شعائر خطبة وصلاة الجمعة من كفرقرع بعنوان ‘‘فضل الإستغفار”
تاريخ النشر: 29/11/10 | 9:38بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘فضل الإستغفار‘‘،هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله قد أمرنا بالتوبة إليه، والإستغفار من ذنوبنا، في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسُمي ووصف نفسه بالغفار وغافر الذنب وذي المغفرة، وأثنى على المستغفرين ووعدهم بجزيل الثواب، وكل ذلك يدلنا على أهمية الإستغفار، وفضيلته، وحاجتنا إليه. وقد قص الله علينا عن أنبيائه أنهم يستغفرون ربهم، ويتوبون إليه، وذكر لنا عن نوح – عليه السلام – أنه قال:((وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ))، وقال أيضا: ((رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)).
وذكر عن موسى – عليه السلام – أنه قال:((قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))، وذكر عن نبيه داود – عليه السلام – أنه قال ((فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ))، وذكر عن نبيه سليمان – عليه السلام – أنه قال:((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ))، وشعيب عليه السلام قال لقومه:((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))..”.
وأردف الشيخ قائلاً:” وأمر خاتم رسله نبينا محمداً بقوله:((واسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ولِلمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ))، وأمرنا بالاستغفار فقال:((فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ))، وفي الحديث القدسي يقول سبحانه: ((يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم))..”.
وتابع الشيخ قائلاً:” عباد الله: وللإستغفار فوائد عظيمة، منها: أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، كما في الحديث: ((فاستغفروني أغفر لكم))، وكما قال الله تعالى:((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ))، وقال تعالى:((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً)).”.
وقال الشيخ أيضاً:” وفي الحديث القدسي: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك)).
ومن فوائد الإستغفار: أنه يدفع العقوبة ويدفع العذاب قال الله تعالى:((وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)).”.
وقال الشيخ أيضاً:” ومن فوائد الإستغفار: أنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق والخروج من المضائق ففي سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب))..”.
وأضاف الشيخ كذلك:” ومن فوائد الإستغفار: أنه سبب لنزول الغيث والإمداد بالأموال والبنين ونبات الأشجار وتوفر المياه، قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه:((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً))، وقال عن هود عليه السلام أنه قال لقومه:((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)).”.
ونوه الشيخ:” عباد الله: والإستغفار مشروع في كل وقت، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للإستغفار فيها مزيد فضل، فيستحب الإستغفار بعد الفراغ من أداء العبادات؛ ليكون كفارة لما يقع فيها من خلل أو تقصير، كما شرع بعد الفراغ من الصلوات الخمس، فقد كان النبي إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثاً؛ لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو.
وأردف الشيخ قائلاً:” كما شرع الإستغفار في ختام صلاة الليل، قال تعالى عن المتقين:((كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))، وقال تعالى:((وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)).
وشرع الإستغفار بعد الإفاضة من عرفة والفراغ من الوقوف بها قال تعالى:((ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، وشرع الإستغفار في ختم المجالس حيث أمر النبي عندما يقوم الإنسان من المجلس أن يقول: ((سُبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك))، فإن كان مجلس خير كان كالطابع عليه، وإن كان غير ذلك كان كفارة له.”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” وشرع الإستغفار في ختام العمر، وفي حالة الكبر، فقد قال الله تعالى لنبيه عند إقتراب أجله: بسم الله الرحمن الرحيم:((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا))؛ فقد جعل الله فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجا، علامة على قرب نهاية أجل النبي، وأمره عند ذلك بالإستغفار، فينبغي لكم أيها المسلمون ملازمة الاستغفار في كل وقت، والإكثار منه في هذه الأوقات والأحوال المذكورة، لتحوزوا هذه الفضائل، وتنالوا هذه الخيرات، فقد كان نبينا يكثر من الإستغفار..”.
وذكر الشيخ أيضاً:” فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((إننا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة يقول: رب إغفر لي وتب علي إنك التواب الرحيم))، وفي سنن ابن ماجه بسند جيد عن النبي أنه قال: ((طوبى لمن وجد في صحيفته إستغفارا كثيراً))..”.
