أوامر إبعاد مشبوهة بحق المصلين في المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 07/08/14 | 18:26أصدرت شرطة الاحتلال في مدينة القدس يوم أمس الأربعاء أمرا بالإبعاد عن المسجد الاقصى بحق تامر شلاعطة من سخنين, بعد أن استدعته للتحقيق أثناء دخوله المسجد وطالبته بعدم الدخول مجددا حتى التاسع عشر من تشرين أول القادم, من دون أن توجه له أي تهمة عينية تبرر هذا الإجراء التعسفي.
وكان شلاعطة المركز في مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى قد تعرض لأوامر اعتقال وإبعاد سابقة وصلت الى ثلاثة أوامر إبعاد وثمانِ اعتقالات تعسفية منذ بداية العام الجاري.
وذكر شلاعطة أنه عند وصوله صباح الأمس الى المسجد الأقصى أوقفته عناصر شرطة الاحتلال واقتادته الى مركز القشلة للتحقيق, حيث أخبروه هناك أنه يثير الشغب والمشاكل داخل المسجد, فيما طالبه المحقق أن لا يسأله عن نوع المشاكل لأنه لن يجيبه, وكل ما ذكره أنه سوف يتم إصدار أمر إبعاد بحقه. وأضاف ” اتصل المحقق بقائد منطقة القدس وطلب منه المصادقة على أمر الإبعاد الذي استلمته, دون أن يعلمني أحد بالسبب وراء هذا الإجراء التعسفي أو توجيه أي تهمة عينية”.
“المسجد الأقصى هو أمانة في أعناقنا والمطلوب منا أن نأخذ دورنا في الدفاع عنه, وإن هذه الأحكام الظالمة لن تثنينا عن الدفاع عن الأقصى الذي سنبقى ندافع عنه من داخل أسواره ومن خارجها”, وتابع شلاعطة دعوته بالثبات وعدم مهابة هذه الأوامر الرخيصة في سبيل الأقصى, فيما وجه نداءه الى أبناء الداخل الفلسطيني بشد الرحال وتكثيف التواجد فيه.
وفي سؤاله حول قانونية هذه الأوامر أجاب المحامي خالد زبارقة مدير مؤسسة “القدس للتنمية” أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس العنصرية ضد المقدسيين وأبناء الداخل الفلسطيني في المسجد الأقصى, من منطلقات عنصرية تهدف الى شرعنتها بهذه المسميات القانونية. وأضاف أن هذه الاجراءات لا تستند لأي أساس قانوني كونها تمنع المسلمين من التواصل مع المسجد الأقصى الذي يعود لهم وحدهم, لذلك أي أمر من هذا النوع يعتبر غير قانوني لأنه يمنعهم من ممارسة حقهم في أداء العبادات في الأقصى.
وحول عدم التوجه الى الجهاز القضائي في دولة الاحتلال أفاد زبارقة أنه لا توجد ثقة في هذا الجهاز كونه يمثل الاحتلال المعروف بجرائمه ضد الانسانية, وهو يقوم بشرعنة هذا الاحتلال ما يفيد بعدم جدوى التوجه اليه.
وجماهيريا دعا زبارقة الى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى ودعم المبعدين عنه في التصدي لهذه الإجراءات العنصرية, على المستوى الجماهيري الإعلامي والدولي. فيما وجه كلمته للمبعدين حثهم فيها على التواجد في أقرب نقطة من المسجد الأقصى يمكنهم الوصول إليها.
من جهته نبّه مدير مؤسسة “عمارة الأقصى والمقدسات” د. حكمت نعامنة من أن غالبية أوامر الإبعاد الأخيرة تمتد الى التاسع عشر من تشرين الأول وما بعده, ما يشير الى النوايا المبيّتة لدى الاحتلال بإفراغ المسجد الأقصى من المسلمين في هذه الفترة, ومداهمته من قبل المتطرفين في مناسبات قادمة مثل ما يسمى بعيد العرش “السوكوت” و “فرحة التوراة” التي تنتهي في السابع عشر من تشرين أول القادم, ما يؤكد على المؤامرات التي يحيكها الاحتلال ضد المسجد الأقصى في الفترة القادمة.
وأوضح أن الاحتلال يسعى جاهدا الى تغييب الحضور الشبابي عن المسجد الأقصى من خلال أوامر الإبعاد القسرية وتحديد الجيل المسموح لدخول المسجد, في مقابل تكثيف اقتحامات المستوطنين وتوفير شرطة الاحتلال مسارات “آمنة” لاقتحاماتهم في باحات المسجد الأقصى البالغة مساحتها 144 دونم.
وفي المقابل أشاد نعامنة بعزيمة الفلسطينيين في القدس والداخل الذين لم يرضخوا لهذه الإجراءات التعسفية بل زادتهم إصرارا في الثبات على حقهم والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. وقال “إن ما نشهده اليوم من نهضة توعوية داخل قرانا ومدننا العربية, خاصة بعد تصعيد الاحتلال ومؤيديه من سياساتهم العنصرية بحق أبناء شعبنا ومقدساتهم, وفي أثناء الحرب الأخيرة على أهلنا في غزة, يمثل الرد المناسب الذي لم يتوقعه الاحتلال رغم الضغوطات الواقعة على أبناء شعبنا “.
وأكد نعامنة على حتمية زوال الاحتلال الغاشم عن المسجد الاقصى بحسب كل الدلائل والمؤشرات المحلية والعالمية.
عزمي دريني – “عمارة الأقصى”