ما هو ذنبي لتسلبني أمني وأماني ؟
تاريخ النشر: 20/04/12 | 2:56لا يكاد يوجد مجتمع من المجتمعات لا يتحدث فيه الناس عن الجريمة ، وأسبابها ، وطرق مكافحتها أو معالجتها، نظرا لانتشارها، وازدياد خطورتها على الفرد والمجتمع، والتي أصبح طابعها الجرأة والاستهتار والعنف والفساد، في حين أنه كان بالإمكان التحدث عن الجريمة من باب الاتعاظ وأخذ الدروس والعبر منها، لمحاولة منعها من الحدوث في مرات أخر .
كثيراً ما نسمع بكلمة “امن وأمان” يرددها المسئولون في أمارة ام الفحم الإسلامية، والمتتبع للأحوال الأمنية وخصوصاً في ام الفحم، يجد حالات القتل تنتشر بشكل كبير جداً حتى انه أصبح هنالك عصابات منظمة للقتل ولسرقة وحرق المنازل والسيارات.
وفي صباح كل يوم تطلعنا المواقع الالكترونية والصحف على جرائم تقشعر لها الأبدان، و تعلق الشرطة والبلدية من ورائها على الخبر بأنها ستجري التحقيقات للكشف عن حقيقة هذه الجريمة او تلك، وفي الحقيقة من يطلع على هذه الأخبار يجدها تدين المسئولين في الشرطة وفي إمارتنا الفحماوية، بسبب الإهمال الذي يظهر على السطح من خلال كثرة الجرائم والسرقة.
ومن يتابع الصحافة يجد أن أي نقد مباشر للشرطة او بلدية ام الفحم راعية الناس والمؤتمنة على أمنهم وأمانهم بسبب تردي الحالة الأمنية، يتعرض المنتقد لهجوم وتوبيخ من قبل أتباع الكتلة الإسلامية ومن ورائها الحركة الإسلامية وإمارتهم في البلدية الرسمية ، مما دعاني للبحث عن أسباب الدفاع عن مقولة امن وأمان و عدم الاعتراف بالفشل الأمني الذي تعانيه هذه الإمارة.
فقد حرصت البلدية والكتلة الإسلامية عن طريق أبنائها ووسائل إعلامها على الربط بين حالة الأمن والأمان والإسلام هو الحل، مما جعل اضطراب الحالة الأمنية مقياس على عدم تطبيق الإسلام، وهذا ما جعل المسئولين ينافحون بشكل كبير عن حالة الأمن والأمان الموهومة ، واني لأعجب أكبر العجب من الذين يضحون برأس مالهم طلبا لربح غير مضمون أبدا وذلك لبطلان الغاية والوسيلة غايتهم مصالح غير عامة ـ وان ادعوا انها عامة ـ مصلحة خاصة بحزب أو بشخص والسبب أنهم قدموا هذا الربح المظنون على رأس مالهم المضمون والنتيجة ضياع رأس المال وفقدان الربح . بالله عليكم فكروا قليلا فلا نريد لكم ولا نريد لنا ضياع رأس مالنا بسبب أرباح غير مضمونة وغير عامة عودوا الى ربكم وحكّموا شرعكم وشهّدوا على ذلك عقلكم وانظروا حولكم وتعلموا من غيركم واعتصموا بحبل ربكم فلن تسود سماؤكم ولن تحترق أرضكم .
لذلك يجب على إمارة الكتلة الإسلامية ان تشخص المرض الأمني وتعالجه بأسرع وقت.
فقد ثبت في سنن الترمذي وحسَّنه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا “.
حديث عظيم ، يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته ، ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها ، إذا تحققت له ثلاثة أمور : الأمن في وطنه، والمعافاة في جسده ، وتأمين لقمة العيش ، فمن تحققت له هذه الأمور الثلاثة فكأنما ملك الدنيا كلها .
من أعظم النعم التي ينعم بها علينا ربنا سبحانه نعمة الأمن والأمان في البلاد ، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس ، نعمة افتقدتها كثير من المجتمعات .
إن الديار التي يُفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة ، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال.. وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس ، وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.
في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم.. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء ، وترفرف عليها السعادة، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .
إخواني وأخواتي:
إن ما دعاني إلى التطرق إلى هذا الموضوع هو ما شعر به كل فحماوي وفحماوية في الأشهر والأيام القليلة الماضية – وما زال – من فقدان لهذه النعمة الجليلة “نعمة الأمن والأمان في بلدنا”
فعلى هامش الأحداث التي نعيشها الآن نتوجه للمسئولين في البلدية لإيجاد الحلول اللازمة لكبح ولجم آلة الإجرام من قتل وحرق وسرقة في بلدنا الحبيب وان يتوجهوا الى أصحاب القدرات من اكادميين وأساتذة مختصين لدراسة كيفية الخروج من هذا المأزق اللئيم الذي استفحل في ام الفحم وليس ان يُنظّروا وينثروا كلاما معسولا ليخرسوا من كانت له كلمة لإيجاد حل هنا او هناك لحل الأزمة والمصيبة التي حلت وتحل في بلدنا ، وعليهم فتح المراكز الجماهيرية والنوادي لتثقيف الناس والتعاون معهم في إيجاد الحلول لا ان نبقى مكتوفي الأيدي ننظر الى بعضنا البعض والإجرام ينخر فينا كل ثانية فيا سادة فما خاب من استشار.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , وولِ علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين ..
خالد اغبارية- ام الفحم
الاخ خالد اغبارية المحترم..احييك على عطائك المتواصل..اتمنى لك دوام الصحة والعافية..
العنف اسبابه متعددة..على رأسها التخلف الثقافي الذي نعاني منه..نحن امة اقرأ ولا نقرأ..
نحن نعيش الحياة الاستهلاكية باعلى مستوى..بدون ان نهتم للجانب الروحي من الثقافة
والمهارات الفنية التي تقود مجتمعنا الى التطور والازدهار ..الى الرفاهية والامان …
قيل..اشعال شمعة واحدة خير من ان نلعن الظلام الف مرة..
جدير بنا ,كل انسان في موقعة ,ان نقود مجتمعنا الى دروب الثقافة , العلم, والمعرفة..
جدير بنا ان نسير بدروب العطاء والمكارم ..نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق
حياة فاضلة وكريمة..