وأضاف الشيخ:” عباد الله: والإستغفار معناه طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب، وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع عن الذنوب والمعاصي. وأما الذي يقول: أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الإستغفار. قال الفضيل بن عياض – رحمه الله -:إستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين، وقال آخر: إستغفارنا ذنب يحتاج إلى إستغفار! يعني: أن من إستغفر ولم يترك المعصية، فإستغفاره ذنب يحتاج إلى إستغفار. فلننظر في حقيقة إستغفارنا، لئلا نكون من الكذابين الذين يستغفرون بألسنتهم، وهم مقيمون على معاصيهم.”.
وتابع الشيخ:” عباد الله: هناك ألفاظ للإستغفار وردت عن النبي ينبغي للمسلم أن يقولها، منها: قوله: ((رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم))، وقوله: ((أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه))، وقال: ((سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما إستطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)؛ من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة. ومن قالها من الليل وهو موقن به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)) رواه البخاري.
وأخرج أحمد من طريق أخشن السدوسى قال: دخلت على أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “والذي نفسي بيده أو قال والذي نفس محمد بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله عز وجل لغفر لكم والذي نفس محمد بيده أو والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم”.
وذكر الشيخ في سياق حديثه قصة واقعية، جاء فيها:” هناك إمرأة قالت: مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات، فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري وندبت حظي.. ويئست.. وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم وإذا بشيخ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا))؛ فأكثرت بعدها الإستغفار، وأمرت أبنائي بذلك وما مر بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمه فعوضت فيها بملايين وصار أبني الأول على طلاب منطقته وحفظ القران كاملاً وصار محل عناية الناس ورعايتهم وإمتلأ بيتنا خيراً وصرنا بعيشه هنيئة وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد إمرأة..”.
وقال الشيخ:” يقول أحد الأزواج: كلما أغلظت على زوجتي أو تشاجرت أنا وهي أو صار بيني وبينها أي مشكلة أهم بالخروج من البيت من الغضب… ووالله لا أفارق باب العمارة إلا وتجتاحني رغبة شديدة في الذهاب للإعتذار منها ومراضاتها… أخبرتها بذلك فقالت لي: أتعرف لماذا ؟؟ قال لها: ولماذا ؟ قالت بمجرد أن تخرج من الغرفة بعد شجارنا ألهج بالإستغفار ولا أزال أستغفر حتى تأتي وتراضيني نعم انه الاستغفار الذي قال عز وجل عنه ((وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) ألا يستحق أن يكون أعجوبة..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” روى الشيخ خالد الجبير إستشاري أمراض القلب هذه القصة التي حدثت له: أنه كان معرض للتقاعد من عمله وهناك خمسة أطباء من اللذين يعملون معه في نفس المشفى كانوا يكنوا له العداوة وأرادوا خروجه من العمل.. وعندما عرض له الخبر أصبح مهموما ضائقا شديد الكرب ذهب للمسجد وقت صلاة العصر وعندما خرج تذكر شيئاً قال في نفسه – الآن كل الناس المرضى يأتون إلي لأعالجهم وأنا الآن لا أستطيع أن أعالج نفسي من الهم الذي أصابني- وتذكر الاستغفار وجعل يردد ((استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)) وعندما وصل لبيته يقول: ما إن أمسكت مقبض باب المنزل حتى أحسست براحة واطمئنان عجيبين يسريان في داخلي… يقول الدكتور… ولم تمض بعد ذلك سوى سنتين إلا وقد حدث للأطباء الخمسة ما حدث… فقد مات أحدهم ونقل الآخر من عمله وتقاعد الرابع واعتذر أحدهم من فعلته وفصل الأخير من الوظيفة..!! سبحان الله كل ذلك يفعله الاستغفار أين نحن من قوله تعالى:((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً))..”.
