اﻟﻈﻠﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻋﻘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ
تاريخ النشر: 15/08/14 | 0:03يروى ﺃﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍً ﻟﺪﻳﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻭأطفال ﻟﻢ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻳﻨﻔﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻣﺤﺘﺴﺒﺎً ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻇﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ.
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺪﻋﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻣﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﺴﺤﺒﻬﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ﻓإﺳﺘﺒﺸﺮ ﻭﻓﺮﺡ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻭﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
“ﺿﺎﻗﺖ ﻭﻟﻤﺎ إﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ * ﻓﺮﺟﺖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃظﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺮﺝ”
ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻇﻞ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺄﻃﻌﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺳﺄﺣﺘﻔﻆ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺳﺄﺗﺼﺪﻕ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺳﺄﺑﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺻﻮﺕ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻮﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻭﻳﻌﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﺄﻣﺮ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ.
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻓﻬﻲ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭﻻً ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺥ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ أﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻐﺮﻏﺮﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ إﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍلإﺳﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓإﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻜﺸﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﺇﺻﺒﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﺴﺎﻗﻪ ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺩﻭﺍﺀ ﻟﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ المدينة ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺘﺮ ﻗﺪﻣﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ إﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﺎﺭﺽ ﺑﺸﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻟﺮﻛﺒﺘﻪ ﻓﺄﻟﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﺳﺎﻗﻪ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻓﻌﻼً ﻗﻄﻌﺖ ﺳﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺛﻨﺎﺀ ﺣﺪﺛﺖ إﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺬﻣﺮﻭﻥ ﻓإﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍلإﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ.
ﻓإﺳﺘﺪﻋﻰ ﺃﺣﺪ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑإﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ: ﺗﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪﺍً ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﻠﻤﻚ ﻷﺣﺪ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﻩ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻓﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﺎﺋﻼً: ﺃﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮل ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺑﺨﻮﻑ: ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎً. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺗﻜﻠﻢ ﻭﻟﻚ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓإﻃﻤﺄﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﺎﻝ: ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻗﺎﺋﻼً “ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﻧﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻗﻮﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ”.
ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﺪﺭﺍً ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻋﻘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ.
ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻨﺘﺒﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ.