"الانطوائية" أقصر الطُّرق للرّهاب الاجتماعي!
تاريخ النشر: 19/04/12 | 10:57وجودُه وعدمُه واحد!.. لا صوت ولا حركة ولا نقاش!.. حتى وإن كان في دائرة تعجُّ بالموظَّفين .. يأتي إلى الدوام ويخرج بعد ساعات العمل الطويلة دون أن يشعر بوجوده أحد، وإنه بلا شكّ مصدر تساؤلٍ ومحطَّة استفهامٍ لجميع من حولِه! لأنه من بين الجميع شخصٌ منعزل لا يحب الاختلاط بمن حوله، فلماذا يا تُرى؟
أوضح علماء النفس أن الانطوائية هي أن يميل الشخص إلى الوحدة والفردية والانعزال عن المجتمع، وعدم حب المشاركة في النشاطات والمناسبات الاجتماعية أفراحاً كانت أم أتراحاً! و أن الانطوائية ليست مرضاً مقلقاً إنما هي سلوك يمكن تغييره، بالاختلاط مع المجتمع، وتتفاوت في درجاتها، ويمكن أن تكون مقلقة حينما تنعكس على سلوكيات الإنسان وتنتج عنها انعكاسات نفسية واجتماعية كأن يخسر شيئاً مهماً أو يحرم نفسه شيئاً ضرورياً أو يؤثر على من حولِه بسببها، وغير ذلك.
أن التأثير الأكبر يرجع للتنشئة الاجتماعية، سواء من خلال التوجيهات المباشرة من والديه بمنعه من الاختلاط بالناس أو اقتدائه بهما وتأثره بشخصيتهما، أو غير المباشرة والتي تساهم في تشكيل الانطوائية لدى الشخص كالإعاقة وعدم اقتناعه بشكله وأمور أخرى كتحقير الشخص وإهانته أمام أقرانِه ومقارنته بغيره ممن هم أفضل أو أذكى منه..إلخ.
ومن صفات الشخص الانطوائي عدم مشاركته في النشاطات الاجتماعية، وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين والحديث إليهم إذا كان في تجمع بشري، ويكون أيضاً محدود الأصدقاء، مشيراً إلى أن الانطوائي يصاب بالرُهاب الاجتماعي، ويخشي التحدث إلى الناس حتى لا يسخروا من كلامه، ويمكن أن يفشل في عمله.
وعن علاج الطفل من تلك الصفة ينصح العلماء الوالدين بتشجيعه على الاندماج مع الأصدقاء في المدرسة والمجتمع المحيط، وعليهما أن يرمزا له بأهمية الاختلاط والصداقة من خلال القصص المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب تشجيعه دوماً وزرع الثقة بنفسِه. وإن كان الانطوائي شاباً يجب أولاً أن يكون لديه إحساسٌ بمشكلته ورغبةٌ في التخلص منها وذلك بمحاولة مخالطته الناس في المناسبات والأعمال الاجتماعية
تقرير – مريم الشوبكي