هكــذا نجني السعادة ..!

نتسائل كثيراً عن السعادة وكيفية تحقيقها والوصول اليها , قضيتُ أوقاتاً جميلة أبحث عن معنى للسعادة الحقيقية , فلكي أكسب تلك السعادة لا بُدّ مِن وجود الاسباب لوجودها .. ولا بُدّ مِن وجود عناصر تحتل الجلوس على عرش السعادة تحتاج لجهدٍ للوصول اليها .

السعادة , تخلق الراحة , لطالما فقدناها في مواقف مختلفة , وتركنا السعادة وراء ضبابٍ منثور ومغمور بالبأس والشدة .. فالسعادة هو أن يبدأ ذا الضباب بالتلاشي شيئاً فشيئاً حتى تضح صورة الحياة بصورةٍ افضل فتزهر علينا مجالات عدة نحو الافضل .

عندما نفتقد للسعادة في وقتٍ معين , نشعر بالخيبة, في تلك اللحظات يجب ان نحاول الالتفات لأمورٍ مختلفة من شأنها ان تسعدنا ,تكمن في حياتنا تجارباً عديدة مررنا بها ولا نزال نمر بها , منها التي جعلت منا أُناساً ضعفاء , ومنها جعلت منا أشخاصاً عظماء .

لا داعي لأن نحبط مما نمر به من أزمات , فالقوي هو ذلك الذي ينجح بمرور أي موقف عجز عن تخطيه الكثيرين , ذلك الشخص العظيم الذي استطاع مواجهة مصاعب الحياة , وأظهر للدنيا ابتسامته التي ترافق ملامح وجهه , بالرغم من وجود أمور يمكن لها ان تجعل منه انساناًَ تعيساً وحزيناً.

والبأس هو في من تُضعفه تلك التجارب ويقف عاجزاً عن تدبير اموره , ذلك هو الانسان الفاشل الذي ضعف امام الحياة وخضع للقدر المحتوم , وقف كطفلٍ صغير يبكي جوعاً..! يقف مهزوماً إنتصر عليه الزمن وأخذ منه القوة وجعل منه إنساناً مغموراً بالحزن والبأس الظاهر على ملامح وجهه..

ذلك الوقوف والرجوع للوراء , ذلك اولى خطوات الفشل وما يزيده رجوعاً تلك الملامح البائسة التي غمرته طيلة الوقت .

نظن في اكثر الاحيان اننا لسنا سعيدين كما هو حال الكثير ممن يحيطنا, وذلك بإعتقاد انه لا يوجد من هو يحمل مصاعب الحياة سوانا , أما الباقون فهم تمتعون في الحياة دون اي هم او حزن. بمجرد التفكير بهذا الشكل يخلق في ذاتنا نوعاً من الفشل الحتمي , لا داعي لان نطبع في ذاكرتنا معتقدات مغلوطة ليس لها اساس من الصحة .

لماذا لا نقول اننا نملك السعادة إن حاولنا الخروج من الضائقة الحالية , لربما جعل الله منها امتحاناً لنا , وتلك الوجوه السعيدة المحيطة نقول عنها انها كذلك مرت بضائقات معينة وسر سعادتهم هو الخروج منها بعد عناء وطول انتظار .

إن فكرنا بتلك الطريقة سنجد انفسنا مرتاحون نفسياً وتلك الراحة ستخلق القوة للمثابرة على الخروج من الوضع الموجودين فيه .

لا يمكن للحياة ان تجلب لنا السعادة ونحن مكتوفي الايدي , أرأيتم بيتاً بُنِيَ دون دون عمّال ! أو قُدِّم لعامل مبلغاً من المال تقديراًعلى عمله وهو جالس لا يفعل شيئاًَ ! بل لكل فعل ردة فعل ..! وهذه قاعدة اساسية لتخلق جو السعادة الحقيقية ! فكل عمل تفعله اليوم هو سرٌ لما هو مخفي في المستقبل ودليل عملك اليوم وجهدك مفتاح نجاحك لتصل لاعلى مراتب السعادة في المستقبل.

كن انت قائد نفسك..سيداً لحياتك ,, مغموراً بالابتسامة رغم ما تخفيه نفسك , لديك الاصرار والعزيمة لتواجه كل ما يعيق دربك ..وفِّر لنفسك الطاقة للعمل , ولا تدع المصاعب تُخفض ظهرك ,كن مرفوع الرأس شامخ بجسدك , فالاصرار اولى درجات الوصول للسعادة , ستحقق بذلك نجاحاً كبير .. ومستقبلاً مزهراً مثير ..باذن الله العالي الكبير .. ستحققون امانيكم وهذا جدير , دعو قلبكم صافٍ كالغدير, وروحكم ملساء كالحرير ,فمع كل غفوة فوق السرير , صباحاً مُفرجاً لكل عسير , ومع كل نسمة تطير إختفاء لكل ماضٍ مرير…

بقلم الكــاتبة : سماح محسن – كفرقرع