لو كان خصمُك نملة أبقِ العيونَ مفتّحة
تاريخ النشر: 18/08/14 | 12:46كثيرة هي الأمثال والأشعار والشواهد التي تحثنا على اليقظة والانتباه ، وتدفعنا لفتح عيوننا تجاه الأحداث والأشخاص والأمكنة ، ولكن قليل منا من ينتبه ويُعمل كل جوارحه كيلا يقع فريسة الغفلة.
في كتاب الله تعالى (( خذوا حِذركم )) وفي تاريخنا ألف ألف مثال للعبرة ، ويكفي بيت الشعر العربي القديم:
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
يكفي دليلاً على أهمية الحذر الدائم والانتباه ، ولكن بعد كل هذه الآيات والأشعار والأمثال ، وفي ظل الحروب والنزاعات المتراكمة كأمواج البحار ، ألا يجب علينا أن نفتح عيوننا يقظة وانتباهاً بصورة أكبر وأكثر مسؤولية ؟!
تنبئنا شواهد التاريخ أن الخصوم يتحينون الفرص للانقضاض على خصومهم ، وضربُ الخصم في ساعة الغفلة قاتلة ساحقة ماحقة ، والعاقل من فهم واستوعب الدرس وحفظ خط الرجعة ومكّن نفسه من عوامل اليقظة .
أمريكا لا تخوض حرباً مع روسيا اليوم ، ولكنها نصبت عشرات الرادارات الاستباقية وتنفق عليها المليارات حتى لا تقع للحظة ضحية غفلتها وانشغالها ، وهذه الرادارات موزعة على الأرض العربية والأوروبية وفي المحيطات قبل أن تكون على الأرض الأمريكية ، لتحذر أمريكا لأي خطر قبل وصوله بمدة .
هل يمكن لنا أن نقول الأمر عينه عن عالمنا العربي ؟ أنا شخصياً أشك وأشكك في ذلك .
الحذر شيمة الأذكياء الذين يعرفون دلالة المثل العربي ( من مأمنه يؤتى الحذر) .
هؤلاء الأذكياء الذين لا تفتك بهم الشعارات وخزعبلات السياسة والعصف الذهني عن حقيقة الأمر وماهيته.
هذا إذا كان عدوك بالمجمل وبالغالب الأعم عدواً طبيعياً قد يلدغك في أي لحظة ، فكيف إذا كان عدوك الحقيقي هو من جنس اليهود ، الذين جُبلوا على المكر والخديعة والغدر والإجرام .
إذا … ثم إذا … إذا آمنت حقاً بأنهم خصمك ؛ فأبقِ العيون مفتّحة .
د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي