يا أبناء يافا الأبرار، ايها المسلمون في كل مكان
تاريخ النشر: 19/04/12 | 6:40بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين
صدق الله العظيم( التوبة آية 18)
يا أبناء يافا الأبرار ، ايها المسلمون في كل مكان،
تزداد الأخطار وتحاك المؤامرات التي تستهدف مسجد يافا الكبير ونحن مسؤولون امام الله وأمام رسوله وسنسأل ماذا عملنا من أجل الدفاع عن مسجد يافا الكبير ” ابو” مساجد يافا وأكبرها وأهمها على مر التاريخ.
قبل ثلاثة أسابيع وأثناء تأدية صلاة الجمعة خرق آذان المصلين ضجيج صاخب وغريب مصدره سطح قاعة الأفراح المجاورة حيث كانت تقام مراسيم عرس على سطح القاعة المكشوفة خلافا للقانون الذي يمنع إقامة الأفراح في ساحات وبنايات مكشوفة، وقد قام عدد من المصلين الشرفاء بالتصدي لهذا الأمر وأجبروا صاحب المحل على الإمتناع من تكرار مثل هذا الأمر. الا ان التضيق على مسجدنا أكبر وأخطر من هذه القاعة وضجيجها فحلقة البناء التي تقام حول المسجد تزداد قسوة وخنقا للمسجد . فقد تم الكشف خلال هذا الأسبوع عن وجود مؤامرة خسيسة من شأنها القضاء على الجانب الشرقي للمسجد، حيث ان هناك تفاوض مع مستثمرين لشراء سقف المحلات التجارية والمطلة على دوار الساعة للبناء عليها. هذه المؤامرة تأتي ضمن الهجمة الشرسة على المسجد وأحكام الإغلاق عليه من جهاته الأربعة، علما بأن في الجهة الغربية حيث موقع المحكمة الشرعية حتى عام 1948 يُقام مشروع بناء لمساكن فاخرة وسياحية. كل هذه المؤامرات تُحاك ليل نهار دون أي إعتبار لمشاعر المسلمين الدينية ومع الإصرار على المس بقدسية مسجدنا الكبير الذي وضع ليذكر فيه إسم الله منذ ما يزيد عن 300 سنة وأصبح أبرز علم ومقر ديني وحضاري في يافا.
ومعلوم للجميع النضال الجماهيري الطويل الذي قام ويقوم به سكان يافا ضد مؤامرة مشروع القشلة المجاور للمسجد في الجهة الشمالية منه، فبعد فشل النضال القضائي لمنع إقامة فندق سياحي فإن النضال مستمر لمنع حصول المستثمرين على تسهيلات بناء لإضافة طوابق غير قانونية تزيد عن عدد الطوابق المسموح به بحسب التخطيط البلدي. وكنت بصفتي عضو مجلس بلدية تل – أبيب يافا قد تقدمت بإعتراض على المشروع، رافقهُ مظاهرات مشرفة بقيادة الحركة الإسلامية وبمشاركة واسعة محلية وقطرية. وقد قُبل إعتراضنا بأغلبية 10 أصوات مقابل 8 أصوات . ومع ضرورة تكاتف الجهود للدفاع عن مسجدنا التاريخي نجد الكثير من المصلين من أبناء يافا من هجروا المسجد وراحوا يبحثون عن مساجد أخرى يصلون فيها طلبا لعدم تكلف ” المشقة ” في الوصول الى مسجد يافا الكبير بسبب ” البعد الجغرافي ” واكتظاظ المرور وعدم توفر مواقف كافية للسيارات بجوار مسجد يافا الكبير.
فمنهم من وجد راحته في مسجد الجبلية وآخرون وجدوا راحتهم في مسجد النزهة. فبات مسجد يافا الشامخ مسجدا مطأطئ الرأس لقلة المصلين حتى باتت صلوات الجمعة تقتصر على القلة القليلة من أبناء يافا وبعض المسلمين من أنحاء مختلفة من البلاد وبعض المصلين من العمال الأتراك والأفارقة.
أيها المسلمون: هل لنا عودة الى تلك الأيام التي كان يلتقي فيها مئات المصلين من أبناء يافا بعد صلاة يوم الجمعة، هل لنا عودة للقاء مصلي يافا في مهرجان صلاة يوم الجمعة عند الخروج من مسجد يافا الكبير ؟ اليوم نحن مطالبون امام الله ورسوله وامام ديننا ومجتمعنا وأبنائنا بالوقوف وقفة رجل واحد امام هذه المؤامرات. الآن بالذات وفي ظل هذه المحاولات الخطيرة لتحويل مسجدنا يافا الكبير الى موقع سياحي مثلما فُعِل ويُفعل بمسجد حسن بيك نحن مطالبون بإتخاذ خطوات جريئة وعاجلة، من هنا فإنني أوجه ندائي الى مسلمي يافا وبخاصة الى قيادة الحركة الإسلامية بشقيها الشيخ سليمان سطل والشيخ احمد ابو عجوة، علينا ان نعي حجم الخطر، علينا إتخاذ القرار الجريء بإقتصار صلاة الجمعة على هذين المسجدين: مسجد يافا الكبير ومسجد حسن بيك علينا مطالبة وتوجيه المسلمين لأداء صلاة الجمعة فيهما وإقامة الصلوات الخمس اليومية فيهما قدر الإمكان. إنني أناشد إخوتي في الحركة الإسلامية بشقيها بأن يبادروا فورا الى حوار ونحن بدورنا كقيادات يافوية على إستعداد للمشاركة من أجل التوصل الى معادلة مقبولة على جميع الأطراف ولوضع خطة عمل تضمن وصول المصلين الى هذين المسجدين.
لقد أوصانا أباؤنا وأوصاني والدي بألا نترك المسجد الكبير وحذرنا من هجران المصلين له. لذا فإن المسجد أمانة في أعناقنا وعلينا ان نحميه وننقل هذه الرسالة الى أبنائنا وأجيالنا القادمة.
والله في عون العبد ما زال العبد في عون أخيه
وبالله التوفيق
احمد مشهراوي
عضو بلدية تل ابيب يافا