الشيخ إبراهيم صرصور: " كفر قاسم كالمجتمع العربي..بخطر
تاريخ النشر: 19/04/12 | 6:24استنكر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، جريمة القتل التي وقعت ليلة أمس الأربعاء ، والتي راح ضحيتها الشاب عادل محمد عيسى ( أبو الياس ) ، وحَمَّل الشرطة المسؤولية الكاملة عن الانفلات الأمني وفوضى السلاح وانتشار الجريمة وليس العنف فقط في المجتمع العربي عموما وفي كفر قاسم خصوصا ، والتي بدأت تهدد الحياة والأمن الشخصي والجماعي على حد سواء … كما ودعا إلى : ” الإعلان عن حالة طوارئ في المدن والقرى والتجمعات العربية ، لمواجهة موجة العنف المتصاعدة في أكثر من موقع ، تستدعي اصطفافا مجتمعيا مختلفا عما هو الحال حتى الآن ، وإلا فلن يتوقف العنف ولن تتوقف الجريمة ، وسيغرق المجتمع العربي في صراعات ونزاعات تعيده إلى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ستحرق الأخضر واليابس . ” … واعتبر العنف بكل أشكاله ” جريمة كبرى تجب محاربتها على جميع المستويات القانونية والتربوية والاجتماعية ، لما تشكله من خطر ماثل على حياة الأبرياء من عامة السكان ، وتهديد للنسيج والتماسك الاجتماعي الذي هو ضمان استمرار أية أقلية في العالم وخصوصا مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل . “…
وقال : ” فرضت ظاهرة العنف بكل أشكاله وصوره وخصوصا العنف الجسدي ، نفسها على جدول عملنا كمجتمع عربي منذ سنين ، وصدرت بشأنها آلاف البيانات والدراسات المحذرة من المخاطر الحقيقية المترتبة على استمرارها ، إلا أنه مع الأسف الشديد لم تلق هذه النداءات والاستغاثات استجابة بالشكل المطلوب من كل مكونات المجتمع العربي ، وإن وجدت في بعض الأحيان فلم تتعد أن تكون محاولات خجولة لم ترتفع إلى مستوى التحدي الخطير الذي بدا يهدد بالخطر الحقيقي كل مساحة جميلة في حياتنا ، حتى لم يعد يأمن الواحد منا على نفسه وأسرته في ظل طغيان ظاهرة العنف وتجاوزها الخطوط الحمراء منذ زمن بعيد ، والتي أوقعت الكثير من القتلى والجرحى على مدار السنين ، وحولت مجتمعنا كله إلى سرادق أتراح وبيت عزاء واحد كبير . ” ..
وأضاف : ” من عجائب الزمان أن تتسلل هذه الظاهرة الخبيثة البعيدة كل البعد عن ديننا وموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة ، إلى فضائنا ، وهي وجه قبيح من وجوه الأزمة المتنوعة التي غزت مجتمعاتنا فأقضت مضاجع الآمنين وحولت حياتهم إلى جحيم . لقد تقدمنا باقتراحات كما تقدم آخرون لاجتثاث الظاهرة ، وعملنا كما عمل الآخرون ، إلا أننا يجب أن نعترف انه وارتكازا إلى النتائج والمعطيات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها ، يبدو أننا لم ننجح بعد في إحداث الاختراق المطلوب في هذا الشأن ، وما زال المشوار أمامنا طويلا ، ويحتاج فعلا إلى أن نعلن بأنفسنا حالة من حالات الطوارئ داخل مجتمعاتنا ، نتخير لها من القرارات والسياسات الاستثنائية ما يناسبها إن أردنا فعلا اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها . “…
وأكد الشيخ صرصور على : ” أنه لا مكان لتوجيه اللوم هنا لشرطة إسرائيل فقط ، وإن كانت الشرطة في نظرنا جزءا من المشكلة وستبقى كذلك ما لم تقم بواجبها لمواجهة الظاهرة خصوصا في حدود القضايا التي لا يستطيع احد منا القيام بها لأسباب قانونية وموضوعية ، فالشرطة هي التي تملك الصلاحيات وتملك الإمكانيات التي لا تتوفر لمجتمعنا ولا لبلدياتنا ولا لمجالسنا المحلية . يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا ، فنعترف بأننا نتحمل مسؤولية وقد تكون كبيرة ، خصوصا في مجالات الردع الاجتماعي ، والتثقيف التربوي والإعداد النفسي والأخلاقي لكل فئات المجتمع ، وتفعيل سلاح التضامن والعمل المشترك والقيام الموحد ضد كل من تسول له نفسه المس بأمن واستقرار وسلامة جماهيرنا . لا عذر لأحد منا في الوقوف جانبا ، فأضعف الإيمان هو رفض الظاهرة عملا لا قولا فقط . لا بد من الضرب بيد من حديد على كل من يمارس العنف والجريمة … لا بد من التحرك من خلال خطة بعيدة المدى على كل المسارات الممكنة لمواجهة موجات العنف العاتية ، البيوت والمدارس والمساجد والكنائس والمنتديات والمقاهي وحتى الشوارع العامة . لا بد من حصار الضالعين في هذه الأعمال المرفوضة ، وعلاج أمرهم بكل الطرق الممكنة . أنا واع تماما إلى أننا لن نستطيع إنهاء الظاهرة تماما ، لكني لا أشك في أننا إن تحركنا بالشكل الناجع فسينخفض لهيبها إلى الحد الأدنى ، وسننقذ بذلك الأبرياء من الوقوع في فخها والغرق في أوحالها . ” …
وانتهى إلى أن : ” كفر قاسم بلد الشهداء والدعوة لن تمر مر الكرام على هذه الحوادث ، وستقوم بدورها في حماية أبنائها من يد الغدر مهما كانت ومن أي مكان جاءت ، لأنها تستحق أن تعيش في امن وأمان .. هذا العنف غريب عن مدينة ما عرفت في تاريخها إلا الحب والتسامح والاحترام المتبادل والتعاون على البر والتقوى بكل أشكاله حتى أصحبت مثلا يحتذى في هذا المجال .. لن ترض أجيالنا أن يحول عدد هامشي من المجرمين حياة كثر من عشرين ألفا إلى جحيم .. وعليه فكل الشرفاء مدعوون إلى التوحد في مواجهة الفاسدين وتعقبهم ومحاسبتهم قبل أن يفوت الوقت ، ولات حين مناص . “