتلال قد يستغل انشغال العالم لتنفيذ هذا المخطط “.
وأضاف “بالمقابل، إذا ظن الاحتلال انه سيمرر عدوانه ومخططاته، دون أن يكون هناك حماة للاقصى، فالاحتلال مخطئ؛ فلن يقف اهلنا في القدس والداخل الفلسطيني، مكتوفي الأيدي، الواقع في الاقصى، ولعل ما حدث في الشهر الاخير هو خير دليل على أن أهل القدس والداخل سيكونون الحماة للاقصى، ونقول هذا الأمر كتحذير بشكل واضح.
وأشار الى ان الاحتلال قد يستغل مناسبة يوم غد لتغيير الأمر الواقع، وما حصل اليوم هو توطئة لما قد يحدث يوم غد الثلاثاء،، ولذا نحن باسم القوى الوطنية والإسلامية، ندعو الى شد الرحال الى المسجد الاقصى يوم غد، وهو نداء لشد الرحال باكرا الى الاقصى.
وطالب عبد القادر العالم العربي والاسلامي لتحمل مسؤولياته تجاه القدس والاقصى، ” لافتا الى توجيه صرخات استغاثة للاقصى، لكن ما وجدنا لها دويا، ونتمنى هذه المرة ان يكون لها دوي، فالتغني بالاقصى وحده لا يكفي “.
وختم كلمته في القول ” نتطلع الى دور أكثر فعالية للملكة الأردنية الهاشمية، من الناحية السياسية والقانونية، بصفته صاحب الولاية على الأقصى، كما يمكن للاردن ان تتوجه للمحاكم الدولية لمقاضاة الاحتلال على جرائمه في الاقصى “.
الاستاذ محمد زيدان.
وقال الاستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني ان المؤسسة الاسرائيلية تحاول منذ احتلالها للقدس أن تفرض سيطرتها على المسجد الاقصى، وما يحدث اليوم في الاقصى ليس جديدا. وأضاف أن اقتحام شارون مع ثلاثة آلاف جندي عام 2000، اشعل شرارة انتفاضة امتدت في كل ارجاء فلسطين، وما يفعله الاحتلال من اعتداءات على المسجد الاقصى يرفع منسوب الاحتقان، وينذر بانتفاضة ثالثة.
وشدد على أن تصرفات المتطرفين اليهود ليست فردية وإنما تمثل وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية. كما ووجه دعوة للملكة الاردنية الهاشمية والملك عبد الله أن يتخذوا موقفا جديا تجاه ما يحصل في الاقصى على اعتبار ان المسجد يقع تحت السيادة الأردنية وأي اعتداء على الاقصى هو اعتداء على الاردن.
الشيخ حماد ابو دعابس
ومن جانبه استهل الشيخ حماد ابو دعابس رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني بالقول ان المسجد الاقصى قدس اقداسنا وعنوان قضيتنا وهو خط احمر وهو حق خالص للمسلمين ولا يجوز لأحد ان يشاركهم فيه، ومن هنا فاننا نوجه رسالتنا الاولى الى الاحتلال والمؤسسة الاسرائيلية ونقول لهم ” ان أي تغيير بالمسجد الاقصى المبارك يعتبر برأينا اعلان حرب على العالم الاسلامي بأسره،وتحد لمشاعر المسلمين في العالم لانه ليس ملكا للفلسطينيين وحدهم بل لكل الامة الاسلامية “.
ودعا الشيخ ابو دعابس الحكومة الاسرائيلية للجم “مستوطنيها ومجانينها “،الذين يقتحمون المسجد الاقصى ويستفزون مشاعر المسلمين من خلال تلك الاقتحامات، و حذر المؤسسة الاسرائيلية من استمرار هذه الاستفزازات مشيرا الى انها ستؤدي الى ما لا تحمد عقباه،ونصح بعدم الانجرار وراء هؤلاء الرعناء الذين يجرون المنطقة الى المجهول.
الشيخ كمال الخطيب
اختتم المؤتمر بكلمة للشيخ كمال الخطيب، الذي ربط بين الحرب على غزة والاعتداء على المسجد الاقصى،بإشارة إلى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد استغل الظرف الاقليمي والدولي لشن حربه على غزة، وانتهاكه لحرمة الاقصى.
واستذكر رمضان الاخير، مؤكدا على أنه الاصعب على الإطلاق مشيرا الى الاغلاق الكامل للمسجد في ايام الجمع وليلة القدر، التي بلغ فيها المصلون بضعة آلاف فقط.
كما ووجه الخطيب نداءا إلى اهل القدس والداخل الفلسطيني بالنفير العام غدا لنصرة المسجد الاقصى في ظل دعوات متطرفة لاقتحامه تزامنا مع ذكرى خراب الهيكل المزعوم.
وخص ايضا علماء الامة وحكامها باتخاذ موقف جاد تجاه ما يحصل في الاقصى لتحملهم شعوبهم على الأكف وتنسى خذلانهم لغزة.
اختتم الشيخ كمال الخطيب كلمته بتحذير المؤسسة الاسرائيلية من ان اي تنفيذ لتقسيم الاقصى او هدمه سيمثل بداية النقض للمشروع الصهيوني، وقال:”إياكم والمسجد الاقصى، لا تلعبوا بالنار، إننا لا نملك مدافع ولا صواريخ ولكننا نملك العزيمة “.
وجدير بالذكر ان المؤتمر حظي بتغطية اعلامية واسعة من كافة وسائل الاعلام المختلفة، كما يشار الى في نهاية المؤتمر تم توزيع مذكرة اعدتها مؤسسة الاقصى على الاعلاميين تضم آخر المستجدات والمخاطر المتعلقة بالمسجد الاقصى في الآونة الأخيرة.