تعالوا نطرد العنف من بيوتنا ومن مدارسنا…..
تاريخ النشر: 03/12/10 | 0:01بقلم الأستاذ : عبد الهادي بويرات
ما الأخلاق إلا منارة للتقدم والازدهار والزهو, بل منبع يغرف من مائه الظمآن حتى يروي عطشه, لأنها أطيب شراب وخير قوت.
نعي جميعا أن مهمة المدرسة لا تقتصر على إكساب المعرفة فحسب بل هي منبر لتنمية الفكر الأخلاقي لدى الطلاب لإكسابهم القيم التربوية والأخلاقية ليتسنى لنا بناء الإنسان الصالح بكل ما للكلمة من معنى , فيخرج إلى المجتمع كاللؤلؤة بريئا ينصع نورا وأملا لأهله ومجتمعه .
ما الطالب إلا أمانة في عنق المعلم بل جوهرة نفيسة لا نقش ولا صورة عليها , فتسنح له الفرصة للنقش عليها بأبدع سمات الأخلاق وأروع الآداب الإنسانية , وهكذا ينشأ أبناؤنا وينمون متكاملين بين أجنحة الخير والفضيلة وتحت سقف المساواة والمحبة وفي ظل الأعراف السليمة .
أما العنف فهو عبارة عن تصرف وسلوك يتضمن إصابة جسدية أو نفسية بالأشخاص وبالممتلكات, وتكون هذه التصرفات غير طبيعية وغير مرضي عنها من قبل المجتمع.
هنالك نوعان من العنف : أما النوع الأول فهو العنف الجسدي , وهو عندما نستعمل اليدين أو نستعمل أي وسيلة أو أداة نعتدي بها على الآخرين , أما النوع الثاني فهو العنف الكلامي , وهو عندما نستعمل كلمات ولغة تثير الغضب والسخط والغيرة والاستنكار وبالتالي للاستفزاز , وبهذين النوعين يكون الإنسان عدواني وهجومي تجاه الآخرين وتجاه نفسه أيضا .
يتطرق بعض المفكرين إلى فحص صفات الإنسان منذ ولادته ومدى استعماله للكلمات البذيئة والاستفزازية فيختلفون في مدى براءة الطبع البشري منذ ولادته , حيث يقول ( توماس هويس ) : إن الإنسان شرير بطبعه ومنذ ولادته ولد الشر معه , وهكذا توصل هذا المفكر إلى الاقتداء بالنظم الدكتاتورية والاستبدادية .
أما المفكرون التقدميون والديمقراطيون فقد أكدوا أن الإنسان ولد صالحا وبريئا في طبعه, وما جعله واكسبه صفاته السيئة والشريرة إلا البيئة والظرف الذي يعيش به ويمر به بحياته.
بما أن الإنسان مكون من تركيبة متنوعة لمجموعة طاقات وسلوكيات قد اكتسبها من البيئة والظروف الحياتية التي مر بها , لذا نرى انه لدى كل إنسان إمكانيات عديدة ومتنوعة للتصرف والسلوك من أجل حل ومجابهة مشكلة معينة وما العنف إلا طريق واحد وإمكانية واحدة من بين هذه الإمكانيات العديدة ,وما اللجوء للعنف إلا علامة على الضعف وعدم مجابهة الحقيقة .
لا شك أن الانزواء والعزلة تؤدي إلى الإحباط في غالب الأحيان وذلك اقرب إلى العنف والعداء ,أما عدم الاعتناء من قبل الأهل فيؤدي أيضا إلى العنف والهجومية وخاصة عندما ينشأ الطفل في بيت عنيف , كما أن عدم الانتماء للعائلة وعدم الانتماء للمدرسة وللمجتمع ما هو إلا سبب لتنمية العنف ومشجع له , وخاصة عندما يكون الفرد متنكرا للقيم المتفاهم عليها وللنظام القائم وعندها يكون من الصعب إقناعه وردعه عن طريقه .
هنالك الكثير والعديد من الطرق التي يمكن بها التخفيف من وطأة مظاهر العنف في المجتمع , ومن أهم هذه الوسائل هو تهذيب النفس البشرية والعمل باستمرار على ترويضها لمبادئ التسامح والمحبة والتفاهم , وذلك يتم عن طريق التوعية والإرشاد وتحسين الظروف البيئية واعطاء الفرص للجميع بصورة متساوية وتحضير الفرد لمجابهة أشكال العنف للتعامل معها بصورة ملائمة .
لكل إنسان هدف يسعى لتحقيقه فان لم ينجح في ذلك يصاب بيأس وإحباط وهذا يؤدي به إلى العنف بصورة مباشرة لان النفس البشرية أميل للعنف منه إلى التسامح منذ الولادة , فعلى الإنسان أن يقف قويا لمجابهة العنف وعليه تأهيل نفسه للقضاء على ظواهره ودوافعه على اختلاف أشكالها حتى ولو صغرت ويترتب عليه التروي والتسامح في علاج الأمور واستخدام المهارات , بالإضافة إلى إشراك المدرسة والأهل معا لمعالجة هذه المعضلات .
