ملفات عمر سليمان من غزة إلى تصدير الغاز مرورا بالتعذيب
تاريخ النشر: 19/04/12 | 10:19الرجال لا تحب النساء ذوات الماضي، والشعوب أيضا تنفر من المرشحين أصحاب الماضي الغير معوف، إلا أن الأمر مختلف في مصر، فعلى الرغم من الاهتمام الذي أولته الصحف العربية، والأجنبية، بنشر الملفات التي تولى مسئوليتها رئيس المخابرات السابق، والنائب السابق لرئيس الجمهورية، اللواء عُمر سُليمان، والتي يرى مراقبون أنه فشل في إدراتها، أشار استطلاع رأي إلى حصول سليمان على أكبر تأييد بين مرشحي الرئاسة.
فما أبرز الملفات التي تولاها سليمان ؟؟
حصار غزة.. وإضعاف حماس
سرب ”ويكيليكس” بعض الوثائق بشأن اجتماعات نائب الرئيس السابق، اللواء عمر سُليمان، فيما يخص القضية الفلسطينية، حيث أوردت هذه الوثائق كلاما على لسانه، يقول فيه ”إن مصر أوقفت دخول المال، والسلاح إلى غزة، وأن حماس تشعر بأنها تفقد كل قدراتها، وبما أنهم غير قادرين على إعادة تسليح أنفسهم من خلال شبكة الأنفاق الموجودة على الحدود بين مصر وغزة، خصوصا بنجاح مصر في تفكيك شبكة دعم حماس، ربما يُجبر حماس على تبني مواقف أكثر مرونة من السابق”.
وعلى الرغم من اتهامه في حصار غزة، إلا أن بعض وثائق ”يكيليكس”، أفادت بأن سليمان كان يسعى لاستعادة الهدوء في غزة، وجهوده الحثيثة في المصالحة الفلسطينية، وكان سليمان قد أوضح الأهداف التي حددتها مصر بشأن القضية الفلسطينية، هي ثلاثة رئيسية: استعادة الهدوء في غزة، إضعاف حماس، وبناء دعم شعبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد سليمان أن الحكومة المصرية ستستمر في الضغط على حماس، لكنها ستحتفظ باتصالات منخفضة المستوى معها، ذلك لأن مصر تُريد عزل حماس، موضحا أنه يجب أن تتوقف صواريخ القسام، وحين تتوقف فقط، ستطلب مصر من إسرائيل أن تقابل الهدوء بالهدوء، وأنه على حماس الاختيار ما بين كونها حركة مقاومة، أو انخراطها في العملية السياسية، لكن في النهاية نجحت حماس في التغلب على تلك العوائق وخرجت من الأزمة أقوى من ذي قبل.
زرع خلايا في إيران
يقول عُمر سُليمان أن إيران تُشكل تهديدًا كبيرا لمصر، فهي تؤثر على الشيعة في لبنان ومنطقة الخليج، وأوضح أن إيران تدعُم الجهاد، وتُفسد السلام، وقامت بدعم المتطرفين في مصر في السابق، وأكد أنه إذا كانوا سيدعمون الإخوان المسلمين، فإن ذلك يجعل منهم أعداءنا، على حد تعبيره، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تواصل ممارسة الضغط على النظام الإيراني لتسليم المتطرفين، الذين تعطيهم لجوءًا آمنًا على أراضيها.
وأوضح سُليمان أن إيران التفتت لتحذير مصر من الخلط بين قضاياها الداخلية، ودعم جماعات كالإخوان المسلمين، وقد تلقى رسالة إيجابية جدًا من رئيس المخابرات الإيرانية، تؤكد أن إيران لن تتدخل في الشأن الداخلي المصري.
وعلى الرغم من ذلك، أكد سُليمان أن مصر تخطط بأن تظل محتفظة بخلايا كامنة داخل إيران في الوقت الحالي، إلا أنها ستستمر في تجنيد عملاء يُنفذون ما يُطلب منهم، في حال ما إذا أصرت إيران على التدخل في السياسة المصرية.
وأضاف: ”نأمل أن تتوقف إيران عن دعم حماس، وجماعة الإخوان المسلمين، وخلايا أخرى داخل مصر، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإننا مستعدون”.
علاقته بقضايا التعذيب
أوضحت مصادر إعلامية أمريكية أن عُمر سُليمان كان يدير، بتفويض من وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، برنامج EXTRAORDENARY RENDITION، أو برنامج ”الترحيل غير العادي”، وهو البرنامج الذي بدأ عام 1995، وقامت الولايات المتحدة الأميركية بموجبه باعتقال متهمين بالإرهاب، وإرسالهم إلى بلدان مختلفة، حيث عانى هؤلاء المعتقلين التعذيب الشديد في سجون سرية، لنزع معلومات تفيد الولايات المتحدة في حروبها في الخليج، ولاحقًا في أفغانستان.
وتحدثت وسائل إعلام أجنبية في هذه الشأن؛ فمثلا نشرت مجلة ”نيو يوركر” الأمريكية في التاسع والعشرين من يناير 2011، تقول أن سليمان كان رجل وكالة الاستخبارات الأمريكية في مصر في برنامج الترحيل غير العادي، وهو البرنامج السري الذي اعتقلت فيه الاستخبارات الأمريكية مشتبهًا بهم، في قضايا إرهاب في أنحاء العالم، وإعادتهم إلى مصر ودول أخرى للاستجواب، غالبًا في ظروف وحشية.
وكذلك نشرت ”آ.بي.ثي” الإسبانية في السادس من إبريل 2012: ”وفق مجموعات كمركز النديم، الذي يعمل في إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، فإن يدي الرئيس السابق للمخابرات المصرية، ملطختان بالدماء، لأنه في عهده كانت هناك عمليات تعذيب لا رحمة فيها باسم مكافحة الإرهاب، أو باسم الأمن”.
وأكد هذا الأمر ما نشرته لوس أنجليس تايمز الأمريكية في العاشر من فبراير 2011 بأن مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية قال لجريدة التايمز البريطانية أن هناك علاقة وثيقة، ومستمرة تربط سُليمان بوكالة الاستخبارات الأمريكية، وأنه متورط مباشرة في قضايا تعذيب بصفته عضو في النظام، ورئيسًا للمخابرات”.
تصدير الغاز لإسرائيل
نشرت مواقع الكترونية صورًا لوثائق تشير إلى تورط عمر سليمان في قضية تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار أقل من الأسعار العالمية، وكانت الوثائق مُرفقة مع عقد إنهاء التعاقد مع الجانب الإسرائيلي، بخصوص بيع الغاز، والذي كان مع شركة E.M.G.
ويُذكر أن بعض هذه الوثائق توجه تهمًا إلى وزير البترول الأسبق، سامح فهمي.
ترحيب إسرائيل بسليمان
في أعقاب الإعلان عن ترشيح عمر سليمان للرئاسة المصرية، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي على لسان ”بنيامين بن إليعازر”، وزير الدفاع السابق، قوله بأن ”عُمر سُليمان جيد بالنسبة لإسرائيل”. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نشرت على موقعها الإلكتروني، أن إسرائيل تعتقد أن ترشح عُمر سُليمان للرئاسة، هو أمر إيجابي، كما نقلت عن الوزير ”سيلفان شالوم” قوله أن سليمان قادر على وقف وصول الأسلحة إلى سيناء، وقطاع غزة، مما يوافق ما نشرته ويكيليكس. وكان شالوم قد صرح أن ترشح سليمان للرئاسة هو تحول إيجابي، وأضاف أن سليمان الذي يدرك الأمور من الداخل، قادر على إحداث تغيير، يوقف وصول الأسلحة، والجهات المعادية، والمخدرات من مصر إلى قطاع غزة.
وولد عمر محمود سليمان في 2 يوليو سنة 1936 في محافظة قنا، وتخرج في الكلية الحربية، انضم للقوات المسلحة المصرية عام 1954، وتلقى تدريبا عسكريًا إضافيا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي. حصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية في جامعة عين شمس، وعلى شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما حصل على الماجستير بالعلوم العسكرية.
تولى عمر سليمان منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ومديرً للمخابرات العسكرية، وفي 22 يناير 1993، عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية. وكانت قناة فوكس نيوز الأمريكية في فبراير من عام 2011 وبعد تعيينه نائبًا للرئيس أنه تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص، وأكد وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط ما ذكرته القناة، إلا أن مصدر أمني بوزارة الداخلية نفى هذا الأمر. لسليمان ثلاث بنات، هن عبير، وداليا، ورانيا.
بقلم جهاد الشبيني, غزة