الشيخ إبراهيم صرصور: "على دماء دير ياسين قامت إسرائيل"
تاريخ النشر: 10/04/12 | 0:04اعتبر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، : ” إحياء الفلسطينيين وأحرار العالم الذكرى الرابعة والستين لمجزرة دير ياسين ، فوق ما تمثله من وحشية العصابات الصهيونية التي أصبحت فيما بعد ( جيش الدفاع الإسرائيلي !!! ) ، اعتبرها منعطفا في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية وفلسطين كوطن ، تلته منعطفات كثيرة كانت نتيجة مُرَّةً من نتائجها ، وإفرازا علقما من إفرازاتها المأساوية ، ما زال الشعب الفلسطيني يتجرع مرارتها على يد نفس الجهة التي ولغت في دماء ضحايا دير ياسين من الرجال والنساء والأطفال حتى الثمالة ، إسرائيل . “…
وقال : ” في التاسع من نيسان من كل عام … وفي الوقت الذي يعد فيه اليهود العدة للاحتفال بعيد استقلال إسرائيل ، يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى مجزرة دير ياسين التي أبادت العصابات الصهيونية أهلها في اليوم التالي لاستشهاد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني في معركة القسطل ، والتي تعتبر قطعة ملتهبة من قطع مشهد النكبة الفلسطينية في العام 1948 . لم تكن مجزرة دير ياسين مجرد مجزرة وحشية وفقط ، بل مجزرة بشعة حملت أجندة سياسية تحددت في تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين وأصحابها الشرعيين لمصلحة اليهود القادمين من وراء البحار ( ضحايا الوحش النازي !!!! ) . فهي بذلك مجزرة وجريمة ضد الإنسانية بامتياز ، وهي أيضا مجزرة تم تنفيذها مع سبق الإصرار والترصد وبوعي كامل ضد شعب لم يرتكب خطا في حق اليهود ولا غيرهم ، غير أن الأقدار شاءت أن يعترض طريق مشروع صهيوني – غربي قرر إقامة دولة لليهود على ارض فلسطين ، ولم يعنه بعدها كيف يتم تنفيذ المشروع ، بل لم يكن عنده ما يمنع أن يذبح الشعب الفلسطيني كله على صخرة هذا المشروع . ” …
وأضاف : ” صحيح أننا والشعب الفلسطيني نستذكر أحداث المذبحة والتي جاءت تنفيذا لخطة إسرائيلية/صهيونية مُحْكَمة لتطهير فلسطين عرقيا تم اعتمادها في 10 من شهر آذار من العام 1948 ، أي قبل شهر تقريبا من مذبحة دير ياسين ، وأرسلت الأوامر بعدها إلى الوحدات على الأرض للقيام بطرد منهجي للفلسطينيين من مناطق واسعة في البلاد كما يذكر المؤرخ العسكري الإسرائيلي ( مئير بعيل ) في كتابه ( من الهاجانا إلى جيش الدفاع ) . وقد شملت الخطة وصفا مفصلا للأساليب الممكن استعمالها لتنفيذ المهام كالقتل والتهجير القسري والطرد والتفجير والترويع والتدمير لكل شيئ . فجاءت الحملة العسكرية ضد الفلسطينيين في القرى والمدن في طول فلسطين وعرضها بما في ذلك غزو المناطق الريفية وتدميرها ، تنفيذا لهذه الخطة التي أطلق عليها اسم ( دالِتْ ) أعدتها منظمة ( الهاجاناه ) ، وذلك حسبما يذكر الكاتب ( سمحا فلابان ) في كتابه ( مولد إسرائيل : الأساطير والحقائق ) .. صحيح أننا نستذكر كل ذلك ، إلا أننا في الوقت ذاته نرسل رسالة واضحة إلى الإسرائيليين وحكوماتهم لنذكرهم بأن هذه الجرائم المتعمدة التي ارتكبوها وهم ضحايا النازية ، لا يمكن أن تنسى ، كما أن عملية التطهير العرقي الممنهج الذي نفذته إسرائيل لم يكن نتيجة أوضاع أمنية أو بسبب حرب فرضتها سبعة جيوش عربية مهترئة كما يزعم قيادات إسرائيل ، وإنما جاءت نتيجة حتمية لخطط مدروسة ، وعليه فلا مناص من اعتراف إسرائيل بمسؤولياتها عن المجازر وما تلاها من فصول النكبة ، كما عليها أن تعترف بحق من طردتهم من وطنهم في العودة والاستقرار فيه ، ولو في إطار دولة واحدة تضمن للجميع حقوقهم من غير ظلم ولا عدوان . “…
وأكد الشيخ صرصور على أنه : ” ومع مرور أربعة وستين عاما على مذبحة دير ياسين ، فإن شعبنا الفلسطيني ما يزال يقاوم الاحتلال وسياساته الاستيطانية والعدوانية التي تستهدف شعبنا وأرضه ومخيماته ومقدساته وتراثه وكافة مقومات وجوده ، بهدف القضاء على حلمه وآماله في الحرية والعودة والاستقلال . ورغم التضحيات الجسيمة التي لا زال شعبنا يقدمها في سبيل حريته وكرامته واستقلاله، إلا أنه سيبقى صامدا على أرضه متمسكاً بحقوقه رغم عنف الاحتلال وجرائمه البشعة التي يرتكبها الاحتلال كل يوم . هذا ما يجب أن تعيه إسرائيل ، وهذا ما يجب أن يفهمه المجتمع الدولي ، والذي لن يكون سلام حقيقي في المنطقة إلا باعترافه بحق فلسطين في الاستقلال وكنس الاحتلال . “…