هنالك عدة طرق يمكن بها تطهير البيئة المدرسية من ظواهر العنف أو على الأقل التخفيف من وطأتها:
1) يجب إعداد برنامج علمي مفصل وملائم لمعالجة ظواهر العنف في المدرسة , ويجب أن يتلاءم هذا البرنامج مع تركيبة طلاب المدرسة وبنيتها وظروفها الخاصة .
2) كافة الرسالات السماوية تدعو إلى إتباع الآداب السليمة والأخلاق الحميدة لاسيما التسامح والصبر والاحترام , فيجب تذويت هذه المبادئ الدينية في نفس الطالب وتربيته بموجبها .
3) يجب تقوية وتدعيم روح الثقة عند الطالب بالاضافه إلى دعم روح المبادرة لديه وروح الإبداع والنظر إلى الإمام .
4) يجب وضع دستور واضح ومفهوم لطلاب المدرسة , يشتركون بتحضيره ويوافقون عليه وذلك بالتنسيق مع الهيئة التدريسية ومع الأهل ومع المسئولين في المجتمع وذلك كله تحت أكناف القيم والمفاهيم والأعراف لكافة الأطراف .
5) يجب إشراك كافة الجهات التي لها علاقة بالطالب لمعالجة ومجابهة أي ظاهرة عنف لاسيما الأهل والإدارة والعاملين في المدرسة .
نتوجه إليك أخي الطالب واليك أختي الطالبة أن تنبذوا هذا النوع من التصرفات بل عليكم أن تتعاملوا فيما بينكم بالصبر والاحترام وان تشعروا بالأخوة والإخلاص والمودة تجاه بعضكم البعض وان تغاروا على مصلحتكم ومصلحة مدرستكم,
تعالوا بنا نقوي دعائم التسامح والاحترام فيما بيننا حتى نعيش بين أكناف مدارسنا كالعائلة الواحدة المتحابة , بل العائلة الوفية المخلصة لأصول المروءة والنبل والشهامة, تعالوا نقوي وندعم روح المحبة والمساواة والثقة المتبادلة في كل مكان ومكان من هذا العالم .
حياك الله استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعاده والعطاء.
مقالتك معبرة ..ومضامينها قيمة..ولك جزيل الشكر والعرفان.
يقول وليم شكسبير …ليس هناك جميل ولا قبيح وانما تفكير الانسان
هو الذي يصور احدهما للانسان..
العنف افة مستفحلة في مجتمعنا ….وهي بنسب خيالية ومرتفعة جدا اذا
تمعنا الامر في المجتمع اليهودي…او المجتمعات الغربية…
علماء الاجتماع في دراساتهم توصلوا الى استنتاج ان مجتمعناالعربي
بحاجة الى توعية عقلانيه …الامر الذي يلزمنا ان ننمي القدرات والمهارات
واكتساب المعرفة لمجابهة الحياة…..
تهذيب النفس البشرية…يتم بالثقافة على انواعها…
استاذي الكريم….بالرغم من اننا امة اقرا…فنحن مجتمع لا يقرا
نحن مجتمع عاطفي …سطحي….ارتجالى….نعيش الحياة الاستهلاكية
ونتفاخر بالمظاهر الخارجية…..
كيف تفسر اقتتال بالسلاح الحي الذي ادى الى القتل واصابات بالغة..وذالك
كان سببه اختلاف على موقف للسيارة….
لا بد من ثورة ثقافية…..علينا ان نقرا…علينا ان نتعود على القراة
علينا نحن الاباء والاجداد ان نكون قدوة ونبدأ بالقراءة….وبساعات
طويلة….لكي نكون مثلا للصغار..
نحن جميعا مسؤولين….كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
اقتراحاتك ايجابية …
وختاما ..اهلا وسهلا بك في موقع بقجه..وجزاك الله كل خير
حياك الله استاذ عبد الهادي لقد صدقت فالطلاب امانة في اعناق المعلمين فواجبهم ليس حشو رؤوسهم بالمادة وانما بالتوعية وتذويت القيم الأخلاقية الإنسانية في نفوسهم حتى نبني مجتمعا سليما حضاريا وراقيا….
ولا ننسى البيت، من الوالدين تبدأ التربية الصحيحة تزرع نبتة غضة نظيفة والمدرسة تروي هذه النبتة لتكبر وتزهو وتعطي رائحة عطرة وثمرة لذيذة ينعم بها مجتمعنا ويرقى ويفخر…
حقا كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته….لا شك أن المعلم يحمل أمانة في عنقه، وليس في أعمال البشر عمل أنبل هدفا، ولا اجل خطرا، ولا أعمق أثرا في حياة الأمة من عمل المعلم، يسمو إلى مقام الرسالات السامية …فيا حاملي راية العلم دعوا الضمير صاحيا واحسنوا رسالتكم ولا تخونوا الأمانة…