الشيخ رائد صلاح :" الاحتلال الاسرائيلي يحاول استدراج الجميع الى حالة خطيرة هو الرابح الوحيد فيها

تاريخ النشر: 19/04/12 | 15:27

الشيخ رائد صلاح :” الاحتلال الاسرائيلي يحاول استدراج الجميع الى حالة خطيرة هو الرابح الوحيد فيها ، وهي التسسليم بوجود احتلال اسرائيلي ، وبوجود سيادة اسرائيلية على القدس والأقصى”

أكد الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – أن الاحتلال الاسرائيلي يسعى من خلال زيارة بعض الشخصيات والعلماء من الدول الاسلامية والعربية الى المسجد الاقصى الى إحداث متاهات في سلوكيات المسلمين ، والعرب والفلسطينيين تجاه المسجد الاقصى ، ويحاول أن يستدرج الجميع الى حالة خطيرة هو الرابح الوحيد فيها ، وهي ان يتمّ التسليم بوجود احتلال اسرائيلي ، وبوجود سيادة اسرائيلية على المسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلّين ، وان يكون واقع زيارات شخصيات اسلامية وعربية للمسجد الاقصى هو اقرار بهذه السيادة الاسرائيلية ، فيما أكد الشيخ صلاح ان المطلوب ان تجتمع كل الضغوط المشروعة من قبل المسلمين والعرب بهدف زوال الاحتلال الاسرائيلي ، عن القدس والمسجد الاقصى ، وساعتئذٍ يرحب بزيارة المسلمين والعرب تحت السيادة الاسلامية العربية الفلسطينية المستقلة .

وكان الشيخ علي جمعة – مفتي الديار المصرية – زار المسجد الاقصى المبارك ، برفقة وفد أردني رفيع ، يوم أمس الاربعاء المسجد الاقصى ، وسبقه قبل أيام زيارة مشابهة للشيخ الحبيب الجفري ، وقد لوحظ أن هذه الزيارات تتم بترحيب وتشجيع من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، بل ويوفر الاحتلال الاسرائيلي حماية وحراسة من قواته الاحتلالية خلال هذه الزيارة .

وفي حديث لـ “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ” صباح اليوم الخميس 19/4/2012م ، قال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – :” بداية نحن سنبقى نحفظ التقدير الرفيع لكل علماء المسلمين ، ونحن سلفاً ندرك مدى حبّ المسجد الأقصى في قلوب كل المسلمين والعرب بدون استثناء ، وفي قلوب الذين جاؤوا الى المسجد الاقصى المبارك ، ولكن أنا على يقين لو أنهم يعلمون ما هي الحقائق على أرض الواقع لما وافقوا على هذه الزيارات ، فواقع الحال يقول بكل أسف أن كل ابواب المسجد الاقصى تقع حالياً تحت سيطرة عسكرية من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، ولا يمكن لأحد أن يدخل المسجد الاقصى إلاّ بموافقة هذه القوات الاحتلال الاسرائيلية ، وهذا يعني بصريح العبارة ان كل من زار المسجد الاقصى تمّ الموافقة على زيارته من قبل هذه القوات ، نقول ذلك ونحن نتعجب من هذا الاحتلال الاسرائيلي الذي يعطي موافقات لزيارات من شخصيات مسلمة من الخارج ، في الوقت الذي يمنعني على سبيل المثال من دخول المسجد الاقصى منذ عام 2007م ، والذي يمنع حتى الآن كذلك دخول الشيخ عكرمة صبري – خطيب المسجد الاقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس – من دخول المسجد الاقصى ، والذي يمنع المئات من أهلنا بأوامر عسكرية من دخول المسجد الاقصى المبارك ، ماذا يعني هذا التناقض في سلوكيات الاحتلال الاسرائيلي؟! هذا يعني أن الاحتلال الاسرائيلي يدفع باتجاه إحداث متاهات في سلوكياتنا كملسمين ، كعرب وكفلسطينيين تجاه المسجد الاقصى ، هذا يعني ان الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يستدرج الجميع الى حالة خطيرة هو الرابح الوحيد فيها ، وهي ان يتمّ التسليم بوجود احتلال اسرائيلي ، بوجود سيادة اسرائيلية ، والمطلوب عنده هو أن نزور المسجد الاقصى ، وان يكون واقع زيارتنا هو اقرار بهذه السيادة الاسرائيلية ، هذا ما يطمع به الاحتلال الاسرائيلي ، ولذلك هو يسهّل هذه الزيارات ، في الوقت الذي يمنع شخصيات كثيرة من اهل بيت المقدس من زيارة المسجد الاقصى ، لأنّ اهل بيت المقدس يرفعون شعاراً واحداً ، يقولون فيه أن الاحتلال الاسرائيلي باطل ، بلا سيادة ، بلا شرعية وهو الى زوال ، لذلك انا على طمع كبير ان يعيد النظر ، كل من زار المسجد الاقصى من الاهل في الخارج في زيارته ، انا على طمع ان يدركوا ان مشكلة المسجد الاقصى المبارك تُعالج يوم أن تجتمع كل الضغوط المشروعة من قبل المسلمين والعرب بهدف زوال الاحتلال الاسرائيلي ، عندها تكون القدس حرّة ، وسيكون المسجد الأقصى حراً ، وعندها ما أجمل ، وما أصفى ، وما أنقى أن نستقبل كلنا فضيلة الشيخ علي جمعة ، والشيخ الجفري ، او غيرهم ، إذا ما جاؤونا يشدون الرحال الى المسجد الاقصى المبارك ، بسيادة اسلامية عربية فلسطينية مسقلة ” .

وحول التوقيت لمثل هذه الزيارات قال الشيخ رائد صلاح :” هناك قصد واضح من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، وهو أن يغرس في عقلية الجميع أن وجوده اصبح أمراً واقعاً لا جدال عليه ، هو يحاول أن يوصل هذه الفكرة الى الجميع وأن يتعامل الجميع معها ، بأن الاحتلال أمر واقع وهذا يطمع به نفس الاحتلال بأن يتعامل الجميع مع قضية القدس ومع قضية المسجد الاقصى من خلال هذه الزاوية ، وهذا الأمر الخطير جداً ، وقد كنت أقول طوال الوقت ، من مآسي القدس مصادرة أرض اهلها وهدم بيوتها ، أو التضييق عليهم في معيشتهم ، ولكن ما هو الموّلد لهذه المآسي ؟! ، هو وجود الاحتلال الاسرائيلي ، وواضح جداً إذا ما قرأنا التاريخ ، انه لا يوجد احتلال ينتج عنه خير ، لا ينتج عن الاحتلال الاّ شرّ ، وهذا أمر طبيعي أن يكون مناظر شرّ من الاحتلال الاسرائيلي في القدس والمسجد الاقصى ، وهذا يعني ان مفتاح الحلّ هو زوال الاحتلال الاسرائيلي ، في المقابل الاحتلال الاسرائيلي يطمع أن يفرض هذه القضية ، بأن الاحتلال أمر واقع ، سيادته أمر واقع ، شرعيته أمر واقع ، ومن أراد أن يدخل القدس والمسجد الاقصى ، بالإقرار بهذا الأمر الاحتلال سيرحب به ، لأنه سيساعد الاحتلال على تكريس هذه المقولة ، الآن الاحتلال الاسرائيلي يدرك اننا نحن نرفع شعار نزع الشرعية المطلقة عن الاحتلال الاسرائيلي ووجوده في القدس والمسجد الاقصى ، الاحتلال الاسرائيلي يدرك الآن أنه في مرحلة صراع مصيري ، ومن هنا أناشد جميع الملسمين والعرب أن يدركوا مدى حساسية هذا الصراع الذي نعيشه الآن على أرض القدس والمسجد الاقصى ، أنا أطمع منهم أن يرفعوا شعاراً واضحاً ، وهو نريد زيارة للمسجد الاقصى أو للقدس أو لمقدسات القدس ، او لكنيسة القيامة ، نريد زيارة بدون أدنى إذن من الاحتلال الاسرائيلي ، ولن يتوفر ذلك إلاّ إذا زال الاحتلال الاسرائيلي ” .

محمود ابو عطا و”تصوير : “مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة