آنَ للخريف أن يُزهِر ….

تاريخ النشر: 04/04/12 | 10:15

تأخّرت َ كثيراً ..

والتأخير ليس في مصلحةَِ الحياةِ …

ولا في مصلحة أحد …

أعطيتَ للريح وقتاّ أكثرَ من المعتاد ..

ونسيتَ أنّ أشجار اللوزِِ ِ عاريةّ ٌ..

شاحبة ٌ..

كلون الرماد ِ

كلون الموت ِ أو أكثر ..

****

أُ ُترك أوراقكَ الصفراء شاحبة ّ

تمتصُ رحيق َ الموت ..

وعبثَ ألأيام ..

أ ُتركْها فهي لا تصْـلُُـُُـح

لكتابة تاريخ جديد ..

******

حقولُكَ بحرٌ من رماد ..

وأغصانُك لم تعُد تحتمل ُ الهمّ ..

ترابك َ العنبري ٌ

شكوى

لا تزول

وموطِىءُ أقدام القدَر ..

كُلَّ ما حولك َصراخ ٌ

وتشريد ٌ

وذكرى للقيامة ِ المنتظرة ..

لا تحترفِ البقاء َ وحيدا ّ

فاخرُج في الصباح ِ

وأَلق ِ تحيتك َ

على جبل صنّين ..

واخلع جلدك َ العاري ..

وابن ِ نسيجاٌ من لعاب َ العصافير ..

*****

كم بقي لديك َ من الوقت

كي تركب جوادكَ وتأتي ؟

فالوقت يهاجمنا

ويفتّت ُ أجزاءنا

ويرحل ..

الوقت لا يقف ُ مع الواقفين

ولا يصمت مع الصامتين …

فاحمل جريمتك َ على كتفيك َ واتبعني ..

واغسلْ وجهك َ بماءِ الحياةِ

وزنـّر خاصرتيك َ

بِِِِـِتين ِ تمّوز

وتفاح جـِزّين

لا تشتـَـه ِ أن تكون َ

جبّارا ّ ..

عنيداّ …

تحاربُ السـنين ..

*******

كفاك َ يا أيلولُ حربًا

فقد قتلت َ الملايين ..

وخرجت َ من المعركة ِ خاسراّ

حزين ..

فلا يحق لنا أن نعيش مرّتين

لأن هذاهو قانون الحياة ِ الجديد ..

لا تنتظرْ نـي أيّها الشتاء …

فأنا لست بحاجة ٍ للبرد ِ

ولا لطعم الكستناء ..

أنا ما زلت ُ في طور ِ البِناء ..

ما زلت ُ جالساّ على

قارعة ِ الطريقِِِ ِ

أنتظر ُ بائعة َ الورد

أريد أن اشتري باقة ّ

من الزنبق والريَاحين ..

أهديها لعمري الآتي من بعيد

لعمريَ الجديد …

فقد مللت ُ رائحة َ التراب ِ

وموت الكنار ِ والحَسَاسين ..

اشتقت ُ أن أكون َ عوسجة ً

أو زيتونةًّ ً خضراء ..

فآن َ لي أن أقود َ حصاني

وأخرجَ ..

لأصطادَ العصافيرَ

بين حقولِ ِ القمح ِ

ومروج ِ الشعير …

آن َ لي أن أخرج َ

من جفاف مظلتي ..

وأستيقظ َ من موتي

وأحتضن الحياة

ونور َ الشمس ….

وأترك عنواني تائها ً

بين َ حقول َ الورد والياسَمين ..

آنَ لي أن أكون ما أُ ُريد

ومتى أ ُريد ….

أشرّد َ الريحَ

وأُبعثرَ الضبابْ …

فأنا مع الصّيف ِ شمسٌ

ومع الربيع ِ زهرةًٌّ

ومع الشتاء َ

سحَابْ ….

بقلم نادرة شحادة – كفرياسيف

‫2 تعليقات

  1. الإبنة الكريمة والشاعرة الواعدة حقاً ، نادرة شحادة ، ابنة بلدتي كفرياسيف ، أقرأ كل ما تكتبين وقرأتُ آخر ما نشرت في موقع بقجة . هذه القصيدة يمكن أن تكون عددا من النصوص الشعرية جميلة المعنى وكثيرة الدلالات . فالمقاطع الأخيرة هي في نظري قصيدة مستقلة ، بمعنى وحدة الموضوع الشعري ووحدة القصيدة ، كنت سأضيف لها بعض المصطلحات البسيطة ، لأعطيها بعدا حياتيا أوسع :

    آنَ لي

    آن َ لي أن أخرج َ
    من جفاف مظلتي ..
    وأستيقظ َ من موتي
    وأحتضن الحياة
    ونور َ الشمس ….
    وأترك عنواني تائها ً
    بين َ حقول َ الورد والياسَمين ..

    آنَ لي أن أكون ما أُ ُريد
    ومتى أ ُريد ….
    أشرّد َ الريحَ
    وأُبعثرَ الضبابْ …

    فأنا مع الصّيف ِ شمسٌ
    ومع الربيع ِ زهرةٌّ
    ومع الشتاء
    سحَابْ ….
    ومع الخريف
    تجدد حياة !

    القصيدة الثانية هي المقطع الأول

    تأخّرت َ كثيراً ..
    والتأخير ليس في مصلحةَِ الحياةِ …
    ولا في مصلحة أحد …
    أعطيتَ للريح وقتاّ أكثرَ من المعتاد ..
    ونسيتَ أنّ أشجار اللوزِِ ِ عاريةّ ٌ..
    شاحبة ٌ..
    كلون الرماد ِ
    كلون الموت ِ أو أكثر ..

    اما الثالثة ، فهي :

    آن َ لي أن أقود َ حصاني
    وأخرجَ ..
    لأصطادَ العصافيرَ
    بين حقولِ ِ القمح ِ
    ومروج ِ الشعير

    ولكن هنا كنت سأقترح بدلا من أن أقود حصاني :
    أن أحلق طائرا
    وبدل ” أن أصطاد العصافير ” أن أشارك العصافير زقزقتها أو طيرانها أو فرحها

    وفي الختام لك مني أجمل تحية وما أود أن أؤكده أن أجمل الشعر هو ما قلَّ ودلَّ ، أرجو لك تحليقا دائما . ابراهيم مالك

  2. تحياتي العطرة الى الشاعر الكبير ابراهيم مالك ( ابو مالك )
    بدايةً أشكر جميل تعليقك وقرائتك لقصيدتي هذه .
    شرف كبير لي أن تقرأ أشعاري وتحلق فيها عالياً . وأتمنى أن تواصل قراءتك لأشعاري دائماً . أنا كذلك أتابع دائماً ما تكتب انت . أتمنى لك الصحة والعافية وأنت تبقى متألقاً ومحلقاً ومبدعاً دائماً في عالم الشعر .
    شكري وتقديري
    نادرة شحادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة