الروائي الفلسطيني رشاد ابو شاور
تاريخ النشر: 17/04/12 | 14:27رشاد ابو شاور كاتب وقاص وروائي فلسطيني بارز.ولد سنة 1942في قرية ذكرين ـ قضاء الخليل وأقام في عام النكبة في منطقة “جورة بحلص” ثم انتقل مع افراد عائلته الى بيت لحم، وعاش في مخيم الدهيشة وبعدها في اريحا، وفي عام 1957 لجأ والده مع عشرات الوطنيين الى سوريا ولحقه رشاد عام 1958 وأقام في دمشق ، وهناك بدأت رحلته مع الادب والثقافة والسياسة حيث بدأ يكتب قصصاً قصيرة، وكانت قصته الاولى عن مجزرة دير ياسين، ثم طور ادواته الفنية واسلوبه الكتابي، فكتب عن الانسان الفلسطيني المشرد والمقاتل من أجل وطن وهوية، واتسمت قصصه بالغموض احياناً والاحساس بالنفي والاغتراب والبحث عن الذات الفلسطينية.
وكانت القصة الاولى التي نشرها رشاد بعنوان “احذية الآخرين” في صحيفة “الجهاد” الصادرة آنذاك في القدس.
وفي سنة 1965عاد مع ابيه الى اريحا، وحين حدثت نكسة حزيران 1967 غادرها الى عمان، وفيها بدأت مسيرته الحقيقية مع القص الروائي والفكر السياسي، وظهرت قصصه في”الآداب” اللبنانية ، وأصدر مجموعة من الروايات والقصص نذكر منها : “ذكرى الأيام الماضية “و”ايام الحب والموت” و”بيت اخضر ذو سقف قرميدي” و”البكاء على صدر الحبيب” و”مهر البراري”و”الاشجار لا تنمو على الدفاتر”و”العشاق”و”عطر الياسمين”و”الرب لم يسترح في اليوم السابع” وغير ذلك.
عاش رشاد ابو شاور حصار بيروت، ومعارك الصمود والتحدي، دفاعاً عن مستقبل وحياة شعبه وفي مواجهة الغزو الامبريالي ـ الصهيوني ، وشارك في الكتابة وتحرير واصدار نشرة “المعركة” التعبوية، ومن ابرز كتاباته التسجيلية فيها نصوصه الجميلة “محمد عويس، ازهار الفاكهاني، الشهداء ، هنا بيروت”، ومما كتبه في وصف بيروت:
هنا بيروت ، البحر، بحر يافا، بحر غزة
هنا بيروت، الرمل المعبأ في اكياس تقاتل
هنا بيروت الغناء الشجاع ، الدافئ
هنا بيروت الشعر الناهض حتى السماء
هنا بيروت الاحلام الأعلى من الأقمار الصناعية
هنا بيروت الكرامة التي نحميها بالد
والحرية التي نحميها بالدم
هنا بيروت فلسطين، بيروت العرب،بيروت امامكم، ام محمد ، بيروت خبزها الساخن، وشايها الساخن وكلامها الذي يقطر عسلاً
هنا يبدأ الزمان، زمان الذين يكتبون بدمهم امجاداً لا تعرفها العواصم النائمة،العواصم الكرتون.
وتنقل رشاد بين مطارات العواصم العربية فعاش فترة في بغداد الرشيد، واستقر في عمان حيث يمارس الكتابة وينشر المقالات المنوعة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية.
وفي مجمل اعماله الروائية والقصصية يحكي رشاد ابو شاور قصة نضال الشعب الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال، ويصف الإباء والعزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة. وما يشد القارئ في مقالاته هو موقفه السياسي الواضح من اتفاقات اوسلو،وتمسكه بالهوية الكنعانية، ورفضه التام لكل المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الفلسطينية، اما في قصصه ورواياته فيشدنا التساوق والتلاحم والرصانة والصدق والقدرة على استشفاف وملامسة الواقع واستلهامه له.
وخلاصة الحديث ان رشاد ابو شاور يمثل وجهاً بارزاً من وجوه الثقافة الفلسطينية المعاصرة الملتزمة والنظيفة الرافضة ،التي تواصل العطاء بهمة لا تكل، وهو بارع في الوصف التفصيلي لمعاناة شعبه من القهر والظلم والم الغربة وكفاحه من اجل الكرامة والحرية.