باقة الغربية: مهرجان حاشد لنصرة غزة
تاريخ النشر: 18/08/14 | 19:18شهدت مدينة باقة الغربية أول أمس، السبت، 16.08.2014، مهرجانًا شعبيًّا سياسيًّا حاشدًا، نظمته اللجنة الشعبية في باقة الغربية، تحت عنوان “باقةُ حبٍّ لغزّة”، نصرةً لقطاع غزة ومقاومتها ورفضًا للعدوان الإسرائيلي الغاشم عليها.
وقد شاركت في المهرجان شخصيات فلسطينية قيادية وثقافية عديدة، من بينها الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، والدكتور باسل غطاس، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، والإعلامي تامر المسحال، العامل في قناة “الجزيرة”، والشاعر أحمد فوزي أبو بكر، أمين عام اتحاد الكتاب في الداخل الفلسطيني، والمحامي مرسي أبو مخ، رئيس بلدية باقة الغربية، والسيد سميح أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، وغيرهم.
افتتح المهرجان بترحيب عريفي الحفل، الشاعر علي مواسي والإعلامي محمد خيري، بضيوف المهرجان، داعين الشيخ طالب عويسات بعد ذلك ليتلو آيات من الذكر الحكيم، ثم ليقف الحضور على النشيد الوطني الفلسطيني والقومي العربي “موطني”، إكرامًا وإجلالًا لشهداء الشعب الفلسطيني وجرحاه وأسراه.
“باقة الغربية.. قلعة وطنية عريقة، ونصرتها لغزة واجب”
في كلمتيهما، رحب كل من المحامي مرسي أبو مخ، رئيس بلدية باقة الغربية، والأستاذ سميح أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، بضيوف باقة الغربية، مؤكدين على أن باقة قلعة وطنية عريقة، وأن تنظيم هذا المهرجان القطري الحاشد فيها نصرةً لغزة ليس بغريبٍ عنها، فهي دائما كانت ملتحمة مع أبناء شعبها الفلسطيني في كافة مراحل نضالهم التاريخية ضد الاستعمار والاحتلال.
وأشار كل من المحامي مرسي والأستاذ سميح أبو مخ إلى حملات الإغاثة الشعبية الضخمة والكثيرة التي قامت بها باقة نصرةً للمظلومين والمقموعين، على مدار عقود مضت، وآخرها حملتا إغاثة نصرةً للاجئي سوريا، وحملة إغاثة طبية لقطاع غزة خلال العدوان الأخير، جمع خلاله أهل باقة ما يزيد عن المليون ونصف المليون شيقل.
وقد أكد سميح أبو مخ على أن هذا المهرجان يأتي تتويجًا لسلسلة من فعاليات النصرة والالتحام مع قطاع غزة، إذ شهدت باقة على مدار الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى حملة الإغاثة الشعبية، مهرجانًا تضامنيًّا خاصًّا لأطفال باقة، شارك فيه المئات، وكذلك سلسلة من المسيرات والتظاهرات، وذلك في سبيل إيصال رسالة واضحة للمؤسسة الإسرائيلية، بأن غزة ليست لوحدها، وأن الدموية والعنصرية والإجرام والعسكرة، لا بد وأن تسقط، وأيضًا إيصال رسالة لأهل غزة، بأن الشعب الفلسطيني واحد موحد في آماله وآلامه في كافة أماكن وجوده.
وتحدثت خلال المهرجان
باسل غطاس: ندعم المقاومة، ونحمي أنفسنا بالوحدة وتعزيز اقتصادنا الفلسطيني
بدوره، بارك الدكتور باسل غطاس، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، الجهود التي تبذل في الداخل الفلسطيني عموما، وفي باقة الغربية خصوصا، في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الشعب الفلسطيني، موجهًّا تحياته إلى الحضور الحاشد في المهرجان، والذي يؤكد مجدّدًا على أن شعبنا متّحِدٌ في السراء والضراء، وأكبر دليل على ذلك الهبة التي شهدتها فلسطين كلها خلال الأسابيع الأخيرة، قبل انتقال المعركة إلى جبهة غزة.
وأشار غطاس إلى أن مقاومة الغزيين لقنت إسرائيل درسًا غير مسبوق، وجمحت كبرياءها وغرورها، وأنه لولا هذه المقاومة الباسلة، ولولا هذا الصمود الأسطوري للغزيين، الذي فاجأ الجميع، لاستوحشت إسرائيل وتغولت أكثر، لكنها ارتدعت قلقًا ورعبًا من هذه المقاومة، والتي يوفر وجودها حماية للشعب الفلسطيني من السياسات الإسرائيلية الإجرامية والتوسعية، ولهذا فإنه لمن الواجب علينا دعم أبناء شعبنا في غزة، ومطالبهم وشروطهم التي تطرحها المقاومة باسمهم في المفاوضات، وعلى رأسها كسر الحصار وفتح المعابر وإنشاء ميناء وغير ذلك.
وشدد غطاس على أهمية التوحد ورص الصفوف، والترفع عن الخلافات والفئويات، وذلك في سبيل التعامل مع تحديات المرحلة، والموجة العنصرية المتصاعدة إسرائيليًّا؛ وقد نبه إلى أهمية حملات الإغاثة في التسهيل على الناس المقموعين والمضطهدين، ولو جزئيًّا، محذرًا من أننا قد الفلسطينيين قد يضطرون إلى تنظيم عدة حملات إغاثة في الفترات القريبة لما تشهده فلسطين والمنطقة من أحداث متوترة ومتسارعة.
ونبه غطاس إلى أهمية دعم الاقتصاد العربي المحلي في مواجهة السياسات العنصرية الاقتصادية الإسرائيلية، ودعوات فرض الحرمان الاقتصادي والمقاطعة على المصالح والشركات العربية في الداخل، فهذا له أن يعزز من وجود الفلسطيني وصموده في وطنه، ويمنع ابتزاز المؤسسة الإسرائيلية له وتهديده في رزقه.
الإعلامي تامر المسحال: دعمكم مهم لصمودنا ومقاومتنا
أما الإعلامي تامر المسحال، العامل في قناة “الجزيرة”، فقد تحدث إلى المشاركين بالمهرجان بكلمة بُثّت من قطاع غزّة، افتتحها بتوجيه تحيّاته إلى أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر عمومًا، وأهالي باقة الغربية خصوصًا، شاكرًا كل من يقوم بجهد دعم ونصرة لغزة وأهلها.
وأشار المسحال إلى كونه مهجر من قرية الجورة قضاء عسقلان، مثل الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، مؤكدًا على أن اللاجئين الفلسطينيين سيعودون يومًا إلى قراهم ومدنهم التي هجّروا منها خلال نكبة عام 1948.
وتطرق المسحال في كلمته إلى معاناة أهالي غزة خلال العدوان، وحجم سفك الدماء والتهجير، واستهداف البشر والحجر، مشيرًا إلى ضرورة محاكمة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم.
وتحدث المسحال أيضًا عن الإعلاميين في قطاع غزة، والدور الذي يضطلعون لكشف الحقيقة وفضح الجرائم الإسرائيلية وإيصال ما تفعل للعالم أجمع، باذلين في سبيل ذلك دماءهم في كثيرٍ من الحالات، معتبرًا العمل الإعلامي في غزة مهمة ومسؤولية وطنية وإنسانية سامية.
وأكد المسحال على أهمية دعم أهالي غزة ونصرتهم، من فلسطينيين وعرب وأحرار عالم، وما لهذا من أثر في تعزيز صمودهم ومقاومتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الشيخ رائد صلاح: غزة انتصرت، وشعبنا لا يهاب الملاحقات السياسية
بدوره، ندد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مؤكدًا على أن من يقرأ التاريخ العربي الإسلامي يعرف جيدًا أن غزة موقع انكسار الغزاة والطغاة، مستحضرًا دليلًا على ذلك معركة غزة التي انكسر فيها التتار خلال حملتهم على العالم الإسلامي.
وأكد صلاح على أن غزة انتصرت فعلًا في هذه المعركة، وهي الثالثة التي تشنها إسرائيل عليها خلال 6 سنوات، بمعدل واحدة كل سنتين، وذلك بصمود أهلها واحتضانهم للمقاومة، وبسالة مقاوميها وشجاعتهم وقوة إرادتهم، والإصرار على مطالبهم وشروطهم بكسر الحصار، رغم كل الخيانات والتآمرات من حولهم؛ مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي، وجيشه وقياداته السياسية مصابون بخيبة أمل كبيرة جدًّا لما لاقوه في غزة، ولعجزهم عن تحقيق أي أهداف على الأرض، وخذلانهم في محاولتهم لاحتلال غزة برًّا، ولحرجهم أمام العالم بسبب المجازر التي ما كانت تستهدف إلا المدنيين والمساجد والمستشفيات.
واعتبر صلاح أن انتصار غزة في هذه المعركة خطوة هامة نحو تحرر الشعب الفلسطيني من الاستعمار الإسرائيلي، وتحرير القدس والمسجد الأقصى ليصلي به أهل غزة مع كل الفلسطينيين، ومع كل عربي ومسلم حرّ، وفقًا لصلاح.
وتطرق صلاح إلى الملاحقات والتضييقات السياسية التي يشنها الإسرائيليون، حكومة وأجهزة أمنية، بل وشارعًا، على الفلسطينيين في الداخل، شعبًا وقيادات، من تهديد في الرزق، وتجميد تعليمٍ أو عمل، وفصل من وظائف، وتحقيقات، واعتقالات، ومحاكمات، مؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني لا يخاف الحملة العنصرية المسعورة عليه، وأنها لن تردعه عن المطالبة بحقوقه السلبية، وعن الوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بوجه المجازر، فهذا أضعف الإيمان، وفق صلاح.
شعر وأناشيد
وقد ألقى الشاعر أحمد فوزي أبو بكر، أمين عام اتحاد الكتاب في الداخل الفلسطيني، قصيدة عنوانها “إلى حبيبتي غزّة”، جاء فيها: وبابٍ وقد أغْلقتهُ العجوزُ على عُزْلتي/ يطلّ على ساحة الذّبحِ في هيكلٍ للقبيلة / أنا بينَ لصّينِ أنجو بقلب الجميلة / أنا بين سيفينِ أعشقُ نفسي القتيلة / وأبقى أردّدُ باِسمِ الجميلة/ وأيِّ جميلة؟!
أما المنشد محمد سلامة، فقدم عددًا من الأناشيد الخاصة لغزة بمرافقة الطفلة روند عواودة، هي “أحلى غزة”، و”غزة البطولة.”
رسائل ما بين أطفال باقة وغزة، وفيلم حول مجزرة خزاعة
وعرض خلال المهرجان فيديو أعده الإعلامي محمد خيري، يشارك فيه عدد من أطفال باقة الغربية وغزة، يتبادلون رسائل التلاحم والتحيات فيما بينهم، ويبينون أمانيهم وأحلامهم لغزة خصوصًا، ولفلسطين عمومًا، بأن يعمها الخير والنصر والسلام، وقد لاقت الرسائل تفاعلًا وتأثرًا كبيرًا من الجمهور.
وعُرِضَ أيضًا فيلم قصير تحت عنوان “أدرك الحقيقة”، من إنتاج طالبة السينما عائدة قعدان، ابنة باقة الغربية، وهو عبارة عن 2:21 دقيقة، يجسّد بصريًّا وفنّيًّا شهادة المدون محمود إسماعيل عن بلدته المجزرة التي شهدته بلدته، خزاعة، في قطاع غزة، والتي كان ينشرها على شكل تغريدات على موقع “تويتر”.
الفيلم القصير كلّه مصور من نافذة ثابتة، ومنها تُرى مشاهد قصيرة تجسّد مشاهد حقيقية حدثت في مجازر عديدة في غزّة، يرافق هذه المشاهد صوت عائدة قعدان، التي تقرأ بعض تغريدات محمود إسماعيل، مع تغيير طفيف يكمن فقط في حذف كلمة “خزاعة” من النصوص، بهدف أن يكون الفيلم شاملاً وممثلًا لكل المجازر التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة..
افتتاح معرض صور “عيون غزّيّة”
وقد افتتح في يوم المهرجان معرض صورٍ خاصّ تحت عنوان “عيون غزّيّة”، أشرف عليه علي مواسي، شارك فيه 9 مصوّرين من قطاع غزّة بأكثر من 60 صورة، هم: أشرف عمرة؛ عطيّة درويش؛ باسل المقوسي، باسل اليازوري؛ إبراهيم أبو ريدة؛ محمد زرندح؛ نضال الوحيدي؛ سمر أبو العوف، شريف سرحان.
ويوثق المصورون في صورهم المشاركة بالمعرض الأحداث والقصص خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بكل ما تحتويه من لحظات ألم وأمل، ضعف وقوة، موت وحياة.
“لعبة الكراسي”
وأنجزت الفنّانة التّشكيليّة رنا بشارة، ابن قرية ترشيحا الجليليّة، عملًا فنيًّا في موقع المهرجان، تحت عنوان “لعبة الكراسي”، استخدمت لإنجازه كمية كبيرة من الكفوف الطبيّة البيضاء، وقد لطختها بصبغ أحمر كالدماء، ووضعتها داخل حلقة كبيرة من الكراسي المدرسية في إشارة إلى الحصار.
واستخدمت بشارة أيضًا مسحوق الفحم لرسم أشكال إيحائية وكتابة عبارات على الكراسي؛ ووضعت على عدد من الكراسي صورًا من قطاع غزة خلال العدوان.
| علي مواسي |