ذكر الشيخ بعض من أقوال السلف الصالح فـي الإستغفار:” روي عن لقمان أنه قال لإبنه: «عود لسانك: اللهم إغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً»، وقالت عائشة: «طوبى لمن وجد في صحيفته إستغفاراً كثيراً»، وقال قتادة: «إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالإستغفار»، وقال أبو النهل: «ما جاور عبد في قبره مِنْ جارٍ أحب من الإستغفار»، وقال الحسن: «أكثروا من الإستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة»، وقال أعرابي: «من أقام في أرضنا فليكثر من الإستغفار، فإن مع الإستغفار القطار» والقطار السحاب العظيم القطر، وقال علي: «العجب ممن يهلك ومعه النجاة! قيل: وما هي؟ قال: الإستغفار».
وأضاف الشيخ قائلاً:” وقال بعضهم: «العبد بين ذنب ونعمة، لا يصلحها إلا الحمد والاستغفار». ومن الآثار قصة الحسن البصري مع الحمال فقد إستأجر الحسن حمالاً فسمعه يقول: «الحمد لله وأستغفر الله» طول الطريق فقال له الحسن البصري ما هذا إنك لا تحسن غير هذا الكلام؟ فقال إني أحفظ نصف القرآن ولكني أعلم أن العبد بين أمرين بين نعمة نازلة عليه من الله وجب عليه حمده، وبين ذنب فيه صاعداً إليه وجب عليه استغفاره، لهذا أنا أقول دائماً وأبداً «الحمد لله وأستغفر الله» فقال الحسن حمالاً أفقه منك يا حسن، فالمقصود أن الاستغفار ينفع قبل الذنب وبعد الذنب، وفي الأثر أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والإستغفار.”.
قصة عجيبة لكنها واقعة رجل أتى الحسن شكا إليه القحط فقال له إستغفر الله، الجواب كلمة واحدة، أتاه آخر فشكا إليه الفقر فقال إستغفر الله، أتاه آخر فقال له ادعُ الله أن يرزقني إبناً صالحاً فقال إستغفر الله، أتاه آخر شكا له جفاف بساتينه قال له إستغفر الله، عجبنا من هذا الكلام فقلنا أتاك رجال يشكون ألواناً ويسألون أنواعاً فأمرتهم جميعاً بالإستغفار، فقال: ما قلت من نفسي شيئاً إنما إعتبرت قوله تعالى حكاية عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه: لماذا لا يستجاب للمسلمين؟ يدعون الله ليلاً ونهاراً والأمور تزداد تعقيداً:((مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا))، السبب أن أمر الله هان عليكم فهنتم على الله، ﴿(مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)) . لماذا لا تعظمون أمره، لماذا لا تأخذون أمره ونهيه أمراً جدياً..”.
وأضاف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة، إذا تبتم إلى الله كما يقول الإمام جعفر وإستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء وأنبت لكم من بركات الأرض وأنبت لكم الزرع وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين أي أعطاكم الأموال والأولاد وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار.
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة، أناس كثيرون يستغفرون والفقر يزداد، هذه ظاهرة لو أنك حدثت من حولك بمضمون هذه الخطبة حتماً يقول لك أحدهم لا، أنا أستغفره ليلاً ونهاراً والأمور تزداد تعقيداً بماذا تجيبه؟ قال أبو علي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة شكا إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه شدة لحقت به، وكثرة في العيال، فقال له: عليك بالإستغفار، فإن الله عز وجل يقول: إستغفروا ربكم إنه كان غفاراً الآيات فعاد إليه، فقال: يا أمير المؤمنين إني قد استغفرت الله كثيراً وما أرى فرجاً مما أنا فيه، فقال: لعلك لا تحسن أن تستغفر، قال: علمني، قال: أخلص نيتك، وأطع ربك، وقل: اللهم إني أستغفرك من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك، يعني يا رب أنا عصيتك بعافيتك، عافيتني فعصيتك..”. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين.
الله يحي مصلين جامع عمر بن الخطاب وعلى راسهم أبو أحمد
منور الصوره محمو د ابو فنه “ابو يحيى”
وانتهز الفرصه لابارك لك بالمولود الجديد “يحيى” يتربى بعزك يا اخي وادعوالله ان يجعله من الصالحين
الله يحفظكم يا رب