الفوضى الخلاقة دليل إفلاس

تاريخ النشر: 15/04/12 | 3:07

بقلم:العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

ظهر مصطلح الشرق الأوسط لأول مرة عام 1902م على يد مؤرخ أميركي يدعى تاير ماهان.

وجسده البريطاني مارك سايكس في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م, فحوله بذلك من عبارة إلى أمر واقع. وبموجبه قسم الاستعمار والولايات المتحدة الأميركية العالم إلى شرق أدنى و شرق اٌقصى وشرق أوسط..

والفوضى الخلاقة بنظر الأمريكي صموئيل هنتجتون هي فجوة الاستقرار. وعبر عنها بقوله: هي الفجوة التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الاستقرار بشكل أو بآخر. فاتساعها يولد إحباطًا ونقمة في أوساط المجتمع، مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، لاسيما إذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وافتقدت مؤسسات النظام القابلية والقدرة على التكييف الإيجابي، فتتحول مشاعر الناس في أية لحظة إلى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى، وأحياناً غير متوقعة، مما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة السياسية، واستيعاب تلك المطالب. أما إذا كانت تلك المؤسسات محكومة بالنظرة الأحادية, فإنه سيكون من الصعب الاستجابة لأي مطالب، إلا بالمزيد من الفوضى, والتي ستقود في نهاية الأمر إلى استبدال قواعد اللعبة واللاعبين. و الأمريكي مايكل ليدين صاغ مفهوم “الفوضى الخلاقة” أو “الفوضى البنَّاءة” أو “التدمير البنَّاء” في معناه السياسي الحالي عام 2003م، تحت مسمى مشروع التغيير الكامل في الشرق الأوسط. وارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لكل دول المنطقة، وفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ثم إعادة البناء. وطور المحاضر الأمريكي توماس بارنيت في وزارة الدفاع الأمريكية نظرية الفوضى الخلاقة ، فقسَّم العالم إلى: القلب أو المركز أمريكا وحلفاؤها، ودول العالم الأخرى هي دول “الفجوة” أو “الثقب” والتي تشبه ثقب الأوزون الذي لم يكن ظاهرًا قبل أحداث 11 سبتمبر. ودول الثقب هذه هي الدول المصابة بالحكم الاستبدادي، والأمراض والفقر المنتشر، والقتل الجماعي والروتيني، والنزاعات المزمنة، وهذه الدول تصبح بمثابة مزارع لتفريخ الجيل القادم من الإرهابيين. وبالتالي فإن على دول القلب العمل على انكماش الثقب من داخله، فالعلاقات الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط لم تعد مجدية, لأن الأنظمة العربية بعد سقوط العراق لم تعد تهدد أمن أمريكا، وأن التهديدات الحقيقية تكمن وتتسع داخل الدول ذاتها، بفعل العلاقة غير السوية بين الحكام والمحكومين. فبالفوضى البنَّاءة ستصل دول الثقب إلى الدرجة التي يصبح فيها من الضروري تدخل قوة خارجية للسيطرة على الوضع وإعادة بنائه من الداخل، على نحو يعجِّل من انكماش الثقوب وليس مجرد احتوائها من الخارج، والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها من التدخل السيطرة على الأوضاع في دول الثقب. والفوضى الخلاقة أيديولوجيا أمريكية لها مدرستين:

الأولى: مدرسة فرانسيس فوكوياما بكتابه نهاية التاريخ. والتي قسم فيها العالم إلى عالم تاريخي غارق في الاضطرابات والحروب، وهو العالم الذي لم يلتحق بالنموذج الديمقراطي الأميركي. وعالم ما بعد التاريخي وهو الديمقراطي الليبرالي وفق الطريقة الأمريكية. ويرى أن عوامل القومية والدين والبنية الاجتماعية أهم معوقات الديمقراطية. والمدرسة الثانية مدرسة صمويل هنتنجتون في مؤلفه صراع الحضارات. حيث يعتبر أن مصدر النزاعات والانقسامات في العالم سيكون حضاريًّا وثقافيًّا، والخطوط الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط المعارك في المستقبل. ورغم تناقض المدرستين، إلا أنهما تتفقان على ضرورة بناء نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة، إضافة إلى معاداة الحضارة الإسلامية باعتبارها نقيضًا ثقافيًّا وقِيَميًّا للحضارة الغربية. والمتتبع لهذا المصطلح يجده في بروتكولات صهيون وفي مؤلفات بعض الكتاب. ففي بروتوكولات صهيون نجد هذا النص: كنا قديماً أول من صاح في الناس “الحرية والمساواة والاخاء” كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة متجمهرة من كل مكان حول هذه الشعائر، وقد حرمت بترددها العالم من نجاحه، وحرمت الفرد من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت من قبل في حمى يحفظها من أن يخنقها السفلة. إن أدعياء الحكمة والذكاء من الأمميين (غير اليهود) لم يتبينوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلوكونها، ولم يلاحظوا كيف يقل الاتفاق بين بعضها ، وقد يناقض بعضها بعضاً. ولم يروا أنه لا مساواة في الطبيعة، وأن الطبيعة قد خلقت أنماطاً غير متساوية في العقل والشخصية والأخلاق والطاقة. وفي البروتوكول العاشر ورد هذا النص: يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم هاتفين: اخلعوهم، وأعطونا حاكماً عالمياً واحدًا يستطيع أن يوحدنا، ويمحق كل أسباب الخلاف، وهي الحدود والقوميات والأديان والديون ونحوها . حاكماً يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة اللذين لا يمكن أن يوجدوا في ظل حكومة رؤسائنا وملوكنا وممثلينا. و هذا الحاكم ما هو إلا نبي بني إسرائيل المنتظر. و الذي أخبر عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه المسيح الدجال. والباحث الأمريكي دان براون نسب إلى الأب ديف فليمنج بكنيسة المجتمع المسيحي بمدينة بتيسبرج ببنسلفانيا قوله: الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر، إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق. ومؤسس المذهب الجديد في علم العلاج النفسي مارتن كروزرز. يقول: الفوضى هي إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي، فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه، وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة، بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة، تساعده على تطوير البيئة المحيطة به. وآدم وايزهاوت قال: أن خلق فوضى عارمة و عنف وإراقة دماء بمستوى عالمي لخلق حالة من الرعب و الخوف العالمي يوحد جميع البشر على الأرض في نظام عالمي جديد. نظام من رحم الفوضى لا يعترف بدين و لا قومية و لا حدود نظام عالمي إلحادي دنيوي . وبنظر هؤلاء فإنه بعد هذه الفوضى التي تهدم البنى الفوقية والتحتية ,يتم إعادة البناء من قبل البناؤون الأحرار. وتمثل كتابات اليوت كوهين أحد المصادر المهمة لنظرية الفوضى الخلاقة وخصوصا كتابه القيادة العليا، الجيش ورجال الدولة والزعامة في زمن الحرب. ويرى كوهين: أن الحملة على الإرهاب هي الحرب العالمية الرابعة باعتبار أن الحرب الباردة هي الثالثة، ويؤكد بأن على الولايات المتحدة أن تنتصر في الحرب على الإسلام الأصولي. والمنشق السوفييتي المهاجر إلى إسرائيل ناتان شارانسكي والذي شغل منصبا وزاريا في حكومة شارون مؤلف كتاب قضية الديمقراطية, وجاء فيه هذا النص: الإسلام حركة إرهابية لا تهدد إسرائيل فقط وإنما العالم الغربي بأكمله… واستئصال الإرهاب لا يتم باستخدام القوة وتجفيف المنابع فقط وإنما بمعالجة الأسباب العميقة للإرهاب التي تنبع من سياسات الأنظمة العربية الاستبدادية والفاسدة وثقافة الكراهية التي تنشرها. ويتفق شارانسكي بهذا الطرح مع أطروحة هنتنجتون التي تنص على أن الإسلام عدو حضاري للغرب. وأطروحة التدمير الخلاق لصاحبها شامبيتر ,والتي يقول فيها عن الرأسمالية: ليس القديم بالرأسمالية هو الذي يفرز الجديد، بل إن إزاحته التامة هي التي تقوم بذلك. والذي يتمترس وراء الإزاحة إياها إنما هو المقاول المبدع الذي يثوي خلف السلعة الجديدة والمزج الإنتاجي الجديد والسوق الجديد ومصادر الطاقة الجديدة…هو نظام تقدمي بالتأكيد حتى وإن بدا ظاهريا غير مرغوب فيه. ويتابع موضحا: إن المنافسة الهدامة…هي أيضا تدمير هدام يساهم في خلق ثورة داخل البنية الاقتصادية عبر التقويض المستمر للعناصر الشائخة والخلق المستمر للعناصر الجديدة. وهذه الاطروحة طوعتها الادارات الأمريكية لتغدو عقيدة يسترشد بها ساستها ومفكريها والمحافظون الجدد في علاقة الولايات المتحدة بالوطن العربي بداية هذا القرن.

والسيدة كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي طلت علينا عام 2005م لتزف لنا البشرى بأن إدارتها اعتمدت الفوضى الخلاقة لإقامة شرق أوسطي جديد تزهر في ربوعه قيم الديمقراطية في العالم العربي وتتحرر فيه المرأة لأنها تمثل نصف المجتمع. وأن إدارتها أوكلت مهمة تنفيذ هذا المشروع إلى أصغر مستشاريها, وهو الصهيوني واليهودي جاريد كوهين مؤسس منظمة موفمنتس لتدريب وجمع النشطاء حول العالم, و العضو في برنامج جيل جديد التابع لمنظمة فريدوم هاوس ,و مدير الأفكار في شركة جوجل. والولايات المتحدة الأميركية التي هزمت في العراق وأفغانستان . باتت تشعر بأن مصالحها وحاضر ومستقبل حليفتها الاستراتيجية إسرائيل في أعلى درجات الخطر, ولا قدرة لهما على فعل شيء في الوقت الحاضر سوى كسب الوقت. وأن الفوضى الخلاقة أو الفوضى البنَّاءة أو التدمير البنَّاء كما يسميها البعض ( وهو مصطلح ماسوني) هي المسكن لأوجاعها, وحتى أنها القشة التي ستنقذها من الغرق, وتوصلها وإسرائيل إلى بر الأمان, وتحققا لهما أهداف عدة, وحتى صيد أكثر من عصفورين بحجر. والأهداف حددها بعض رجال الفكر والسياسة بما يلي:

  • · تكوين حالة تغيرات محددة في المجتمعات تسمح لها بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ. وتفكيك مجتمعات وأنظمة ودول, ترى فيهم مصادر خطر على مصالحها وإسرائيل في الحاضر والمستقبل.
  • · والفوضى الخلاقة بنظرها ستخلق في النهاية نظاماً عالمياً جديداً يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل.
  • · والفوضى توقد نيران الحروب الأهلية والفتن, والتي تضرم النار داخل العائلة و الأسرة والبيت الواحد.
  • · والفوضى ستنشر ثقافات وبدع دخيلة, وتتشدق بألفاظ جُوفت معانيها وباتت لامعنى لها. ولكنها ستؤدي بالمجتمعات إلى التحلل و الانسلاخ عن قيمها ومبادئها السائدة نحو القيم الاميركية .
  • · والفوضى ستخلق حالة من الخوف والفوضى وعدم الاستقرار وفقدان الأمن . وهذا سيؤدي حتمًا إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية، ويضمن لها استمرار نظام قطبيتها الأوحد. وهو بنظرها شبيه بالعلاج بالصدمة الكهربائية لتشغيل قلب متوقف عن الحركة من جديد.
  • · وبالفوضى يمكن إقصاء مصطلَحَي العالم العربي والإسلامي من القاموس الدبلوماسي .والتعامل مع العالم العربي من خلال مقاربة خاصة بكل بلد على حدَّة, ومحاربة التيارات الإسلامية بلا هوادة.
  • · والفوضى الخلاقة توفر للإدارة الأميركية التمترس خلف دعوات الاصلاح والدمقرطة والتغيير بعد ان لم يعد في وسعها الحفاظ على الوضع الراهن .وهذه الأهداف توفر لها أعداء جدد, تبرر لها عدوانيتها .والعدو الذي يجب تدميره هو أيديولوجي بالدرجة الأولى وهو الشمولية الإسلامية.
  • · و الفوضى الخلاقة توفر لها أسباب تدخلها في شؤون باقي الدول. فمفهوم السيادة والشأن الداخلي للدول بات شأنًا داخليًّا للولايات المتحدة الأمريكية لأن مصالحها وسعيها للسيطرة على حقول النفط بات مرتبطاً بالأمن القومي الأمريكي. وبذلك فالأوضاع الداخلية لبلدان الثقب تحتاج إلى تحول شامل. والتحول لن يحدث إلا عبر التدمير الخلاق، الذي سينتهي بإزالة الأنقاض ورفع الأشلاء، ثم تصميم نظام سياسي جديد خانع ومستسلم ولا يهدد مصالحها ومصالح إسرائيل. ولذلك كان جواب بوش على أي سؤال وجه إليه عن سبب تدمير البنى التحية والفوقية وحجم الخراب والدمار الذي لحق بالعراق نتيجة الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق بأنه عملية بناء عراق حر وديمقراطي. وكذلك كان جواب دونالد رامسفيلد عن سر صمت الإدارة الأمريكية عن عمليات النهب والسلب والحرق والتخريب في العراق .حين قال: إنها عمليات إيجابية وخلاَّقة وواعدة بعراق جديد.
  • · والفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط يجب أن تقاس على مسطرة المصالح الأمريكية، فزيادة حالة الغليان وعدم الاستقرار لزيادة حدة الخلاف بين الحكام والمعارضة في دول المنطقة، سيحدث نوعًا من الهدوء والطمأنينة على الساحة الأمريكية، ويؤمِّن أهدافها الحيوية في بلدان الشرق الأوسط.
  • · والفوضى الخلاقة أوجزتها وزيرة الخارجية الأمريكية رايس.بقولها: إن الولايات المتحدة سعت على مدى ستين عامًا إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، ولم تحقق أيًّا منهما. وتتبنى الآن نهجًا مختلفًا. إن هناك من يقول: إن الديمقراطية تقود إلى الفوضى والصراع والإرهاب، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، فالفوضى تمثل الأساس المنهجي لخلق الديمقراطية الأمريكية المنشودة. وحول ما يشهده العالم العربي من ثورات صرحت كوندوليزا رايس لصحيفة الواشنطن بوست قائلة: إن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية، هي من نوع الفوضى الخلاَّقة التي قد تنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حالياً.
  • · والفوضى الخلاقة تبرر استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها لتغيير الأنظمة بذرائع شتى كما حدث في العراق وغيره. وتساهم في تفجير الأمن الداخلي للمجتمعات والدول, وتأجج المشاعر الطائفية.
  • · والفوضى الخلاقة ستزيد من أواصر عرى الصداقة بين البترو دولار ا النفطي ومصالحها, حيث التقى الطرفان على هدف يخدم مصالحهما معاً، المصالح الغربية والاستعمارية في تقسيم وتجزئة و تذرير وتفكيك الجغرافيا العربية واعادة تركيبها خدمة للأهداف الأمريكية والغربية في المنطقة. من خلال السيطرة الأمريكية على مواردها وثرواتها ،وبالمقابل حماية الأنظمة النفطية الحليفة لها من أن تطالها عمليات التغير بفعل ثورات الربيع العربي. أو أن تطال أنظمة الاسلام الخلبي كنظام رجب أردوغان.
  • · وبالفوضى الخلاقة تتمكن من استغلال تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية، وتوظفها من أجل إنهاك المجتمعات وتركيع أنظمتها، فكما توظف الخلافات الحدودية، فهي ستوظف التباينات الطبقية والمذهبية، وتفاقمها إلى أن تصبح انشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة، تتيح لها فرص التدخل المباشر, وتوجيه حركة الصراع ، بما يخدم مصالحها الخاصة ومصالح إسرائيل وقوى الاستعمار.
  • · وبالفوضى الخلاقة تتمكن من التلاعب بملف المرأة ,والإيحاء بتخلف الإسلام في التعامل مع نصف المجتمع. وتبرير نشر الرسوم المسيئة للرموز الإسلامية على أنها شكل من حرية التعبير ، ودعم الحريات الشخصية كحقوق الشواذ والمِثْليين ، والتدخل بذريعة حماية حقوق الإنسان، أو مساندة ونصرة الأقليات، أو دعم حقوق المجتمع المدني، ولعب أدوارًا خفية لزرع الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية لتشويه صورة الاسلام في عيون الآخرين، وزعزعة القيم الإسلامية داخل المجتمعات.
  • · وبالفوضى الخلاقة يتوفر لها و لإسرائيل مناخ فكري يخلق له بيئة آمنة للتواجد المستقر في إطار المجتمعات ،دون حاجة للنخب الحاكمة لتلك المجتمعات، وربط العالم بشبكة اتصال واحدة، من شأنها خلق عقل جمعي مبرمج وفق النمط الأمريكي الذي تسعى لفرضه في نهاية المطاف.
  • · وبالفوضى الخلاقة يمكن التلاعب بعواطف الجماهير المتعطشة للحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد وتحقيق التنمية والتغيير والاصلاح المنشود. حيث تمارس بحرية ازدواجية بشأن كل ثورة أو حراك, بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل . مع تأجيج نيران الصراع في كل ثورة وحراك حتى تحصد الكثير من الدماء والأرواح. بحيث ينمو ويثمر الحقد والثأر لعقود طويلة. و هيلاري مان ليفريت المسؤولة السابقة في البيت الأبيض قالت: واشنطن لا تهتم بالمدنيين. وربما في غيرهما من الدول.
  • · والفوضى الخلاقة توفر للولايات المتحدة الأمريكية فرص البراءة عن جميع جرائمها السابقة . فتتحول من عدو إلى صديق ,ويصبح الصديق هو العدو في كل دولة يجتاحها ثورة أو حراك.
  • · وبالفوضى الخلاقة يمكنها من تصنيع تيارات وأحزاب مزركشة وملونة ظاهرها نشر قيم الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الانسان, وباطنها محاربة قوى المقاومة والقوى الوطنية.
  • · وبالفوضى الخلاقة يمكنها تشويه صور الثورات الوطنية وصور الزعماء الوطنيين في بعض الدول.

ولتطبيق الفوضى الخلاَّقة ، جندت الولايات المتحدة الكثير من الإمكانات، والعديد من وسائل الجذب والضغط والإقناع الإيديولوجي، على مختلف الأصعدة الإعلامي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، ومن ذلك: اتفاقيات التجارة الحرة، والحث على تعديل الدساتير الوطنية, وإقرار قوانين محاربة الارهاب، وتسخير الاعلام الامريكي بكافة اشكاله والفضائيات ووسائط الاعلام المقروءة والمكتوبة العربية والأجنبية الذيلية للإعلام الامريكي والاسرائيلي كفضائيات الجزيرة والعربية وفرنس 24 وال bbc والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية، و خدمات التواصل الإلكتروني المجاني كتويتر والفيس بوك والمواقع التي تعج بها شبكة الإنترنت، والتواصل المكثف مع النشطاء والحقوقيين، والتركيز على بعض المسؤولين الحكوميين والأكاديميين الذين تلقوا تعليمهم في أمريكا واوروبا . وكذلك حشد بعض الأنظمة الحليفة لها كرجب طيب أردوغان وحكومة وحاكم قطر, إضافة إلى تبني أو دعم عدد من أطراف المعارضة في البلدان المستهدفة بشكل فردي أو مؤسسي كي يؤول إليهم مهمة قيادة المعارضة في الدولة التي تشتعل فيها الثورة أو الحراك. بحيث يكون النظام الجديد في هذه الدول حليف مضمون للولايات المتحدة الأمريكية ومدافع شرس عن مصالحها. وبذلك يتم سرقة الثورة من جماهيرها من قبل ثلة هم من أعمدة النظام السابق كما حدث في مصر وليبيا وتونس.

نذكر الادارة الأمريكية التي تكن العداء للإسلام بأنها وإسرائيل دولتين قامتا على أساس ديني.فالرئيس آيزنهاور قال : ليس لحكومتنا أي معنى ما لم تتأسس على الشعور بالإيمان الديني العميق .ولا يهمني ما يكون هذا الدين. ونقول للرئيس أوباما وإدارته: أن الفوضى هي لعب بالنار ستحرق أصابعه إن لم تحرقه مع غيره. وأن الفوضى الخلاقة التي ينشرها هو وإدارته ويطربون لانتشارها دليل على ضعف كبير في البصر وقصور أكبر في البصيرة لديه ولدى رموز إدارته. وبلادهم ستكون من ضحايا هذه الفوضى الخلاقة التي ينشدونها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة