المؤسسات الخاصة انتظمت.. بينما أكبر مؤسسة لم تنتظم بعد ..!

تاريخ النشر: 19/04/12 | 13:13

من عادة الانسان أنه يتصرف بعفوية مطلقة وعشوائية ووفق غرائزه بغياب القانون الملزم والسلطة الرادعة . وليس صدفة ,وإنما لحكمة عظيمة ,أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء للبشرية وعلى فترات وأزمنة ليذكروا الناس ,ترغيبا وترهيبا ليردعوهم عن عبادة الأصنام الحجرية أحيانا ,وعن عبادة الأصنام البشرية والشرك أحيانا أخرى, دون تعب أو كلل.. وهذه هي سنة الله في خلقه ,هو خلقنا وهو أعلم بما ينفعنا وبما يضرنا ,ولو أرادنا ملائكة ما خلقنا بشرا ..!

هذا على المستوى العقديوأساليب التهذيب والسياسة الربانية في التعامل مع البشر حتى يستقيموا وتستقيم أحوالهم ,أما على المستوى البلدي وإدارة شئون الحياة ولأن الله جعل الانسان خليفة على الأرض ولكي نستقيم وتستقيم أحوالنا ومؤسساتنا وجب علينا نحن المسئولون أن نعلم الناس مرارا وتكراراووفق سلم أولويات وخطط وبرامج مهنية ,ومن خلال مؤسساتنا التربوية والتعليمية ,ومنذ البداية ,ثم نذكر الناس ليهذبوا من تصرفاتهم وتعاملهم من منطلق المسئولية وتطبيق القانون ,إن لزم الأمر..,لبسط الأمن والأمان وتطبيق النظام وفي جميع المجالات (البناء والاسكان ,المواصلات الداخلية وتنظيم حركة السير وتطوير الشوارع داخل المدن والطرق الزراعية,النظام والالتزام والنظافة في الأماكن العامة, دفع مستحقات البلدية…..) ثم إن رفضوا ووفق القوانين والصلاحيات المتاحة والممنوحة للسلطات المحلية والقوانين المساعدة , ودون تمييز بين أبيض وأسمر وبمهنية مطلقة وشفافية وصدق وأمانة..يتم التعامل بحزم وثقة ووفق القانون دون خوف أو ترددووجل أو محسوبية أو مداهنة…وهذه هي أسس الإدارة الناجحة .!

وأنا لا أقبل أن نتهم المواطن على أنه السبب في كل أزماتنا وإخفاقاتنا وتردي أحوالنا , وذلك لأني أرى نفس المواطن بلحمه ودمه يتعامل مع المؤسسات الخاصة في نفس البلد ومكان سكناه بغير ما يتعامل مع بلديته مثلا ..! والسبب يعود ولأن هذه المؤسسات (البنوك ,المجمعات التجارية,شركات الهواتف الخليوية,سلطة البريد,محطات الوقود,مكاتب التأمين الوطني ,مكتب العمل ,صندوق المرضى ,المطاعم …..) انتظمت واعتمدت أساليب ادارة علمية وسياسة تعامل واضحة ومتساوية وبدون محاباة,فتعامل معها المواطن وفق سياستها ..أما بلديتنا الموقرة وأكبر المؤسسات الرسمية وعلى مدار ثلاثة عقود لم تنتظم بعد ..ولم تعتمد أساليب ادارية عصرية وحديثة ,ولم تعتمد أخصائيين في مجالات شتى واكتفت بتعيين المقربين والمنتفعين والمنظرين …ومنحت جمعياتها ما منحت…وسهلت وجهزت لعهدما بعد البلدية ما سهلت وجهزت…..فماذا يمكن أن نتوقع من المواطن إذن ..ومنشبعلىشيءشابعليه؟ ففي هذه الظروف يعود المواطن الى غريزته الإنسانية ويتصرف حسب فطرته وأهوائه ويحل قانون الغاب بدل القانون والسلطة..وتعم الفوضى وينتشر الفساد ويقتل العباد …وهذا هو حالنا اليوم في أم الفحم .

بقلم :تيسير سلمان محاميد- كتلة الإصلاح والتغيير, ام الفحم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة