فلسطين وقوائم اليونسكو
تاريخ النشر: 16/08/14 | 18:17هناك العديد من النقاط المغيبة عن أذهاننا بفعل العديد من الإشكاليات التي نعيشها في عالمنا العربي، الحروب والنزاعات والإشكالات الاقتصادية وهجرة العقول وضعف التعليم والبحث العلمي ونحوها، وهي أمور هامة لها انعكاساتها على الواقع العام الذي نعيشه.
من أهم انعكاساته، أننا نتفرغ للتحليل والنقد وجدليات الخطاب والرد، وننسى أن نتفاعل مع ما بأيدينا من أمور يمكن لنا من خلالها أن نتقدم باتجاهات متعددة، أبرزها أن نحافظ على تراثنا الذاتي ونؤمن له الحماية اللائقة.
في عالمنا العربي عموماً، لدينا مهد الحضارات الكبرى، لدينا مئات الآلاف من المواقع التي يمكن لنا أن ندخلها في قوائم التراث الثقافي العالمي الذي تعتمده منظمة اليونسكو وفق محدداتها ولوائحها العالمية وقوائمها للمواقع الأثرية والثقافية.
فلسطين على سبيل المثال، كمهد للرسالات السماوية، وكأرض تضم عشرات الآلاف من المواقع التاريخية والأثرية والقرى القديمة والمدن الكبرى الأقدم في التاريخ، ومساجدها وكنائسها كلها يمكن أن تكون محمية دولياً إذا أعملنا كوادرنا التخصصية للعمل في هذا الاتجاه.
قبل أيام، جمعني حديث مطول مع البروفيسورة ناصليهان توركون دوستلو اوغلو، وهي أكاديمية مختصة في جامعة الثقافة في اسطنبول، ومسؤولة في الفريق التركي لإعداد متطلبات الالتحاق باليونسكو، وقد ذهلت بسبب ما سمعت منها، وتمنيت تطبيق ذلك في العالم العربي كله، لا سيما فلسطين التي تتعرض للتهويد الشرس وحملة تغيير الملامح وطمس الهوية الحضارية الإسلامية والعربية فيها.
أتساءل حقيقة ؛ هل قرية جومالي كيزيك في بورصا، أو منطقة برغاما في إزمير، أو (١٨٦) موقعاً تركيا تم إدراجها في قوائم التراث العالمي لليونسكو أفضل أو أكثر تميزاً من القرى والآثار الموجودة في فلسطين؟!!
هناك تقصير فعلي وقاتل من المستوى الرسمي الفلسطيني في هذا الجانب، لدينا وزارة ثقافة، ووزارة سياحة، وممثلون في كل أنحاء العالم، ومئات المنتدبين للعمل الدبلوماسي في الخارج، فلماذا لا نعتمد هذا المشروع كمشروع فلسطيني صرف، ترعاه مؤسساتنا وفعالياتنا الفلسطينية.
هي صرخة نداء أطلقها للمسؤولين المخلصين في كل المواقع، في الداخل والخارج، فدخول موقع في قوائم التراث العالمي يعني حمايته من التهويد، ولو تحركنا سابقاً ما تم مسح (٩٠٣) قرية فلسطينية عن الخارطة، ولما تم تهويد أكثر من (٨٤٠٠) معلَم من معالم فلسطين حتى اللحظة.
د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي