لِقاؤهما المُنْتَظر ..

تاريخ النشر: 07/04/12 | 5:30

تدق أجراس الكنائس في وسط المدينة والشمس عمودية تتهادى في قلب المدى تلّون وجه قرنفلة تفتحت أغصانها نضرة من وهج الربيع والصِّبا. ومع هبات النسيم تتدفق ظلال النور ترسم لوحة السنا في الأفق العاري وتفترش الحقول والبساتين.

هناك في الناصرة مدينة الجمال يتراقص الطير يشدو وتتغنى مواسم الفرح , ويضج عبق الماضي بالحاضر, هناك حيث ازدحام حركة السير تعج الضوضاء في الشوارع وتصدح أصوات المزامير.

كانت الساعة قرابة الثانية عشرة وكان اللقاء بينهما يشتعل حماساً وشاعريةً في مقهى “الناي” والنسمات تعدو مرحة في حدائق الضوء, تطلق عنانها بعفوية تامة وتتغنى بعطر الورد وريّا الأزاهير.

بدت سمة الحياء ظاهرة بينهما ومفردات الحديث ساكنة يعتريها الخجل, ولا بد لفنجان قهوة ان يلوذ بحاجز الصمت بعيداً.

ان الرشفة الأولى من فنجان القهوة باتت تمتزج برغوة خفيفة تمتلئ بلّذة جامحة وبنكهة بُن عربية وكانت نظرات “ساره” نحوه لا تقاوم تشكل نوعاً من احتكار الحبّ والنبيذ الأحمر في وجنتيها يضج خجلاً أو عطشاً من ارتفاع درجات الحرارة.

تنظر اليه بتأنٍ تارةً تتفحص ملامحه بدقة, لولبات شعره الكستنائية, قميصه المقصب وتارةً أخرى تمعن النظر في عينيه لتترجم بقراءة صامتة مفردات أحاسيسه وتقرأ كلّ ما يجول في تربة عينيه.

وسط هذه العواطف الجياشة والملّتهبة بنار الشّوق أخذ يمتص سيجارته بحزم وتتصاعد قافلة من دخانها الأبيض الى قارعة السماء. صار يهمهم بصوت خافت ويصرح لها ان حبه قضية مشروعة تتعدى أي دستور ونظام, أنها الأنثى الّتي نثرت براعمها فوق محيطات جسده وعقله, وذهبت به الى عالم فيه لّون وطعم للحياة.

عَلت وجه ساره إبتسامة هادئة ,وقفزت من مدى عينيها دمعة معتقة الجناح ترف فوق وجنتيها, وإذ به يجذب يدها نحو يده يمسك أطراف أصابعها بشدة ويطلب منها ان تعيش معه العمر بكامله.

‫5 تعليقات

  1. كلمات شاعريه جميله مليئة بالاحاسيس الوجدانيه، تبدعين عزيزتي في كل ما تكتبين، اقولها لك بكل صدق اقرأ كلماتك واتمنى ان لا تكون نهايه،لأن كلامك سلس يخاطب جميع العقول،ولا اعتقد ان هناك احد يقرأ هذا الكلام دون ان ترسخ حتى لو بعض هذه الكلمات في ذهنه والكاتب المبدع هو من يترك اثر لكلماته في ذهن المحبين للقراءه، الى الامام.

  2. احييك فراشة الوادي على عطائك المتواصل..بكتاباتك اصرار جميل للتالق

    السامي في الشعر والقصص..اتمنى لك دوام العطاء..

    قيل..حيث يكون الحب تنتصر الحياة وتتكلل المسيرة النجاح والبهجة..

    ..ان يحب المرء ويجد من يحبه اروع هدية في الحياة على الاطلاق.ومن

    الممكن ان تصادف الحب في اي وقت من العمر..

    لك مني عزيزتي خالص الود الجميل والتقدير..بوركت والى الامام.

  3. نثراً كان أو شعراً
    مُتألقة كعاادتكِ عزيزتِي صفاء
    دُمتِ بإبداع لا يكلُ ولا يمل
    ولا يعرفُ النهاية!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة