نصرة النقب فريضة
تاريخ النشر: 08/04/12 | 14:50لا يخفى على احد أن نقبنا الحبيب يعاني من قضايا كثيرة عالقة ومعقدة أخطرها السياسة ّالمبرمجة لمصادرة الأرض وسلبها من أهلها وذلك بملاحقة الأهل وهدم البيوت وعدم الاعتراف بالقرى وتزويدها بالخدمات في شتّى المجالات التربوية، الصحية، الاجتماعية وغيرها . مما جعل الناس يعيشون محرومين من المأوى والمسكن اللائق والحرمان من ابسط مستلزمات الحياة كالماء والكهرباء والخدمات الصحية .
وقد أدت هذه السياسة إلى أوضاع اقتصادية صعبة حيث تكبّد الكثيرون من الأهل الخسائر الماديّة بهدم بيوتهم وإتلاف مزروعاتهم . وبالرغم من هذه السياسة الخانقة والضغوطات الكبيرة يزداد أهلنا يوما بعد يوم ثباتا وإصرارا ورباطا على أرضهم ، ارض الآباء والأجداد ، فنحن نملك الطابو الأكبر والكوشان الأعظم عليها، وهي قبور الآباء والأجداد المنتشرة في ربوع نقبنا منذ مئات السنين، وفي هذا الباب يوجد الكثير الكثير مما قد يقال إلا أنني أردت في هذه السطور التركيز على قضية مهمة جدا مرتبطة بنا نحن أصحاب القضية أهل النقب. أريد أن اذكّر أهلي وأحبابي بقاعدة عظيمة وهي أن إزالة أسباب الخذلان أهم وأولى من إزالة آثار العدوان. فتخاذل الشعوب أمام قضاياها يقودها إلى الهلاك والدمار، والجد والنشاط والعمل الدؤوب المستمر من أجل قضايا الأمة هو الكفيل بعد عون الله بحمايتها من الأعداء .
وإننا لنشد على أيادي كل الأخوة العاملين في الساحة النقباوية من أجل تخفيف معاناة الأهل وأحيي الأخوة في الحركة الإسلامية قيادة وأفرادا وأنصارا ومحبين وداعمين على مشروعهم المبارك، معسكر الرباط الذي يقوم بمشاريع عمرانية كثيرة في جميع قرانا من أجل دعم صمودهم وثباتهم أمام مخططات الاقتلاع والتهجير الظلامية وخاصة مخطط “غولدبرغ – برافر”، فنقبنا يحتاج إلى الكثير الكثير من المشاريع العمرانية .
وإننا لنحمل لأهلنا الكرام جميعا من خلال هذا المعسكر رسالة البناء والعمران والإصلاح والتعاون، هذه الثقافة التي ما أحوجنا إليها في هذا الظرف، ثقافة الأعمال الخيرية العمرانية التطوعية خدمة للدين وللأهل والوطن والأمة، ثقافة الاهتمام بقضايانا العامة المصيرية وعليه نسعى لإقامة الندوات والمهرجانات والنشاطات والمظاهرات الاحتجاجية من أجل ترسيخ هذه الثقافة في أوساط أهلنا رجالا ونساء شيبا وشبابا، وعليه ارتأت الحركة الإسلامية الإعلان عن يوم السبت الموافق 14/4/2012 يوم التضامن مع النقب وسيقام مهرجان احتجاجي كبير في ذلك اليوم الساعة الخامسة عصرا في مدخل قرية الزعروره شرقي قرية كسيفه حيث سيختتم فيه معسكر الرباط .
أهلنا في نقبنا الكريم، نصرة النقب فريضة، وما أشد ما تكابدون من تعسف القوي وكيد الماكر وقسوة الظالم، فليحذر الأهل من جفاء بعضهم البعض فهذه جريمة لا تغتفر ومصيبة فوق المصيبة واعلموا أهلنا الكرام أننا نحبكم ونحب لكم الخير والسعادة وإن صوتكم الجزع لم يزال مجلجلا في الأعماق وهو الذي يحدونا للجدّ في مجد العطاء وشرف التضحية .
نقبكم يطوّق أعناقكم بالأمانة فأدوها حق الأداء، نقبكم يناديكم فلبّوا النداء، نقبكم يستنصركم فانصروه، نقبكم يستصرخكم فأغيثوه . والله وليّ التوفيق.
بقلم الشيخ موسى أبو عيادة- رئيس الحركة الإسلامية النقب